ليس هناك أي إجماع وطني بقلم موشيه آرينز

تاريخ الإضافة الإثنين 20 تموز 2009 - 7:19 ص    عدد الزيارات 794    التعليقات 0

        

"توصلنا الى اجماع وطني واسع حول دولتين لشعبين"، قال رئيس الوزراء في مستهل جلسة الحكومة في الاسبوع الماضي. "هذا الاتفاق الوطني" الذي تم التوصل اليه بعد عدة اسابيع للجهود الفكرية المحمومة التي بذلها هو ومساعدوه تطرح كأحد الانجازات الاساسية لحكومة بنيامين نتنياهو.


من السهل بلورة اجماع بين الائتلاف والمعارضة او جسر الهوة التي كانت بينهما حتى الآن. لهذا السبب يتوجب على الائتلاف فقط ان يتبنى موقف المعارضة و هوب - هناك اجماع وطني!


الطريق الثاني المؤدي الى الاجماع الوطني اصعب بقليل. ماذا كان سيحدث لو أعلنت قائدة المعارضة عن أن لليهود الحق في الاستيطان في اراضي اسرائيل وانه لا يتوجب حظر الوجود اليهودي في أي مكان كان؟ او القول بان المستوطنين الذين استوطنوا وتمركزوا في يهودا والسامرة وفقا للقانون بتخويل من الحكومة وتشجيع منها لن يقتلعوا من بيوتهم؟ او ان تقول بأن اسرائيل هي امة سيادية لا تقبل الأوامر من أحد بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة. حينئذ سيكون لدينا بالتأكيد اجماع وطني ولكن ذلك سيتسبب للمعارضة بمشكلة سياسية صعبة.


ليس هناك امر طبيعي في المجتمع الديموقراطي اكثر من الخصام بين الاحزاب وعدم الاجماع بين الائتلاف والمعارضة. هذا كان مركز الاهتمام في الانتخابات الأخيرة التي حسم فيها الناخبون بين موقفين متناقضين. الاجماع الوطني ليس امرا طبيعيا في المجتمع الديموقراطي وانما في ساعة الطوارىء الوطنية او في حالة وجود خطر وجودي. اذا يتوجب تسوية الصفوف وطرح جبهة موحدة في مواجهة العدو. رغم ان ايران النووية هي خطر على الاسرائيليين جميعا، لكن ليست هناك صلة بين هذا وبين اقامة دولة فلسطينية او استمرار البناء في المستوطنات.


الالتزامات السابقة التي قطعتها حكومات الولايات المتحدة واسرائيل على نفسها - مكتوبة او غير مكتوبة - حول المستوطنات و "الكتل الاستيطانية" لا تمتلك مفعول الاتفاقيات الدولية. هي قابلة للتغير مع دخول حكومات جديدة بعد الانتخابات، هذا هو الوضع في الولايات المتحدة وفي اسرائيل في المقياس نفسه، حيث انتصر مرشح الليكود في الانتخابات في ظل وعده بعدم مواصلة سياسة الحكومة السابقة برئاسة كاديما.


في جوهر الامر، ليس في اسرائيل اليوم اجماع وطني حول اقامة دولة فلسطينية وحول الافتراض الذي تبناه ايهود اولمرت - ومن بعده ليفني - بأنه ان لم تتشكل دولة فلسطينية فان اسرائيل ستغيب عن الوجود. ليس هناك ايضا اجماع واسع حول اية حاجة ملحة للتفاوض مع ممثلين فلسطينيين حول صياغة اتفاق لا يمكنهم في هذه الفترة تطبيقه، اتفاق سيوضع على الرف في انتظار اوقات اكثر ملائمة.


اليوم وحيث تسيطر حماس على قطاع غزة والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بعيدة عن السيطرة في يهودا والسامرة، تعتبر الدولة الفلسطينية حلما ولا أكثر. في المستقبل قد تتحول ربما الى امكانية عملية، وربما لا. من الاجدر بحكومة اسرائيل ان توضح بانها لا تستبعد مسبقا اقامة دولة فلسطينية عندما يصبح الامر متاحا. ولكن كما تبدو عليه الامور الان ستتدفق مياه كثيرة في نهر الاردن الى ان يحدث ذلك.


"هآرتس"
ترجمة المصدر - رام الله

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,372

عدد الزوار: 6,759,307

المتواجدون الآن: 131