صحافة اسرائيلية من الأفضل الحوار مع "حماس"

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 آذار 2009 - 11:09 ص    عدد الزيارات 1093    التعليقات 0

        

الخشية الإسرائيلية التي تؤخر صفقة شاليط تكمن في كون الإفراج عن 1200 أسير فلسطيني سيُنظر إليه في الجمهور الفلسطيني على أنه انتصار ضخم لحماس. سيثبُت مرة أخرى أن الإسرائيليين يفهمون فقط لغة القوة، كما قالت حماس دائما. سيكون ذلك بالنسبة لأبو مازن محرجاً، خاصة إذا تمكنت حماس من الإفراج عن مروان البرغوثي، زعيم فتح.
صحيح أنه كان بوسع أولمرت أن يطلق سراح ألف أسير مهم من المنتمين لحركة فتح، وعلى رأسهم البرغوثي، كبادرة حسن نية للرئيس الفلسطيني. يمكن لذلك أن يخفف من حدة انتصار حماس.
بهذه البساطة؟ نعم بالتأكيد. هل يعد ذلك تصرفا حكيما؟ بالتأكيد. هل هو ممكن؟ كلا على الإطلاق. في بلادنا كلا. ليس مع أولمرت وزملائه الطبيعيين. أن يتم تقديم شيء لأبو مازن لقاء لا شيء؟ ماذا دهانا! هذا غير وارد!
هذا الوضع يكشف مرة أخرى عن المعضلة التي ترافق السياسة الإسرائيلية منذ عشرات السنين حيال منظمة التحرير الفلسطينية. المعضلة السياسية، وربما أيضا النفسية: مع صعود أبو مازن، الذي يعد في إسرائيل مؤيدا للسلام وشريكا مثاليا في التوصل إلى اتفاقية سلام، كان من المعقول الإعتقاد أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل بحرص على تعزز سلطته من خلال التقدم السريع في المفاوضات، الإفراج عن الأسرى بأعداد كبيرة ووقف البناء الإستيطاني. والعجيب أن ما حصل هو العكس تماما. شارون سخر علانية منه واصفا إياه بـ"الصوص الذي ينبت له ريش بعد". الإستيطان توسع بوتيرة متزايدة، الجدار بُنى بسرعة. إضافة إلى كل ذلك، نفذ شارون فك الإرتباط عن قطاع غزة من دون أي تحاور مع السلطة الفلسطينية مخلفا وراءه فوضى ازدهرت فيها حماس.
نتائج ذلك لم تتأخر: في الإنتخابات الفلسطينية، التي جرت تحت رقابة دولية، حصدت حماس فوزا فاجأ الجميع، بما في ذلك حماس نفسها. إسرائيل قاطعت حكومة حماس الجديدة. ومن أجل تقليل الأضرار على حركته، وافق أبو مازن على تشكيل حكومة وحدة بمشاركة حماس وفتح، إلا أن إسرائيل قاطعت أيضا هذه الحكومة. هذا الوضع كان بالطبع لمصلحة حماس. التأييد الفلسطيني لأبو مازن يرتكز بشكل أساسي إلى فرضية أن بإمكانه أن يصنع السلام مع إسرائيل. فإذا كان غير قادر على ذلك، فما معنى حكمه؟ في قطاع غزة ولدت "حماستان". أبو مازن فقد الحكم تقريبا على نصف الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
البقية معروفة. إسرائيل فرضت حصارا على قطاع غزة، حماس أطلقت صواريخ القسام على جنوب إسرائيل، تم إعلان وقف إطلاق نار، إسرائيل توغلت إلى القطاع وقتلت نشطاء في حماس خلافا لوقف إطلاق النار، حماس أطلقت الصواريخ على إسرائيل، إسرائيل شنت حربا على قطاع غزة. زعماء إسرائيل أعلنوا أنهم يشنون الحرب لمصلحة أبو مازن أيضا ملصقين بذلك بالرئيس الفلسطيني في نظر الجمهور الفلسطيني شبهة العمالة مع العدو ضد أبناء شعبه. حكم حماس بقي قائما.
خلاصة النتيجة: قوة حماس ازدادت بنسبة لا تقاس، وبحسب كل التوقعات ستتمكن من تعزيز تمثيلها في الإنتخابات الفلسطينية القادمة. معظم حكومات العالم تدرك أنه يجب فتح حوار معها.
لقد تأخرت إعادة عقارب الساعة نحو الخلف. ثمة حاجة لتعزيز مكانة أبو مازن والسعي إلى تشكيل حكومة وحدة فلسطينية يمكن التوصل معها إلى اتفاق
وكذلك ضمان بقائها. إذا كنا قد لعبنا دورا رئيسيا إلى هذا الحد في تحويل حماس إلى عامل فلسطيني مركزي، فمن الأفضل أن نبدأ بالتحاور معها. ربما نحرر بذلك غلعاد شاليط في إطار صفقة تبادل أسرى قبل أن مر عليه 1000 يوم في الأسر.

أوري أفنيري
("يديعوت أحرونوت" 6/3/2009)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,091,879

عدد الزوار: 6,752,288

المتواجدون الآن: 109