نتنياهو في جبهة الرفض

تاريخ الإضافة الأحد 8 آذار 2009 - 11:13 ص    عدد الزيارات 1107    التعليقات 0

        

تُعرض الجولة الاولى التي تقوم بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى الشرق الاوسط، كما جرت العادة كـ "جولة تعارف" تهدف إلى عقد لقاءات مع الزعماء الاقليميين وسماع أفكارهم. ولكن محظور الخطأ في فهم رسالة كلينتون: ادارة اوباما تتوقع استمرار المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين بهدف حث "حل الدولتين" واقامة دولة فلسطينية "مستقلة وقابلة للحياة" في الضفة وفي قطاع غزة.
في ظروف اخرى، لم يكن هناك جديد في مواقف كلينتون، التي تواصل سياسة الادارة السابقة. فحكومات شارون واولمرت ايضا تبنت حل الدولتين، من خلال قبول "خارطة الطريق" وعملية انابوليس. هذه هي الصيغة المقبولة في العالم للتسوية الاسرائيلية الفلسطينية. ولكن نتائج الانتخابات في اسرائيل تقوض هذا الاجماع الدولي. فرئيس الحكومة العتيد ، بنيامين نتنياهو يعارض دولة فلسطينية خشية ان يتيح حصولها على صلاحيات سيادية في السيطرة على معابر الحدود والمجال الجوي بتعريض اسرائيل للخطر. ويقترح نتنياهو على الفلسطينيين "حكما ذاتيا" في الضفة، فيما تسيطر اسرائيل عليهم من الخارج وتحيط مدنهم بالمستوطنات المرشحة للتوسع وبـ "مناطق أمن". لا يوجد شريك فلسطيني يوافق على مثل هذه الصفقة، حتى لو حاول نتنياهو اغراءهم بثمار "السلام الاقتصادي" خاصته.
يضع نهج نتنياهو اسرائيل في موقف الرافض، المعارض للأسس المتفق عليها للعملية السياسية، ويتصل من موافقات الحكومات السابقة. ادارة اوباما ستطلب من نتنياهو مواصلة العملية التي قادها اسلافه، مثلما يطالب هو من حماس تبني "شروط الرباعية" والاعتراف باسرائيل. للعناد الاسرائيلي سيكون ثمن مزدوج: فهو سيخلق مواجهة زائدة وضارة مع الولايات المتحدة والاخطر من ذلك، سيعزز الاصوات الداعية الى اهمال حل الدولتين ومنح الفلسطينيين حقوق كاملة في دولة ثنائية القومية.
نتنياهو، الذي اراد قيادة اسرائيل من الوسط، يتحصن في الطرف اليميني للدعامة السياسية الى جانب اعضاء كتلته وشركائه السياسيين من اسرائيل بيتنا، الاتحاد القومي والبيت اليهودي الذين يعارضون كل حل وسط وتسوية. محاولته لإعادة العملية السياسية الى الوراء محكومة بالفشل، وستورط اسرائيل فقط مع ادارة اوباما، في الوقت الذي تحتاج فيه الى تاييدها الحيوي في الصراع ضد المشروع النووي الايراني.

(افتتاحية "هآرتس " 3/3/2009)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,052,578

عدد الزوار: 6,932,400

المتواجدون الآن: 71