عقبات على طريق العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة

تاريخ الإضافة الإثنين 4 أيار 2009 - 2:23 م    عدد الزيارات 996    التعليقات 0

        

سيمور هيرش مجلة نيويوركر يقول الأستير كروك، ضابط الاستخبارات البريطاني السابق الذي عمل في الشرق الأوسط ثم أصبح مستشارا في الاتحاد الأوروبي وعضوا في لجنة لتقصي الحقائق في الشرق الأوسط ترأسها جورج ميتشل، أن على الإدارة الأميركية الجديدة أن لا تفترض أن فصل الرئيس بشار الأسد عن إيران أو إقناعه بالتخلي عن دعم حماس وحزب الله سيكون أمرا هينا· ويرى كروك أن الأسد <يتمتع الآن بمكانة كبيرة في العالم العربي، وهذه المكانة تستند إلى هذه الدعائم· لقد كان من بين أول من عارضوا الحرب الأميركية على العراق وواصل دعم إيران وحزب الله وحماس، وليس باستطاعته الآن أن يُقايض الجولان بالسلام مع إسرائيل ومقاطعة حلفائه· أن ما تستطيعه سوريا هو استخدام مكانتها الطيبة وأوراق اعتمادها في قيادة تسوية إقليمية شاملة>· ويستدرك كروك قائلا لكن إدارة أوباما سوف تجعل الأمر مؤلماً لسوريا· إذ لن تكون هناك باقات ورد تقدم لها·

ويستطرد كروك قائلا <إن هدف الأسد الحقيقي ليس، بالضرورة، اتفاقية حول الجولان، إنما الشروع في التعامل مع أميركا وتفتيت صورة بلاده الشيطانية كما ترسمها أميركا>· ومن شأن تغير المشهد السياسي في إسرائيل أن يجعل هذا الأمر أكثر صعوبة، لكن كروك يقول <أنهم يبدأون كل هذه العمليات لكسر عزلتهم وتغيير استراتيجيتهم· وسوف يجدون صعوبة حقيقية في إدارة هذه العملية>· يعتقد روبرت باستور، المسؤول الأسبق في مجلس الأمن القومي الذي زار دمشق بصحبة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، هو الآخر بأن لا نية لدى السوريين بإنهاء علاقتهم بإيران ويقول <يريد السوريون محادثات ثنائية مع واشنطن كما يريدون مشاركة أميركية في محادثاتهم مع إسرائيل حول مرتفعات الجولان· كما أنهم يعتقدون أن علاقتهم بإيران يمكن أن تكون ذات فائدة لإدارة أوباما· أنهم يعتقدون أن بوسعهم أن يكونوا جسرا بين واشنطن وطهران>·

يعمل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، في مكتب مشدد الحماية يقع في ضاحية سكنية هادئة في العاصمة السوريا، وهو يلتقي سراً زعماء يهودا وأميركيين· اخبرني مشعل، من خلال مترجم، انه يعتقد بأن الإيرانيين لن يتدخلوا في المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، وان كانوا غير متحمسين لها· كما أعرب أيضا عن شكوكه في جدية إسرائيل في إعادة هضبة الجولان للسيطرة السورية· لكنه قال >إذا افترضنا أن إسرائيل جادة، فإننا ندعم حق سوريا في التفاوض مع إسرائيل لاستحصال حقوقها الشرعية>·

يعرف مشعل أن وجود حماس في دمشق يشكل نقطة خلافية في علاقات سوريا مع أميركا وإسرائيل· ويقول في هذا الصدد <هناك من يعتقد أن حماس سوف ترد على أية اتفاقية انطلاقا من رغبتها في الدفاع عن نفسها وذلك بسبب وجودنا في سوريا· لكن المكان الذي نفتح فيه مكاتبنا لا يغير شيئا بالنسبة لنا· فنحن حركة جماهيرية وقوتنا الحقيقية داخل فلسطين وما من شيء يمكنه التأثير في ذلك·

ولدينا ثقة بالرئيس الأسد، ولن نجازف أبدا بالتحول إلى عبء يثقل كاهله··بوسعنا أن ننتقل في أي وقت وحركة حماس لن تعمل ضد مصلحة أي دولة، وأية اتفاقية يمكن أن تبرم بغض النظر عما إذا كانت تعجبنا أم لا·

