لا تخضع يا أولمرت!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 آذار 2009 - 2:20 م    عدد الزيارات 1230    التعليقات 0

        

يهوداه بن مئير

يبدو أنه ما من أحد في إسرائيل لا يتوقع، يتمنى ويصلي لعودة جلعاد شاليط إلى بيته. لكن كل من لديه الحد الأدنى من الحس بالمسؤولية لا يمكنه إلا أن يسأل نفسه عن ثمن الخضوع التام للابتزاز الذي تمارسه حماس.
القلب يتمزق بين التعاطف العميق مع والدي شاليط والمعاناة الفظيغة التي يعانيان منها، وبين الشعور بالمقت، الغضب والرفض في ضوء المهرجان الإعلامي وحملة الدعاية الهستيرية، الديماغوجية، الشعبوية والمنفلتة العقال التي تدور حولهما.
لكن من واجب كل مواطن أن يفحص جيدا ثمن الخضوع. إذا كانت دولة إسرائيل ستوافق فعلا على إطلاق سراح 450 "مُخشربا" ممن تظهر أسماؤهم جميعا، أو تقريبا، في قائمة حماس، فهذا يعني أن إسرائيل ستنفذ مطالب الحركة وستدفع له ما يطلبه، مع الإشارة إلى أن الأمر يتعلق بثمن باهظ جدا. ومن المهم جدا توضيح الأمور حتى لا يكون في وسع أحد القول، بعد فوات الآوان، وبعد ندفع ثمن النتائج الخطيرة للخضوع المخزي، أنه لا يعرف بأن هذا ما سيحصل.
لا يدور الحديث عن الثمن الكامن في أصل عملية الإفراج عن "مخرباً قتلة" ـ تعزيز قوة حماس، المس بقدرة الدرع الإسرائيلية، المس بحس العدالة وبمشاعر مئات الأهالي الثكلى، الأرامل واليتامى جراء العمليات الارهابية، المخاطر بالتعرض لموجة ارهابية جديدة في المستقبل والمس الشديد بالحرب ضد الارهاب وبأولئك يخوضونها. ذلك أن هذا الثمن الباهظ والخطير سنضطر إلى دفعه في جميع الأحوال، ومن الواضح منذ الآن أن إسرائيل مستعدة، عن حق أو عن غير حق، لدفعه. لكن ثمة فارق هائل بين الإفراج عن مئات المخربين وبين الخضوع التام لإملآءات حماس.
إن مطلب "بكل ثمن"، ومقولة أنه "لا يوجد فرق بين 359 و450 مخربا"، هي أقوال تثير الانفعال، غبية وخطيرة بقدر لا مثيل له. ثمة فارق بين إطلاق سراح مخربين أمضوا خيرة سنوات حياتهم في السجن الإسرائيلي، وبين الإفراج عن مخططين لعمليات شديدة بعد أن أمضوا عامين أو ثلاثة أعوام فقط في الاعتقال.
إن الثمن الكامن في أصل القبول بإملاء حماس هو أخطر بأضعاف. ذلك أن الأمر يتعلق بثمن على المستوى المعنوي ـ النفسي وبرسالة مُرسلة إلى حماس وغيرها من المنظمات الارهابية، إيران، الفلسطينيين والعرب عموما في منطقتنا كلها. هذه الرسالة تفيد أن هذا الشعب عرضة لكل ابتزاز، وأن وهن الروح وضعف الرأي قد تفشيا فيه، وأنه فقد قدرته على الصمود. مثل هذا الخضوع سيزيد قوة حماس بنسبة لا تُقدر- الحركة الارهابية القاتلة التي تريد إبادتنا ـ وسيجر خلفه موجة من عمليات الاختطاف ـ إذا لم تحصل داخل إسرائيل فستتم خارجها. وعليه، إن الخضوع لكل مطالب حماس سيجر إسرائيل إلى منزلق أملس لا يعلم أحد عواقبه.
أنا أصغر من أن أُدرك من أين يستمدون الحق الأخلاقي في الإفراج عن جندي أسير بثمن مستقبلي شبه مؤكد يتثمل في فقدان عشرات إن لم نقل مئات المواطنين لحياتهم- من الشيوخ والنساء والرُضع. ومن أين يستمدون الحق الأخلاقي في الابتسام أمام مقاتلي الشاباك والجيش الإسرائيلي الذين يُعرضون حياتهم للخطر يوميا من أجل اعتقال هؤلاء القتلة.
إذا كان الأمر يتعلق بصفقة معقولة، فسيؤيدها الجمهور؛ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فينبغي القول لرئيس الحكومة، الذي يقف لوحده في الواجهة: لا تخضع.

("هآرتس" 16/3/2009)
ترجمة عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,744,574

عدد الزوار: 6,912,272

المتواجدون الآن: 88