هل ماتت الدبابة؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 10 نيسان 2013 - 6:02 ص    عدد الزيارات 602    التعليقات 0

        

أمير أورن


 

هل ماتت الدبابة؟

 

 

إن آخر 22 دبابة لجيش الولايات المتحدة في اوروبا من طراز "أبرامز"، شُحنت الشهر الماضي على متن سفينة في الميناء الالماني بريمرهيذن في طريقها الى الوطن. فقد انقضى عصر الفرق المدرعة للاميركيين في اوروبا. وقد كان هناك 20 فرقة كهذه في ذروة الحرب الباردة واختفت الآن جميعا فلا حاجة اليها، وتراجع تراث معركة أنصار جورج باتون والكرايتون أبرامز – من القادة والدبابات الذين خلدوها أمام الواقع السياسي والاقتصادي الجديد.
مر عقد منذ احتلت دبابات اميركية بغداد، ولا يوجد الآن أي سيناريو مقبول لاستعمال قوات مدرعة يرسلها باراك اوباما الى اوروبا وبالقدر نفسه تقريبا في الشرق الاوسط بل ولا في كوريا. أما القوات الخاصة فنعم وربما ايضا قوات المشاة بمساعدة نار من الجو والبحر. لكن الدبابات؟ أين تُستعمل؟ وفي مواجهة من ولأجل ماذا؟
في هذا، حقيقةً، تحدّث الاسبوع الماضي وزير الدفاع تشاك هيغل في جامعة الامن القومي في واشنطن. ولزم هيغل نهج متحدٍ اشار الى الضباط الكبار ومؤيديهم من الساسة الذين عارضوا تعيينه انه تنتظرهم معركة طويلة من اجل زيادة جدوى المؤسسة العسكرية وملاءمتها للظروف التي تغيرت، وهو يؤكد على الدوام انه خدم (وجُرح) في فيتنام إذ كان رقيبا بسيطا. وليس تحديه هو الدبابة بمعناها المدرع بل "الدبابة" التي تعني غرفة مباحثات رؤساء هيئة الاركان العامة في وزارة الدفاع الاميركية.
يمكن ان نفهم من ذلك ان هيغل لم يُليّن معارضته المعروفة لعملية عسكرية ضد ايران لكن المهمة الرئيسة في نظره هي اعداد الجهاز الامني للمستقبل في ظل أزمة الميزانية التي تزداد حدة. يُحتاج الى اقتطاع حاد من القوة البشرية، المدنية والعسكرية. ولم يواجه هيغل الى الآن أكبر اعمال التبذير مثل الوجود المستقل لسلاح قوات التدخل السريع مع مئتي ألف من جنود المارينز فيها.
جلس بين جمهور هيغل ايضا ضباط اجانب عُقداء كما كان بيني غانتس حينما درس هناك في نهاية تسعينيات القرن الماضي. لا نتوقع من الجيش الاسرائيلي ان يتخلى كليا عن دباباته لكن يمكن مضاءلة عددها وعدد الفيالق المدرعة ايضا – لأن المهمات قد تغيرت. كانت المدرعات رأس حربة المملكة الاسرائيلية المتوسعة في نهاية ستينات القرن الماضي. وقد أُطيلت مدة الخدمة الالزامية من اجل مضاعفة ألويتها النظامية ثلاثة أضعاف أو أربعة. لكن اذا حصر الجيش الاسرائيلي عنايته في مهمات دفاعية أو فضل على نحو واضح النار على المداورة، من معركة مع "حزب الله" الى ازمة جديدة مع مصر، فانه يستطيع ان يكتفي بقدر أقل من قوات المدرعات، أقل بكثير.
من اجل ان نفرض على جيش عنيد تقليص القوات يُحتاج الى واحد من اثنين: قائد متقاعد ذو مجد أمني ووعي مدني كما كان الرئيس آيزنهاور (الذي يُجلّه هيغل)، أو الى مدني لا يحجم عن مناكفة الضباط.

"هآرتس" – ترجمة "المصدر"

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,267,399

عدد الزوار: 6,984,884

المتواجدون الآن: 62