هل يهاجم نتنياهو إيران؟

تاريخ الإضافة الجمعة 3 نيسان 2009 - 5:15 م    عدد الزيارات 1144    التعليقات 0

        

ألوف بن

" أنا أتعهد، في حال انتُخبت ـ إيران لن تتسلح بسلاح نووي، وهذا يشمل كل ما هو مطلوب كي يُنفذ هذا القول على أرض الواقع"، قال بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات. وفي خطابات اُخرى، عرّف نتنياهو القوة النووية الإيرانية بأنها "تهديد وجودي على إسرائيل" وحذّر من "محرقة" ثانية. فهل أن عودته إلى رئاسة الحكومة تُقرب بالضرورة إسرائيل من الحرب مع إيران؟
في المحيط السياسي يُقدرون أن الأمر كذلك. وتقول شخصيات سياسية بقيت على تواصل واتصال مع نتنياهو، أنه قرر تدمير المنشآت النووية الإيرانية. ويتساءل المقربون منه كيف سيتعاطى الجمهور مع قرار مشترك يتخذه نتنياهو وإيهود باراك بمهاجمة إيران، وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى ارتفاع قوي في شعبية الإثنين. وفرضية العمل هي أن الديبلوماسية والعقوبات لن يُحققا شيئاً وأن السبيل الوحيد لوقف المشروع النووي الإيراني هو القوة ـ وإسرائيل فقط ستكون المُحفز للعمل.
الآراء منقسمة داخل الأسرة الأمنية ـ الاستراتيجية في إسرائيل، حيث يُقدرون أن سلاح الجو يمكنه الوصول إلى إيران وضرب المنشآت النووية. مثل هذا الهجوم سيتيح وجود فترة زمنية تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات، والتي سيؤدي استغلالها بشكل صحيح إلى بناء إطار سياسي يكبح استئناف المشروع النووي الإيراني. ويقولون هناك إنه بعد تدمير المفاعل النووي العراقي سنة 1981، زعم منتقدو الهجوم أن صدام يمكنه بناءه مجددا في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، وهو ما لم يحصل.
لكن على الرغم من وجود القدرة العملانية، والتي هي غير مُثبتة أيضا، يعتقد عدد كبير من خبراء الأمن بأن الهجوم على إيران سيكون "كبيرا على إسرائيل". ويطرح هؤلاء حججاً اساسية: الخشية من رد إيراني قاس واندلاع حرب شاملة، حتى في حال لم تنجح العملية؛ والأهم من ذلك، المعارضة الحازمة من قبل الولايات المتحدة للعملية الإسرائيلية المستقلة، والتي يقودها البنتاغون برئاسة وزير الدفاع روبرت غيتس. وفي رأيهم من دون " ضوء أخضر" صريح أو مبطن من واشنطن، لا يستطيع نتنياهو وباراك إعطاء الأمر إلى سلاح الجو.
رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، أمل في تعطيل المشروع النووي الإيراني بطريقة آُخرى، وسمح بالتقدير أن إسرائيل نجحت في عرقلة المشروع لعدة سنوات، وربما لمدة عقد. لكن النشاط استنفد نفسه. فالإيرانيون تغلبوا على الصعوبات ونجحوا في تجاوز "العتبة التكنولوجية" لتخصيب اليورانيوم، بحسب قول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.
قبل سنة تقريبا، قدم أولمرت وباراك قائمة مطالب إلى بوش، كان الهدف منها بحسب المعلقين، تسهيل الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران. أُصيب بوش بالهلع، وردت الإدارة الأميركية برسائل شديدة على إسرائيل كي تمتنع عن العمل. ومنذ ذلك الحين ظهرت في وسائل الإعلام الأجنبية تقارير عن عمليات بعيدة المدى يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي ـ تدريب في اليونان، قصف في السودان ـ مقابل تقديرات مطمئنة للاستخبارات الأميركية، تفيد أن إيران ليست قريبة من القنبلة النووية. أولمرت بدّل موقفه، وبعد أن تعهد بأن "إيران لن تحصل على قدرة نووية"، قال إنه ثمة حدود لقدرة إسرائيل.
يعتمد نتنياهو على باراك أوباما، وهو سيقول له خلال لقائهما الشهر القادم، إن التاريخ سيحكم على الرئاسة بناء إلى كيفية معالجة الموضوع النووي الإيراني. السؤال هو هل أن قدرة الاقناع واللغة الانكليزية الممتازة لنتنياهو، يمكنهما تغيير سلم الأولويات الذي حدده أوباما، وعلى رأسه انقاذ باكستان وسلاحها النووي من السقوط في يد طالبان والقاعدة، في موازاة محاولة شراء الهدوء من إيران. ثمة شك في أن يفضي الاقتراح الإسرائيلي بالانسحاب من الجولان وإخلاء مستوطنات من الضفة إلى دفع أوباما لقصف إيران، أو السماح لنتنياهو بمهاجمتها. ستضطر إسرائيل إلى بذل جهد كبير للتوصل إلى تفاهم مع أوباما يتصدره معالجة موضوع إيران.
يتبين من كل ما سبق أن تولي نتنياهو للسلطة يزيد فرص الحرب مع إيران، لكن لم يتم بعد تجاوز "نقطة اللاعودة".

("هآرتس" 1/4/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,760,161

عدد الزوار: 6,913,490

المتواجدون الآن: 101