يهود الولايات المتحدة في زمن الاختبار الجدي

تاريخ الإضافة السبت 1 آب 2009 - 7:21 ص    عدد الزيارات 820    التعليقات 0

        

العلاقات الحيوية بين اسرائيل والولايات المتحدة في وضع حساس إذ يسيطر على استراتيجية اوباما تجاه اسرائيل عضوان يهوديان بالذات في الادارة – رام عمانويل وديفيد اكسلرود. في هذه اللحظة يُحتمل أنهما نجحا في شق القيادة اليهودية في الولايات المتحدة.
وهاكم تطورات الاوضاع: وفقا للعادة، عندما تعاظمت التوترات السياسية، طلب مؤتمر الرؤساء الذي يمثل 52 منظمة يهودية كبرى عقد لقاء مع الرئيس. البيت الابيض وافق، ولكنه أصر على أن يحدد من يشارك في اللقاء. فقد تم استبعاد كل من انتقد الادارة، مثل مورتون كلاين من منظمة ZOA ، لكن تمت ايضا دعوة مجموعات تعارض سياسة اسرائيل، مثل جي ستريت و"السلام الان" فرع الولايات المتحدة.
هكذا الزمت الادارة عمليا منظمات يهودية من التيار المركزي على اقتسام المنصة مع مجموعات هدفها الرئيس هو اقناع البيت الابيض بفرض تنازلات من طرف واحد على اسرائيل. فليكن واضحا: اثناء حملة "رصاص مصهور" ندد جي ستريت علنا بالحملة ضد "حماس".
انعدام استعداد مؤتمر الرؤساء لتأجيل هذا الترتيب من شأنه أن يتبين كخطأ استراتيجي. فهو يسمح للبيت الابيض بأن يقرر من يمثل الطائفة اليهودية وان يمارس تكتيك "فرّق تسد". كما أنه يوفر للادارة آلية لخلق محيط من الخاضعين. والان ممثلو المنظمات اليهودية يعرفون انهم قد يمنعون من حق الوصول الى الرئيس اذا ما انتقدوا سياسته.
80 في المئة تقريبا من يهود الولايات المتحدة صوتوا لأوباما مما يمنحهم مكانة مهمة. ولكن الكثير من الزعماء هم رجال عمل خيري، اغنياء غير معتادين على المواجهات السياسية. ناهيك عن ان من المعقول ان تخاف منظمات معينة المواجهة مع الادارة كي لا تعرض للخطر التبرعات من مؤيدي اوباما.
يبدو أنه في اللقاء مع اوباما سقط معظم المشاركين في أسر حضوره الخلاب. معظمهم همسوا أو اعربوا عن التأييد لسياسته. "كان هذا رائعا"، قال اندريا فينشتاين، رئيس المجلس اليهودي للشؤون العامة؛ "شعرت براحة"، قالت ماريا غيلسون من هداسا؛ "الرئيس أخذ الانطباع بان هناك تأييدا لسياسته الى جانب خلافات عدة على مستوى تكتيكي... أنا مستعد لان اعطي الرئيس فرصة لتجربة استراتيجيته"، هكذا صرح الحاخام ستيفن فرنك من الحركة التقليدية؛ الزعيم الاصلاحي، الحاخام اريك يوفا، اشار الى أنه "بالنسبة للمضمون، لا احد من المشاركين قال للرئيس أنت مخطىء".
لم يطرح أحد مخاوف من أن يكون الرئيس تبنى الرواية العربية وخلق معادلة أخلاقية بين الطرفين. لم يعقّب أحد على ملاحظاته المتعالية بأنّ على الاسرائيليين ان "يجروا حسابا عميقا للنفس". لم يشر أحد الى أنه من غير اللائق ان يحرم الرئيس الافريقي – الاميركي الاول اليهود من حق السكن في القدس، عرش الثقافة اليهودية. لم يطرح أحد امكان أن تكون سياسة اوباما تشجع عمليا الفلسطينيين على الامتناع عن صنع السلام.
ولكن يوجد هناك شعاع نور. ألن سولو ومالكوم هونلاين، الرئيس ونائب الرئيس لادارة مؤتمر الرؤساء، نددا بموقف الادارة من القدس. حقيقة أن سولو، الذي كان حتى وقت قريب مضى يؤيد اوباما وأول من طلب عقد اللقاء، أعرب عن أن مثل هذه المواقف كفيلة بان تشير إلى أن النهج المتصلب للرئيس تجاه اسرائيل بدأ يؤثر على مؤيديه الديموقراطيين. كما أن تصريحات مشابهة لديفيد هارس من اللجنة اليهودية الاميركية، الذي انتقد الرئيس اوباما بشكل متوازن امام مجموعة اعضاء الكونغرس، تدل على الازمة في اوساط الديموقراطيين الذين بدأوا يفهمون بان وعود الرئيس حول التزامه برفاه اسرائيل مختلة.
منعا للمواجهة، ينبغي المبادرة على عجل الى حملة جماهيرية. محظور أن يسمع صوت اسرائيل فقط على لسان يهود جمهوريين او مسيحيين انجيليين. اذا اردنا الحفاظ على التحالف المتين بين الولايات المتحدة واسرائيل، التحالف الذي على مدى عشرات السنين كان درة تاج السياسة الاميركية، فمن الواجب ان يقف اليهود الديموقراطيون في الجبهة. ينبغي الامل بأن الديموقراطيين مؤيدي اسرائيل، مثل الن درشوفتس، سيشرحون لاوباما لماذا استخدام "الحب القاسي" ضد اسرائيل ليس اخلاقيا وليس مجديا على حد سواء.
المسؤولية ملقاة على عاتق يهود الولايات المتحدة. عليهم الان ان يقفوا ويؤثروا.

"اسرائيل اليوم"


30/7/2009


ترجمة "المصدر" – رام الله

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,189,398

عدد الزوار: 6,939,702

المتواجدون الآن: 150