أيها الحريديون...

تاريخ الإضافة الأربعاء 30 كانون الثاني 2013 - 6:34 ص    عدد الزيارات 687    التعليقات 0

        

 نص اسرائيلي
أيها الحريديون...
بقلم ديفيد لنداو

 

لم يتناول محللو السياسة جانبا من نتائج الانتخابات، أهميته كبيرة وهو ان عدد مقاعد "يهدوت هتوراة" قد زاد من 5 الى 7. لم تكد توجد كلمة واحدة برغم وجود 7 مقاعد، وكأنهم عرب يعفي المحللون أنفسهم من تحليل وتفسير أمر مقاعدهم واحزابهم (ما عدا يئير إتنغر في صحيفة "هآرتس"). وفي ذلك ما يشهد بالمعاملة المستكبرة، ولن نقول المستخفة التي يُعامَل بها الحريديون منذ عشرات السنين من قبل الطبقات المثقفة التي يعتبر فريق كبير منها في كتلة اليسار، وهي ممثلة تمثيلا واسعا في وسائل الاعلام.
وهذا من الاسباب التي جعلت الحريديين ذوي الآراء المعتدلة يبحثون عن طريقهم الى حضن الليكود برئاسة مناحيم بيغن في 1977، وظلوا هناك الى هذا اليوم في واقع الامر. ان ليفي أشكول وغولدا مائير واسحق رابين وشمعون بيريس وإيهود باراك اخطأوا جميعا بذلك الاستكبار السوداوي وقصر النظر الذي انتهى الى غير مصلحتهم. وساهم هذا الاستكبار القديم في تثبيت قواعد "المعسكر الوطني" (الليكود وشركائه الطبيعيين كتعريف بنيامين نتنياهو) باعتباره الائتلاف الحاكم الطبيعي في اسرائيل.
لكن لا يوجد أي شيء "طبيعي" في شركة الحريديين واليمين – المسيحاني – المستوطن، أو اليمين العلماني الجابوتنسكي، لا شيء سوى استكبار اليسار وبلادة حسه.
لم تُدر "يهدوت هتوراة" حملة انتخابات تستحق هذا الاسم، وكان حاخاموها وقادتها غارقين في مشاحنة مدمرة تحولت عنفاً مادياً حقيقياً، وبرغم ذلك زادت قوتها الى 7 مقاعد وهذه هي البداية فقط. وقد يصحو معسكر السلام في نهاية الامر حينما تحظى بعدد من المقاعد من رقمين – وهذا سيناريو سيتحقق بلا شك في المستقبل القريب اذا أخذنا في الحسبان من هم في الثامنة عشرة فنزولا.
ومع ذلك جئت لأبذل نصيحة يساري وأتوسل في الحقيقة الى الحريديين الذين يحتفلون بفوزهم.
أنتم قوة صاعدة فانفصلوا عن ليكود نتنياهو لأن نجمه في خفوت، فلماذا تصلون أنفسكم بخاسر؟
إن معركة الانتخابات هذه عبرت عن تحولات حادة في المزاج العام السياسي ومواقف الجمهور، وينبغي ان يُشكر على ذلك انسان مستقيم واحد هو نفتالي بينيت. فبينيت الذي اتجه الى الناخب بصورة مستقيمة وواضحة ومنعشة رفض بلا تحايل حل الدولتين ورفض الى الأبد مطامح الفلسطينيين الى الاستقلال. وسبَّب تطرف مواقف المعسكر الوطني، وكان يبدو للحظة انه جر الدولة كلها وراءه.
إن صوت الكوابح الذي لم يسمعه القائمون باستطلاعات الرأي في حينه والذي وضع حدا لانطلاق بينيت السريع، عبر عن رد ارتداع من جموع المواطنين، ولا سيما الشباب، من سيناريو احتلال ليست له نهاية، وقمع وتمييز ومواجهة عسكرية تؤدي اليها في نهاية الامر رؤيا بينيت المسيحانية. وكان يائير لابيد المستمتع الاول بهذه اليقظة الجماعية التي حدثت في آخر جولات المنافسة.
يجب عليكم أنتم أيها الحريديون الاشكنازيون الفائزون في الانتخابات (مثل لابيد) أن تصحوا. إن لابيد وقائمته المتنوعة (وفيها حاخامان خالصان تماما) وجمهور ناخبيه المعادي للمسيحانية هم القوة السياسية الصاعدة التي يجب عليكم ان تقرنوا أنفسكم بها.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,728,460

عدد الزوار: 6,963,074

المتواجدون الآن: 64