شلومو غازيت

تاريخ الإضافة السبت 18 نيسان 2009 - 9:18 ص    عدد الزيارات 1019    التعليقات 0

        

شلومو غازيت
(رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً)

"تستعد إيران للتهديد الإسرائيلي: الخيار العسكري عرض على احمدي نجاد". زُعم أن هذا كان العنوان الرئيس لصحيفة "كيهان" الإيرانية، الناطقة شبه الرسمية بلسان النظام في إيران، في 8 نيسان. وفي السياق يأتي التوسع التالي: "قبل شهرين من الانتخابات للرئاسة تلقى الرئيس تقارير مفصلة من رئيس الاركان وكبار قادة المؤسسة الأمنية، وفوجىء ايجابا من تقدم التدريبات والاستعدادات لاحباط الهجوم العسكري الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية".
اطلع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك على ما نشر بقلق. نتنياهو استدعى باراك والقيادة الامنية ـ بمن فيهم رئيس الموساد ـ لبحث عاجل. موضوع البحث كان: كيف يمكن لإسرائيل ان تستعد لعملية فورية، تسبق خطط الاحباط الإيرانية.
من الواضح انه لم يحصل نشر كهذا في الصحيفة الناطقة رسميا باسم النظام في إيران، ولكن حصل أمر كهذا، يشبهه، في صحيفة "معاريف" عشية عيد الفصح. فقد نشرت الصحيفة تقريرا قالت فيه أنه عُرض على نتنياهو الخيار العسكري في الموضوع الإيراني، وبقية التقرير تتضمن معلومات مماثلة لما أشرنا إليه .
ليس لدي معلومات سرية وخاصة عما يجري هذه الايام في طهران. ولكن ليس لدي ادنى شك في انهم يتابعون هناك باهتمام كبير كل معلومة تُنشر عن نوايا واستعدادات إسرائيل لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. فمن جهة، يعملون بلا شك على تحصين، اخفاء وتمويه نشاطهم وضمان نجاة المنشآت القائمة وربما ايضا يقيمون على عجل منشآت جديدة وغير معروفة كي يواصلوا نشاطهم حتى بعد الهجوم الإسرائيلي. ومن جهة اخرى، فانهم يفحصون امكانية ضربة إيرانية مسبقة تحبط القدرة العسكرية الإسرائيلية للمبادرة في هجوم عسكري.
العنوان الرئيس الذي نشر في "معاريف" وصل الى طاولة اصحاب القرار في طهران بعد دقائق معدودة من صدور الصحيفة. هذا العنوان استدعى بلا شك بحثا عاجلا. ومرة اخرى درسوا امكانيات العملية العسكرية لإسرائيل، ومرة اخرى صدرت التعليمات كي تُعرض خطط العمل امام القيادة السياسية، بما في ذلك الخطة لهجوم وقائي إيراني على إسرائيل.
ليس لدي شكوى إزاء الصحافي الذي نشر النبأ، ولكن لدي شكوى تتعلق بأصل نشر النبأ. شكواي موجهة لمن قدم النبأ. فالمداولات التي اجراها نتنياهو مع القيادة الامنية في الموضوع جرت بشكل ثنائي. ولمعرفتي بالساحة ـ فان مصدر التسريب ليس في المستوى العسكري ـ الامني.
اني اتردد بين ما هو الاخطر في هذه الحالة ـ تسريب عادي من القيادة السياسية لمراسل أم تسريب مقصود يرمي الى تحذير طهران. لعل العنوان الرئيس في الصحيفة كان موجها لواشنطن، الى الرئيس براك اوباما، والمقصود هو أنه اذا لم يفعل شيئا وفورا، فلن يكون بوسعنا ان ننتظر اكثر من ذلك. مهما يكن من امر، فان نشر النبأ يشير الى مخاطر وجودية على إسرائيل مصدرها ليس فقط في طهران.

("معاريف" 15/4/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,599,638

عدد الزوار: 6,903,345

المتواجدون الآن: 93