لا تخافوا أوباما.. اليهود من حوله سيدعمون إسرائيل

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 حزيران 2009 - 7:36 ص    عدد الزيارات 802    التعليقات 0

        

المكالمة الهاتفية الليلية التي جرت أخيرا بين بنيامين نتنياهو وباراك أوباما بعد خطاب الأول في جامعة بارإيلان تعتبر بداية جيدة لتحسن العلاقات بين الزعيمين، خاصة أن أوباما مدح ما ورد في هذا الخطاب، إلا أن هذه الخطوة ما هي إلا البداية.
والحاصل فإن الأجواء المتوترة التي يعيشها نتنياهو وأوباما تجعلني أفضِّل أن يتم التواصل بين الزعيمين الآن بالذات عبر الهاتف وليس عبر الرسائل الحادة أو الوسطاء كما كان معتادا في عهد إسحاق شامير وجورج بوش الأب؛ حيث ازدادت الأزمة حدة من رسالة لأخرى، خاصة أن هذه كانت أسوأ أوقات العلاقات الأميركية- الإسرائيلية.‏
المؤسف أن أوباما ونتنياهو يتحدثان بنفس لغة بوش الأب وشامير، وكل منهما يشعر بأنه أفضل من الثاني.. إن أوباما خريج جامعة هارفارد أما نتنياهو فهو خريج المعهد التكنولوجي في مساتسوسيتش.
هاتان المؤسستان موجودتان في قمة النخبة الأكاديمية الأميركية، الأمر الذي يخلق طابعا تنافسيا بينهما، بالإضافة إلى أن كليهما وُلد في الخارج، ويسيطر الغرور على سلوكهما في كثير من الأحيان والأهم أن كليهما سياسي محنك؛ حيث تأثرا بالعوامل النفسية من حولهما ويعتبران وصولهما إلى المنصب الذي باتا عليه عبئا كبيرا يجب عليهما أن يبذلا أكبر قدر ممكن من الجهد حتى يحققا طموحهما.
الأهم من هذا كله أن جدولهما الزمني متشابه؛ حيث إن أوباما يرى الاستطلاعات التي تثني عليه ويعرف أن من المحظور عليه أن يتباهى بانتصاره، خاصة أنه سيخوض بعد أقل من سنة ونصف السنة انتخابات مجلس النواب، ويفترض عليه الحفاظ على قوة الحزب الديمقراطي بهدف السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب.‏
أوباما ونتنياهو على حدٍّ سواء ورثا بعض النقاط التي تسببت في تفجر الخلافات بينهما؛ حيث يعتبر الرئيس الأميركي أن الحوار مع المسلمين هو الحل حتى وإن كان هؤلاء المسلمون إيرانيون!
أما نتنياهو فيرى أن الحوار مع المسلمين والدول العربية أمر مطلوب ولكن مع مراعاة أنهم شديدو التأثر بالقضية الفلسطينية وهذه مشكلة أخرى؛ حيث يؤمن نتنياهو بأن أي تنازل أو انسحاب إسرائيلي الآن سيكون غير ذي جدوى في ظل الأزمات التي خلفتها الاتفاقيات الفلسطينية المختلفة والمتعددة حتى إنه يرى أن التنازلات التي اقترحها سلفه إيهود أولمرت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليست مقبولة كبداية للمفاوضات.‏
هذه النقطة بالتحديد أسهمت في زيادة التوتر بينهما وتصاعد هذا التوتر مع سلوك بعض الشخصيات في مكتب أوباما من الكارهين لنتنياهو أو على العكس سلوك البعض في مكتب نتنياهو من غير المحبين لأوباما وهو ما أدى إلى زعم البعض بأن العلاقات بين الرئيسين وصلت إلى طريق مسدودة.
المضحك أن من يتزعم طاقم الكارهين لنتنياهو في مكتب أوباما هما إسرائيليان، الأول: رام عمانويل رئيس مكتب أوباما، والثاني: السياسي المخضرم ديفيد أكسيلرود مستشار أوباما، وصراحة أنا أعرف عمانويل جيدا وأعرف أنه حتى إن كان من غير المحبين لنتنياهو فالتزامه بوجود إسرائيل كدولة يهودية عميق جدا وقوي لدرجة أنه اتخذ قرارا بالتطوع في صفوف الجيش الإسرائيلي في حرب الخليج الأولى.
أما أكسيلرود فرغم أننا لم نلتقِ إلا أن لديَّ اقتناعا بأن إخلاصه لجذوره اليهودية مسألة لا تشكيك فيها.‏
ومن هنا يتوجب أن نأمل أن تمنع مكالمة نتنياهو الهاتفية مع أوباما التي جرت أخيرا في أن تلطف قليلا من الأجواء وتساعد في بناء جو ثقة قوي من الطرفين يستطيع التغلب على الخلافات التي تتصاعد كل يوم.
غير أن هذه الخلافات مهما كانت فإنها لن تجعل أوباما يقسو على إسرائيل لسببين أساسيين، الأول: إيمانه بقوة إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.
والثاني وهو الأهم: أن اليهود من حول أوباما من أبناء إسرائيل الأوفياء سيقفون بجانبنا ولن يتركونا وحدنا هذه الأيام شديدة الحساسية، بارك الله فيهم.‏
 

 
............................................................

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,253,548

عدد الزوار: 6,942,228

المتواجدون الآن: 110