الحملة التي منحت "حماس" الشرعية

تاريخ الإضافة الأحد 8 آذار 2009 - 11:26 ص    عدد الزيارات 1140    التعليقات 0

        

ألوف بن

بادرت حكومة إيهود أولمرت خلال ولايته الى ثلاث عمليات حربية في ثلاث سنوات : حرب لبنان الثانية، مهاجمة المفاعل النووي السوري، حملة "الرصاص المصهور" في غزة. ومنها جميعا يمكن أن نتعلم درسا مماثلا: "المجتمع الدولي" مستعد لتأييد العمليات العسكرية لاسرائيل، طالما كانت قصيرة ومركزة، تتم من الجو ولا توقع عددا كبيرا من القتلى المدنيين. في اللحظة التي تطول فيها العملية وتكثر فيها التقارير في وسائل الاعلام عن المس بالمدنيين، تتحول اسرائيل من محقة الى مذنبة، من مصابة ارهاب الى دولة محتلة وعنيفة.
الحملة في غزة أثارت رد فعل دوليا حاداً للغاية، لسببين: الاول، بسبب التوازن: اسرائيل تكبدت فقط القليل من الخسائر جراء الصواريخ التي اطلقت من غزة، وفي المقابل تسببت بأعمال قتل ودمار هائلين. ثانيا، في غزة كان الضحايا فلسطينيين، وهم يحملون مأساة 1948، الاحتلال والحصار الاقتصادي، ويتمتعون بعطف العالم اكثر بكثير من بشار الاسد او حسن نصرالله. الانباء الطيبة كانت هي أنه اذا ما ضبطت اسرائيل نفسها وامتصت على مدى الزمن، وتقدمت بـ "قضية" مقنعة كضحية، فان بوسعها أن تحظى بعطف دولي ذي مفعول محدود.
الى جانب الضرر الاعلامي الحقت الحملة في غزة باسرائيل ضررا سياسيا ايضا. وفيما يلي قائمة جزئية: العلاقات مع تركيا تلقت ضربة، سوريا اوقفت المفاوضات غير المباشرة التي ادارتها مع اسرائيل بوساطة الاتراك، مصر اهينت من الطريقة التي عرقل فيها اولمرت اتفاق التهدئة في الجنوب، وبوليفيا وفنزويلا قطعتا العلاقات.
ولكن هذه هي المشاكل الصغيرة. الضرر الاساس الذي الحقته هذه الحملة تمثل بالشرعية التي اعطتها لحماس كحاكم في القطاع، والتشجيع المتعاظم لـ "محادثات المصالحة" التي ستعيد الحركة الى القيادة الفلسطينية. اسرائيل ارادت عزل واسقاط حماس اما الان فهي تتعرض لضغوط شديدة لفتح المعابر الى غزة ورفع الحصار.
لقد تم التخطيط للحملة بحيث تنتهي في فترة ولاية الرئيس الودود جورج بوش، قبل لحظة من دخول براك اوباما البيت الابيض. التوقيت كان مثاليا، اما النتيجة فأقل من ذلك. اسرائيل تبدأ الحوار مع اوباما من موقع اشكالي. وبدلا من ان تأتي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للبحث في صد التهديد الايراني، فان زيارتها الاولى هنا ستتركز على مساعدة الفلسطينيين في غزة، متضرري "رصاص مصهور". ولعل هذا هو الضرر الاكبر الذي وقع.

("هآرتس"27/2/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,172,149

عدد الزوار: 6,758,765

المتواجدون الآن: 115