العربي سيظل مواطناً من الدرجة الثانية حتى وإن خدم في الجيش

تاريخ الإضافة الأحد 16 آب 2009 - 8:22 ص    عدد الزيارات 951    التعليقات 0

        

موريا شلوموت - إسرائيل اليوم  
قبل نحو 20 سنة عندما كنت أؤدي الخدمة العسكرية التقيت العديد من الجنود الدروز وكان العشرات منهم زملائي في نفس الوحدة العسكرية وصراحة كانوا في قمة التفاني لخدمة الدولة بل والأهم أن الكثير منهم قُتل في الحروب التي خاضتها إسرائيل سواء في لبنان أو في الأراضي الفلسطينية.
وكان من الغريب لي أن أرى هؤلاء الدروز وأتواصل معهم بل وأقيم مع البعض منهم علاقة صداقة وطيدة ما زالت مستمرة إلى الآن. وأعترف أنني كنت أعتقد أن الدروز أو العرب عموما لا يجيدون إلا التسكع في الشوارع وبيع منتجات الألبان فقط بغض النظر عن أي شيء آخر.
بيد أن ما شاهدته بأم عيني جعلني أغير رأيي، والحاصل فإن القرار المصيري الذي اتخذته الطائفة بالخدمة في الجيش بهدف التعبير عن إخلاصها لإسرائيل يعتبر قرارا في منتهى الخطورة، والأهم أنه كشف عن الكثير من أزمات العرب في إسرائيل، خاصة أنهم منقسمون إلى عدة أصول بين مسلمين تقليديين ومسيحيين وهؤلاء لا يخدمون في الجيش بالإضافة إلى طائفتين أخريين وهما البدو والدروز الذين يخدمون في الجيش.
ويواجه العرب من المسلمين التقليديين أو المسيحيين مشاكل عويصة في سبيل الاندماج مع المجتمع، خاصة أن الكثير من الشركات الكبرى في البلاد تنظر إليهم بريبة ودونية، خاصة أن العديد منهم لم يخدموا في الجيش أو يضحوا بحياتهم مثل بقية الإسرائيليين وهو ما يجعلهم فقط في أقل المراتب وأسفل المجتمع.
في الوقت ذاته ترفض الكثير من الشركات والمؤسسات الكبرى في البلاد السماح للبدو أو الدروز حتى من مؤدي الخدمة العسكرية بالعمل لديهم، زاعمين أن المستوى التعليمي للعرب لا يقارَن بالمستوى التعليمي لليهود وبالتالي من الخطأ استيعاب هؤلاء العرب في هذه المؤسسات وترك الكفاءات اليهودية.
ولقد أدركت تماما حساسية هذا الأمر مع مشاهدة الأزمة التي يتعرض لها العميد عماد فارس هذا الأسبوع والذي استقال بعد منحه سيارته العسكرية الشخصية لزوجته؛ حيث ارتُكبت بها حادثة وهربت من الشرطة التي لم تتحرك لكون هذه السيارة عسكرية، الأمر الذي دفع بفارس إلى الاستقالة بعد اتهامه بعدم الحفاظ على عتاده العسكري.
غير أن ما حصل لفارس يدفعنا إلى التساؤل: هل إن كان فارس يهوديا كان سيتقدم باستقالته عقب هذه الحادثة؟ وهل كان سيتعرض لهذا التوبيخ الكبير الذي تعرض له؟
بالتأكيد نحن أمام أزمة ومعضلة كبيرة، خاصة أن هناك بعض التقارير التي تتحدث عن قيام العسكريين من كبار الضباط بأفعال مماثلة ولا يلتفت أحد إليهم بل والأخطر أن فارس عندما خاض في أزمة كبيرة دفع بسببها ثمنا باهظا وهو وظيفته لم يجد أحدا يقف بجانبه والجميع ابتعد عنه ولم يقدم له يد العون والمساعدة، خاصة أنه عربي مخطئ وليس إسرائيليا مخطئا.
ولعل ما حدث من أزمة مماثلة مع العقيد موشيه تشيكو تامير القائد في سلاح البحرية هو خير دليل على ذلك؛ حيث وقف اللواء إيلي مروم بجانبه في هذه الأزمة ولم يتخلَّ عنه بل والأهم أن الكثير من العسكريين في سلاح البحرية هددوا بالاستقالة الجماعية تضامنا مع تامير وهو ما لم يحدث على الإطلاق مع فارس الذي يقف وحيدا على جبهة القتال بسبب أصوله العربية.
الحاصل فإن فارس بيع بأرخص الأثمان، ورغم كفاءته العسكرية المتميزة فإن أصله الدرزي حسم القضية وتم الاستغناء عنه بكل حقارة، الأمر الذي يثبت أن الدروز والعرب عموما ومهما فعلوا ومهما قدموا من تضحيات فإنهم وفي النهاية سيكونون مواطنين من الدرجة الثانية.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,743,046

عدد الزوار: 6,912,148

المتواجدون الآن: 92