لعبة الانتظار مع إيران

تاريخ الإضافة الخميس 6 آب 2009 - 4:09 م    عدد الزيارات 897    التعليقات 0

        

دايفد اغناطيوس – واشنطن بوست ، الثلاثاء 4 آب 2009
\"\"
   
         

التفكير بسياسة إيران هذه الأيام قد يكون مشوّشاً للذهن؛ لتجنّب ذلك، فلنجرّب اعتماد مماثلة بسيطة: إن مثير المتاعب في المنطقة قد أخرج السيارة التي يقودها عن الطريق وعلق في خندق. إنه يحاول تلقيم المحرّك ولكن العجلات تدور مراوحة مكانها. فما عسانا نفعل؟

شخصياً، كنت لأنتظر ريثما يترسّب الغبار. وكنت لأردت من ذلك السائق المغرور أن يطلب العون قبل أن أقدم على إنقاذه. وإن كان بحاجة إلى قطْر سيارته، فعليه أن يقدّم عرضاً مغرياً، بدءًا بقطعه وعداً بالكفّ عن ترهيب وتهويل المنطقة.

كما يُمكن أيضاً سماع صوت صادر من داخل السيارة المنحرفة، يوحي بوجود خصام: لعلّ شخصاً آخر، ربما سائق أقلّ تهوّراً، سيتولّى قيادة السيارة. لعلّ أصدقاء السائق المغرور سيتخلّون عنه. بالتالي، من الصعب التكهّن بما سيجري؛ لذا، على المراقبين أن يكونوا متنبّهين، تحسّباً لأيّ طارئ.

إن موضوعَ جَدَلي يتمحور حول سياسة إيران التي تنطوي على "الانتهازية الخلاّقة". علينا استغلال فكرة أن "عدوّنا الأكبر" في الشرق الأوسط بدأ يعيش حالة انهيار سياسي. إن محاولة الإنقلاب التي اجترحها الرئيس محمود أحمدي نجاد في عملية التصويت المزوّرة أعطت عكس النتائج المرجوّة. كما أن محاولة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لإسكات الاحتجاجات لم تؤدّ إلا إلى إظهار ضعفه. حتى أن خلافات قد وقعت بين أحمدي نجاد وخامنئي، خلال الاضطرابات التي تلت الإنتخابات. 

في حال كانت أزمة الشرعية المذكورة تشجّع القادة الإيرانيين على مباشرة مفاوضات جدّية حول وضع حدّ لبرنامجهم النووي، فأهلاً وسهلاً، على حدّ تعبير العرب: تفضلّوا وقدّموا لنا عرضاً، من فضلكم. ولكن، كما هو محتمل أكثر، في حال كان الإيرانيون منهكمين جداً لعقد صفقات جدية، علينا، عندئذ، المراقبة والتريّث، وحيث أمكن، انتهاز الفرص.

كيف يمكن للولايات المتحدة أن تستغلّ هذه اللحظة السانحة؟ حسناً، لنبدأ بالحديث عن سوريا وحماس، رفيقتَيْ إيران. ليس لأي منهما أية صلة طبيعية وثابتة مع طهران. فسوريا هي نظام عربي علماني، تحالفها مع رجال الدين الشيعة قائم على المصلحة المتبادلة. وبشكل مماثل، إن قادة حماس هم أصوليون سنّة يعتبرون الملالي الإيرانيين، من حيث العقيدة، أنهم مرتدّون.

من المؤكّد أن سوريا وحماس قد استفادتا من سخاء إيران. ولكن أصبحت إمكانية الاعتماد على طهران كدولة راعية الآن موضع شكّ. وقد ترغب صديقتاها بحماية نفسيهما. هذا هو الوقت المثالي للولايات المتحدة لدراسة الخيارات البديلة، وذلك من خلال انفتاح ديبلوماسي واسع مع سوريا وإجراء اتّصالات سرّية (بواسطة أقنية سعودية ومصرية وسورية) مع حماس. حتى أن "حزب الله" قد يكون مستعدًّا لإجراء اتّصالات هادئة بعد الهزيمة التي مُني بها في إنتخابات حزيران في لبنان. نحن نعيش الآن مرحلة حاسمة، مثل ما حصل بعد الحرب العربية – الإسرائيلية في العام 1973، في وقت يمكن للديبلوماسية الجلفة أن تكون مثمرة فيه.

ما هي الفرص الأخرى التي يجوز للغرب أن ينتهزها؟ من المؤكد أن الطريقة الأفضل لإضعاف دور المتشدّدين في طهران تتمثل بتحقيق انفراج في قضية الدولة الفلسطينية، الأمر الذي يجرّدهم من ورقتهم الإيديولوجية الرابحة (وبشكل معكوس، قد يكون هجوم إسرائيلي من شأنه أن يوحّد إيران أسرع طريقة لدعم أحمدي نجاد وأتباعه). وهناك أيضاً ورقة النفط: في حال وافقت المملكة العربية السعودية على زيادة نسبة الإنتاج وتخفيض الأسعار، قد تواجه إيران أزمة اقتصادية من الممكن أن تدفع إلى تغيير في نظامها السياسي. في هذه الحالة، على حلفائنا أن يكونوا إنتهازيين خلاّقين بدورهم.

فقد قال الرئيس أوباما عن إيران إنه في حال كانت جدية بشأن إجراء المفاوضات، فعليها أن تتجاوب، بحلول نهاية أيلول، مع مساعيه الآيلة إلى إقامة حوار. هذا أمر جيد ولكن لا يُفترض به المبالغة بذلك أو السماح للإيرانيين بالمماطلة، من خلال عدم تجاوبهم مع الاقتراح المقدّم منذ أشهر من قبل خافيير سولانا، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. إذا أراد الإيرانيون إجراء محادثات، فليسعوا وراء الغرب هذه المرّة. وإلا، على أوباما أن يدفع نحو تشديد العقوبات التي ستزيد الأزمة الإيرانية سوءاً.

يُحكى كثيراً عن مُهَل زمنية هامّة في هذه الأيّام. لكن الحقيقة، من باب التغيير، هي أن الوقت يعمل ضدّ النظام الإيراني، حيث أن التناقضات السياسية الداخلية في إيران تزداد حدّة، يوماً بعد يوم.

إن محاولات آية الله خامنئي الآيلة إلى تصحيح الأوضاع قد باءت بالفشل. والمتنافسون على مقاعد السلطة في القيادة الإيرانية هم مير حسين موسوي، رئيس الحكومة الأسبق وزعيم المعارضة؛ وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس الأسبق والعنصر الموحّد المحتمل؛ وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني؛ ومحسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري؛ ومحمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران. وقد أبدوا جميعهم عدم ارتياحهم لأحمدي نجاد والإجراءات الصارمة التي فُرضت بعد الإنتخابات.

لا تزال إيران تعيش مرحلة إنتقالية مضطربة، ولكن ما لا يمكننا معرفته، هو الفترة المقبلة التي ستنتقل إليها. إن التدخّل نيابة عن المعارضة الإيرانية قد يكون غلطة. ولكن قد تكون الغلطة أسوأ، بالتأكيد، إذا تمّ إنقاذ إيران قبل أن توافق على التصرّف بشكل مسؤول أكثر.
بالنسبة للإنتهازي الخلاّق، إنها فرصة ذهبية.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,758,482

عدد الزوار: 6,913,338

المتواجدون الآن: 110