مصر وحزب الله حرب خفية

تاريخ الإضافة السبت 18 نيسان 2009 - 1:56 م    عدد الزيارات 975    التعليقات 0

        

حرب غزة اندلعت هذا الاسبوع بين مصر وايران. منذ خمسة اشهر على الاقل وهي تجري في غرف التحقيق للمخابرات المصرية، انتظارا للتوقيت المناسب للاعلان عنها بصوت عالٍ. القرار النهائي للنشر كان من وزير المخابرات المصرية عمر سليمان. فبعد أن حصل على اذن الرئيس، حسني مبارك، وجه سليمان عمل وزير الاعلام الذي نقل التعليمات المناسبة لكل صحف الحكومة.
المرحلة الخفية للحرب بدأت في تشرين الثاني 2008. مواطن لبناني، هو سامي شهاب، او باسمه الحقيقي محمد يوسف منصور، 27 عاماً، اعتقل في حينه بعد ان دخل الى الاراضي المصرية بجواز سفر مزيف، على ما يبدو عبر احد الانفاق في الحدود بين غزة وسيناء. المصريون، الذين اداروا على مدى سنتين تحقيقا تركز على نشاط حزب الله في بلادهم انتظروه ومعهم افادات اعضاء الخلية التي قادها. في هذه الافادات ورد أن منصور سيمول استمرار نشاط الشبكة.
لخمسة اشهر تقريبا كان منصور يخضع للتحقيق المكثف في مكاتب المخابرات المصرية في القاهرة، دون أن يسلم اسماء الاشخاص الذين امروه بقيادة شبكة التخريب في مصر. ولكن في التحقيق ذكر اسم محمد قبلان، المسؤول عن الاستخبارات في حزب الله والذي كان نشيطا في مصر في العام 2007 حتى نهاية 2008. قسم من صلاحيات منصور نقلت الى قبلان. وحسب التقرير في مصر فان منصور ينتمي الى الدائرة المسؤولة عن النشاط في الدول المحاذية لاسرائيل، بما فيها لبنان، سوريا، مصر وفلسطين. ومع ذلك، ليس واضحا ما هي مكانته في الدائرة.
تعليمات تفعيل الشبكة تلقاها منصور عبر الانترنت. اما الاموال لتمويل نشاط الشبكة فمرت عبر وسطاء دخلوا مصر في نقاط الحدود الرسمية. الكثير من المال، بضع عشرات ملايين الجنيهات، وصلت الى النشطاء. ويستهدف المال ضمن امور اخرى شراء بيوت، محلات، واراض على طول الحدود بين غزة ومصر، في منطقة رفح. ومن خلال هذه الاملاك كان يفترض ان تحفر الانفاق باتجاه غزة.
وحسب وسائل الاعلام المصرية الحكومية، عمل المجندون على مراقبة حركة السفن في قناة السويس. وقد طلب اليهم تحديد السفن الاجنبية التي تحمل اعلام دولها وليس اعلاما وهمية. ويقدر المصريون بان حزب الله خطط على الاقل لعملية تظاهرية واحدة ضد اهداف غربية في الاراضي المصرية. وهم يشتبهون بان نية المنظمة كانت ضرب سفينة في قناة السويس، لتقليص استخدامها وضرب الاقتصاد المصري بذلك. وهذا الاسبوع، علم ايضا ان المجندين امروا بجمع معلومات استخبارية عن اهداف سياحية للاسرائيليين في سيناء لغرض ضربهم.
الامين العام لحزب الله حسن نصرالله علم باعتقال منصور واعتقال نحو 49 نشيطا آخر، 12 منهم شيعة مصريون مشبوهون بعضوية تلك الشبكة. ولكن النبأ لم يصله فورا. حسب مصادر مصرية، عمل رجال المخابرات المصريون كي يواصل منصور اجراء مكالمات مع قادته في المنظمة وكأن كل شيء يسير كالمعتاد. ويبدو أن هذا هو السبب الذي أخر نشر القضية لهذا الزمن الطويل. فبعد ان اكتشفت معظم فروع الشبكة، على الاقل تلك التي في مصر، لم يكن هناك مبرر آخر لتأجيل الكشف. التوتر الهائل الذي يميز علاقات حزب الله ومصر منذ حرب غزة بالتأكيد كان حافزا للنشر.
في كل المنشورات المصرية لم يذكر بشكل بارز الاتصال بين الشبكة وحماس، وان كان واضحا بانها عملت على نقل السلاح، بما في ذلك الصواريخ ووسائل التفجير المتطورة الى داخل القطاع. وقد أعلنت حماس هذا الاسبوع بصوت هزيل بانه لا علم لها بنشاط الشبكة. فلماذا تمتنع مصر عن توجيه الاصبع الى حماس ايضا؟ لماذا التشديد هو على حزب الله وايران؟ السبب يكمن على ما يبدو في المسعى المصري لتحقيق مصالحة فلسطينية بين فتح وحماس. فطالما توجد مداولات بين الاطراف، تسعى مصر للحفاظ على لقب الوسيط النزيه. هذا اللقب لا يستوي مع توجيه الاتهامات لحماس.
حزب الله وايران، بالمقابل، هما ارض مفتوحة. الشتائم التي اطلقها نصرالله نحو مبارك منذ عهد لبنان الثانية، سخرت من المساعي المصرية لاحلال مصالحة لبنانية. تفضيله الاعتماد على قطر بدلا من مصر، اثار الازمة العلنية الاولى. بعد ذلك، في فترة حرب غزة، امطر نصرالله النار والكبريت على مصر واتهمها بالتعاون مع اسرائيل وبفرض الحصار على غزة، بل انه دعا المواطنين المصريين الى اسقاط حكمهم.
نصرالله هو هدف استخباري وقضائي، وفي مصر يفكرون برفع لائحة اتهام ضده. اما ايران بالمقابل، فهي هدف سياسي. اذا كانت ايران تستخدم حزب الله لدفع شؤونها في لبنان، في العراق، في البحرين وفي اليمن، فان مصر تسعى الى القاء كامل المسؤولية على ايران في اعقاب كشف شبكة حزب الله.
التوقيت ليس صدفة. الولايات المتحدة تشرع في قصة غرام علنية مع ايران والرئيس الأميركي باراك اوبما يرى فيها شريكا لحل مشاكل اقليمية من العراق وافغانستان عبر لبنان وربما فلسطين ايضا. هذا هو الوقت لكشف مؤامرات ايران في مجال "الارهاب".
القضية لا تزال بعيدة عن نهايتها. مصر هي الان عدو صريح لايران وحزب الله. ومثل اسرائيل، هي ايضا تخشى عملية رد من المنظمة الاسلامية. مصدر سياسي مصري قال لـ "هآرتس" ان الخطر الان هو ان يكون جلعاد شاليط مصري الى جانب جلعاد شاليط الاسرائيلي. "هذه منظمة عديمة الحدود من كل النواحي"، كتب طارق الحميد، محرر صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية. "نصرالله يشبه اسامة بن لادن، فهو لا يعترف بالحدود ولا بقوانين الدول. رجاله يعملون كخلايا غافية، مثلما وصل رجال القاعدة الى الولايات المتحدة، هكذا وصل رجال حزب الله الى مصر". السؤال الان هو اذا كانت هذه القضية ستنجح في ان تهز في شيء ما ايضا العلاقة التي نسجت بين واشنطن وطهران.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,726,584

عدد الزوار: 6,910,629

المتواجدون الآن: 86