القرار الأميركي تسليح المعارضة السورية
في الصحافة العالميّة
"فورين بوليسي":
الخروج من المستنقع
كتب ديفيد لينش: "يتركز النقاش في واشنطن في شان سوريا على المسائل التكتيكية مثل تسليح الثوار واقامة منطقة حظر طيران، وهذه الخيارات تؤدي الى تورط واشنطن في الحرب، من غير ان تقدم حلاً واقعياً لانهائها. فانشاء منطقة حظر طيران قد يحد من القدرة التدميرية لسلاح الجو السوري ولكن ستظل لدى القوات السورية النظامية وسائل اخرى قد تلجأ اليها. كما ان تسليح الثوار قد يحرك المعركة، لكنه لن يكسر التعادل الاستراتيجي القائم، ولن يعطي واشنطن نفوذاً اكبر وسط المعارضة السورية.
ان الخطوة الاولى دائماً سهلة، لكن الاصعب هو العمل على حل النزاع وايجاد سبيل للخروج من المستنقع... ان السؤال الاساسي: هل يجب ان ننظر الى سوريا باعتبارها جبهة ضمن حرب اقليمية باردة على إيران وحلفائها؟ ام باعتبارها كارثة انسانية تتطلب حلاً؟ ... ان الخطوات التي من شأنها ان تدمي إيران وحلفاءها ستطيل اراقة الدماء في سوريا، في حين ان السياسة الهادفة الى تخفيف المعاناة الانسانية قد تتطلب التعامل مع مؤيدي الأسد".
جاء في افتتاحية الصحيفة: "وأخيراً وللمرة الاولى يعترف البيت الأبيض بان النظام في سوريا استخدم الاسلحة الكيميائية. ومن الامور المثيرة للاستغراب ان الذي تحدث ليس الرئيس أوباما بل احد مستشاري الامن القومي بن رودز... ولم يخف على احد ان التغير في اللهجة الأميركية جاء عقب الهزيمة التي لحقت بالثوار في القصير، وبعد المساعدة التي قدمها حزب الله المدعوم من إيران الى جيش بشار الأسد.
يطمح الرئيس أوباما الى عقد مؤتمر دولي بمشاركة روسيا للبحث في العملية السياسية الانتقالية في دمشق، وهو يعلم ان مثل هذا السيناريو يصير من دون قيمة اذا سحق الثوار ولا سيما في حلب. وسيلتقي أوباما نظيره الروسي في قمة الثمانية ، وهو يريد ان تكون في حوزته ورقة لدى التفاوض مع الروس".
"(...) بعد قتال حزب الله الى جانب الأسد والمكاسب التي حققها النظام السوري، بات المسؤولون في وزارة الخارجية يعتقدون ان من الضروري القيام بخطوة أميركية تلجم مكاسب الأسد وتحد من تدفق الاسلحة من إيران".