هناك عقبات أخرى على طريق العلاقة الجديدة بين سوريا والولايات المتحدة من بينها القضية غير المحسومة بعد حول مَنْ قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 لم تسفر سنوات من التحقيق عن اتهام جنائي· ألمحت إدارة بوش إلى أن السوريين كانوا، على الأقل، مسؤولين بشكل غير مباشر عن مقتل الحريري الذي كان معارضا قويا للتدخل السوري في لبنان، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد فاقمت حادثة اغتيال الحريري التوترات التي كانت قائمة أصلا بين سوريا وفرنسا وبين سوريا والمملكة العربية السعودية، لكن الواقعة تعتبر اقل أهمية في نظر الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي عما كانت عليه في نظر سلفه جاك شيراك الذي كان صديقا شخصيا للحريري· وكان وزير الخارجية الألماني السابق جوشكافيشر قد قال لي: <أنها قضية شخصية، وليست سياسية، بالنسبة لشيراك>·

هناك قضية يمكن أن تسقط ضحية لتقارب أوباما مع سوريا، هي قضية حقوق الإنسان· في المقابلة التي أجريتها معه، اقر الرئيس الأسد <نحن لا نقول بأننا دولة ديمقراطية، ونحن لا نقول أننا كاملون، لكننا نتقدم إلى أمام>· وركز الأسد على ما يمكن أن يقدمه· قال أن لديه رسالة لاوباما مفادها أن سوريا، دولة علمانية، والولايات المتحدة تواجهان عدوا مشتركا هو القاعدة والتطرف الإسلامي·

وقال إن البيت الأبيض في عهد بوش نظر إلى الأصوليين بصفتهم مجموعات <عليك أن تلاحقها وعندها تتم مهمتك، على حد قول بوش·

الأمر ليس بهذه السهولة، كيف تُراك تتعامل مع حالة فكرية؟ بوسعك التعامل معها بالعديد من الطرق المختلفة باستثناء الطريقة العسكرية>· وفي معرض حديثه عن أوباما، قال الرئيس الأسد في الرسالة الالكترونية التي أرسلها لي <نحن سعداء لأنه قال أن الدبلوماسية، وليست الحرب، هي وسيلة إدارة السياسة الدولية>·

أن هدف الرئيس الأسد من التعاطي مع أميركا وإسرائيل ابعد من مجرد استعادة مرتفعات الجولان، إذ يبدو أن غايته النهائية هي إقناع أوباما بالتخلي عن استراتيجية إدارة بوش القائمة على وقوف أميركا إلى جانب ما يسمى بدول الاعتدال العربية وهي مصر والمملكة العربية السعودية والأردن في جبهة مواجهة منسقة ضد حماس وإيران وحزب الله·

يقول ايتامار رابينوفيتش، كبير المفاوضين الإسرائيليين مع سوريا في عهد إسحاق رابين، أن الإيرانيين <منزعجون، بالطبع، بشأن المحادثات، لأنهم لا يثقون بالسوريين ثقة كاملة· لكن أسرة الأسد لا تؤمن بالمجازفة، أنهم مساومون صعبون، وسوف يحاولون الحصول على ما يريدون من دون القطيعة التامة مع إيران، وسوف يقولون لنا ولواشنطن أن من مصلحتكم أن لا تعزلوا إيران> ويضيف رابينوفيتش قائلا <سوف تصر الولايات المتحدة وإسرائيل على إحداث تغيير في علاقة سوريا بإيران، ولا يمكن التوصل إلى أمر كهذا أو الإخفاق فيه، إلا في محادثات تجرى وجها لوجه>·

سيجد البيت الأبيض نفسه خلال الشهور القليلة المقبلة أمام اختيارات صعبة، قال الرئيس الأسد لإدارة أوباما أن دولته تستطيع تسهيل الانسحاب الأميركي من العراق، كما تستطيع سوريا أن تساعد الولايات المتحدة في التعاطي مع إيران، وسيكون بوسع الإيرانيين، بالمقابل، أن يصبحوا حليفا للأميركيين في أفغانستان المجاورة حيث تجهد إدارة أوباما في مجال التعامل مع خطر طالبان وتغلغلها العميق في البلاد وفي المحافظة على التزامها الدائم بسلامة إسرائيل· لكل واحد من هذه السيناريوهات منزلقاته، وسيكون التوصل إلى حلول لها جميعا أمرا بالغ الصعوبة ويتطلب دبلوماسية ذكية ورفيعة من النوع الذي افتقدناه خلال السنوات الثماني الماضية والذي سيتوجب على فريق أوباما أن يبرهن على حيازته·

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,666,150

عدد الزوار: 6,907,591

المتواجدون الآن: 109