التطلع إلى نهاية اللعبة في سوريا

تاريخ الإضافة الأحد 22 تموز 2012 - 7:31 ص    عدد الزيارات 761    التعليقات 0

        

 

التطلع إلى نهاية اللعبة في سوريا

ديفيد إغناتيوس... جريدة الشرق الاوسط.. مع اتجاه سوريا نحو تحول سياسي عنيف، يأمل مسؤولون أميركيون في تجنب فجوة خطيرة مثل تلك التي أعقبت الإطاحة بصدام حسين في عام 2003 في دولة العراق المجاورة وأدت إلى اندلاع حرب أهلية طائفية.
ويسعى الرئيس أوباما إلى «تحول موجه» في سوريا مقترن بهدف مزدوج ألا وهو الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في أقرب وقت ممكن، مع تحقيق ذلك من دون القضاء على سلطة الدولة السورية.
إن الحاجة لتأمين ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا أحد أسباب ضغط الولايات المتحدة من أجل تحول ممنهج تعمل فيه المعارضة مع عناصر مقبولة من النظام والجيش.
إن الأسلوب البطيء والثابت الذي تنتهجه الولايات المتحدة قد أثار غضب بعض قادة المعارضة السنة المسلحين، الذين يفضلون قطع رأس النظام والقيام بتحول ثوري.
يرى المسؤولون الأميركيون أن سوريا تقترب من نقطة التحول، مع التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الأربعاء الماضي وراح ضحيته آصف شوكت، صهر الرئيس وأحد أسوأ أتباع النظام سمعة، وداود راجحة، الذي كان أبرز مسؤول مسيحي في النظام. لقد اشتعل القتال يوم الثلاثاء في ضواحي دمشق، مع هجوم الدبابات والمروحيات الهجومية على قوات المعارضة على بعد بضعة أميال من وسط المدينة.
وصف مسؤول أميركي هذا الأسبوع سوريا بأنها نسخة شرقية من «الغرب المتوحش». وقد فقدت قوات الأسد سيطرتها على أجزاء عدة من الدولة: «لا يمكنهم فرض سيطرتهم على الأجزاء التي قاموا بتحريرها من قبضة النظام»، على حد وصف أحد المسؤولين الأميركيين. لقد أصبحت حدود سوريا سهلة الاختراق، مما أدى إلى تحويل أجزاء من الدولة إلى ما يصفه أحد المراقبين بـ«معقل للمعارضة».
وفي هذا المناخ الفوضوي «يحاول كل جهاز استخباراتي فهم المعارضة وقيادتها وهيكلها»، على حد قول مسؤول أميركي.
لقد ظلت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تعمل مع المعارضة السورية لعدة أسابيع بناء على توجيهات معتدلة تسمح للولايات المتحدة بتقييم جماعات المعارضة ومساعدتها في التحكم والسيطرة. تعمل مجموعات من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية أيضا على طول الحدود السورية، على الرغم من تجنبهم جذب الانتباه.
تأتي طرق النقل الرئيسية إلى سوريا من نقاط بوصلتها الجغرافية الأربع: تركيا والعراق والأردن ولبنان. ويتمثل المحوران الرئيسيان، من حيث المساعدة الغربية، في تركيا والأردن، اللتين تعتبران حليفتين للولايات المتحدة. وتتمثل النقطتان المحتملتان لمد نطاق القتال الطائفي في لبنان والعراق، اللذين لدى كل منهما ميليشيات شيعية ضخمة متحالفة مع إيران، التي تدعم الأسد.
يتمثل أكثر الأسئلة الملحة بالنسبة لضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في مدى اختراق تنظيم القاعدة وفروعها صفوف المعارضة السورية.
تبدو الإجابة ممثلة في أنه في حين يعتبر تنظيم القاعدة عنصرا أساسيا، فإن جماعات معارضة أخرى تعد الولايات المتحدة بأنها سوف تقتلعه من جذورها بمجرد قضائها على نظام الأسد. يبدو هذا مطمئنا إلى حد ما، مثل التحالف الذي شكله الجنرال ديفيد بترايوس في العراق مع ميليشيات سنية ضد تنظيم القاعدة.
تتمثل رسالة أميركية أخرى موجهة إلى المعارضة السنية في أن عليها الوصول إلى الأقليات السورية المتحالفة مع النظام - العلويين والمسيحيين والدروز - وطمأنتهم بأنهم سيكون لهم وجود كبير في أي حكومة جديدة ما بعد سقوط الأسد. وحتى الآن، يبدو هذا الحوار ما بين الطوائف مجرد مداهنة وتملق أكثر منه أفعالا حقيقية.
وفي إطار التعامل مع ترسانة الأسلحة الكيميائية الضخمة لدى سوريا، سيكون لدى الولايات المتحدة هدفان هما: منع الأسد من استخدامها ضد شعبه ومنع الأفراد المتطرفين بالمعارضة من الاستحواذ على أسلحة الدمار الشامل هذه والسيطرة عليها. كانت ليبيا حالة اختبارية للسيطرة على الأسلحة الكيميائية وسط حالة فوضى جراء الثورة. ساعد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على الأرض المعارضة الليبية في تأمين مستودع الأسلحة الكيميائية الرئيسي في ودان. كذلك، أسهمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تواصل الحكومة الليبية الجديدة مع مسؤولين من نظام العقيد معمر القذافي المخلوع، ممن كانوا على علم بموقع الأسلحة.
اكتشف فريق الوكالة، الذي يعمل مع الليبيين، أنه إضافة إلى مخزون ودان، فقد قام النظام باستيراد قذائف مدفعية كيميائية - ربما من إيران - والتي كانت مخبأة في سبها، وهي مدينة توجد في وسط الصحراء والتي تعتبر مسقط رأس القذافي. وتم نقل هذه القذائف إلى ودان، حيث تقبع الآن بانتظار التخلص منها، تحت رقابة دولية.
وتنبئ نهاية الوضع في سوريا بأنها ستكون أكثر دموية وزعزعة للاستقرار مما حدث في ليبيا. إن عدم حديث المسؤولين عن منع العنف الطائفي بعد إسقاط الأسد، وإنما عن إبقائه تحت السيطرة، يعتبر مقياسا لحذر الولايات المتحدة.
إن الولايات المتحدة ما زالت تحتاج إلى مساعدة روسيا في إدارة التحول في سوريا، إلا أن مسؤولين يحذرون من أن الموقف قد أصبح أكثر عنفا، على نحو قد يتسبب في غلق باب التعاون الدولي الفعال.
* خدمة «واشنطن بوست»
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,154,261

عدد الزوار: 6,980,874

المتواجدون الآن: 78