هل هناك من شيء يلوح في أفق سوريا؟

تاريخ الإضافة السبت 5 أيلول 2009 - 10:01 ص    عدد الزيارات 876    التعليقات 0

        

فورين بوليسي 1/9/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد أعلن رئيس مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس بوش إليوت أبرامز أن سياسة أوباما في الانفتاح نحو سوريا تواجه الفشل. كما أعلن أندرو تابلر من معهد واشنطن قبل أيام قليلة أن سياسة أوباما في التواصل مع سوريا تواجه الفشل أيضا. و تبدو هذه المقالات اللافتة للنظر و المتماثلة مرآة لما أخبرته مصادر لصحيفة جاروزاليم بوست الإسرائيلية, و التي تفيد بأن الولايات المتحدة غير راضية عن ردة الفعل السورية تجاه الانفتاح الأمريكي تجاهها. و هذا كله يوحي, بأنه لربما هناك أمر يسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بانفتاح أوباما تجاه سوريا. ترى ماذا يمكن أن يكون؟

أولا, لائحة الاتهام, الجدل بأن الفشل يقع بشكل أولي على الاتهامات العراقية بأن سوريا مسئولة عن التفجيرات المرعبة التي شهدتها بغداد الشهر الماضي و التي ألقت بظلالها القاتمة على العلاقات العراقية السورية. كما تتضمن الاتهامات استمرار تواجد الجماعات الاسلامية مثل حماس والجهاد الاسلامي في دمشق و استمرار المأزق السياسي في الجهود اللبنانية الرامية الى تشكيل الحكومة, أضف إلى ذلك زيارة بشار الأسد الى إيران.

إن معظم هذه الاتهامات سخيفة. إذا كانت زيارة طهران خطا أحمر, فإن واشنطن بحاجة الى كلام مطول مع نوري المالكي و جلال الطالباني و عمليا كل سياسي عراقي آخر.

إن إلقاء اللوم على حزب الله لوحده لمهزلة سياسات التحالف اللبناني – مع محاولة قوى 14 آذار لتشكيل الحكومة و دخول هذه المحاولات في الأسبوع التاسع- هو أمر مثير للسخرية. إن معظم المحللين حذروا في وقت الانتخابات اللبنانية بأن أي محاولة من قبل قوى 14 آذار لإزالة حق معارضة حزب الله من الحكومة سوف تكون خطيرة بشكل قد يؤدي الى شلل في الحياة السياسية اللبنانية, و بدلا من ذلك فإن البحث يجب أن يكون عن حكومة وحدة وطنية مجمع عليها. إن أولئك الذين شجعوا قادة 14 آذار على التصرف بشكل قاس ضد حزب الله يتحملون على الأقل الكثير من المسئولية عن حالة الجمود هناك.

صحيح أن حماس لا زالت تعمل من دمشق. كما أنه صحيح أيضا أن قادة حماس قد قاموا بزيارات متعددة الى القاهرة كما أن خالد مشعل قد زار عمان  للتو  من أجل المشاركة في جنازة والده. إن التركيز الرئيس للدبلوماسية الإقليمية – إذا لم يكن الكثير من الدبلوماسية الأمريكية- هو البحث عن صيغة قابلة للعمل لحكومة وحدة فلسطينية و العمل على إعادة توحيد الضفة الغربية و غزة. بغض النظر عن دور سوريا, فإن حماس قد قامت في الواقع بالعديد من المبادرات المهمة خلال الشهور القليلة الماضية تجاه القبول بمبدأ حل الدولتين. قد لا ترضي هذه الأمور شروط الرباعية المسبقة, و لكن هذا الأمر يعتبر مشكلة بشكل أساسي مع شروط الرباعية المسبقة الجامدة و غير المنتجة.  

إن هذا يترك شجار العراق مع سوريا  المرير أمرا مفاجئا. و يعود هذا الى أنه و حتى اللحظة فإنه يبدو أن سوريا ترد على المخاوف الأمريكية بشأن العراق. إن قرار المالكي بالتركيز على سوريا بعد التفجيرات قد تلى زيارته الى سوريا بشكل مباشر, و التي بدا أنها سوف تولد تقدما ملموسا نحو إعادة العلاقات السورية العراقية, و العديد من الزيارات التي قام بها مسئولون عسكريون الى سوريا. إنني أشعر بالشك فيما يتعلق بأي دور سوري مباشر في التفجيرات المرعبة, و التي أثارت الأسئلة حول حسابات المالكي بدلا من أن تثيرها حول سوريا. إنها قضية مثيرة للمتابعة, و لكن هناك القليل من الدعم فيها لأطروحة أبرامز/ تابلر.

لن أقول أن التعامل مع سوريا قد حقق نجاحا باهرا عند هذه النقطة. لقد شعرت بالاحباط تجاه سياسة "العمل كالمعتاد" للدبلوماسية السورية, و الرفض السوري لاتخاذ خطوات درامتيكية حتى هذه اللحظة. و لكني شعرت بالاحباط أيضا من جوانب النهج الأمريكي تجاه عملية السلام, إن حكومة نتينياهو لم تقم بالكثير لتستحق أي تحرك من هذا القبيل في هذه اللحظة.

إن هناك سببا قليلا في إعلان فشل الانفتاح نحو سوريا في هذه المرحلة, عدا أولئك الذين يتوقعون الفشل دائما – و يريدون ذلك- . إن التعامل مع سوريا يمثل عملية بطيئة لا يتوقع منها أبدا أن تؤتي ثمارها بشكل مباشر. إن تحديد القيمة أو عدمها يمكن رؤيته عندما يتم الكشف عن مبادرات أوباما لعملية السلام في المنطقة. إن التحرك المفاجئ من قبل الكتاب الصقور و من قبل المصادر الإسرائيلية يوحي في الواقع بأن هناك أمرا ما يجري و هم لا يريدون رؤيته يتحقق. ما الذي يمكن أن يكون هذا الأمر؟

في هذه الأثناء, فإن أبرامز قد قدم خدمة حقيقية من خلال مقالته. بعد الهجوم على انفتاح أوباما قال بأن سياسة بوش قد فشلت بسبب أنها كانت "ناعمة الى أبعد الحدود" كما أنها لم تتجه في الاتجاه الصحيح الذي كان من الممكن أن تنجح لو سارت فيه, و لكن على الأقل كان لديها "وضوح أخلاقي". من المفيد التذكير بالكيفية التي تعامل بها مسئولو إدارة بوش مع مثل هذه القضايا و ذلك عندما تبدأ بالشعور بالإحباط من فريق أوباما.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,051,867

عدد الزوار: 6,932,394

المتواجدون الآن: 81