من الصحافة الأجنبية

تاريخ الإضافة الجمعة 9 كانون الأول 2011 - 5:55 ص    عدد الزيارات 736    التعليقات 0

        

 

من الصحافة الأجنبية
إيران قريبة جداً من إنتاج القنبلة الذرية
اليكس فيشمان... هيرالد تريبيون....
 منذ 15 عاما حذرت إسرائيل من ان إيران تسعى لانتاج القنبلة الذرية، ولكن لم يصغ اليها احد، المعلومات الواردة في التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة النووية كانت معروفة لأجهزة الاستخبارات الغربية على الاقل منذ عامين·
وليس هناك حاجة للتأكيد بان تلك المعلومات إرسلت إلى الوكالة الدولية من قبل ما لا يقل عن عشرة دول، وهذا ما يمكن ان نطلق عليه بالتراجيديا العالمية، فإذا كان تقرير الوكالة الدولية يقدم لنا معلومات كانت معروفة من عدد كبير من الدول ومنذ عامين، يمكننا ان نفترض بان الوضع في هذه الايام هو اكثر خطورة مما كان عليه قبل نشر التقرير، وهنا يكمن الجواب على السؤال الذي يطرحه الجميع في إسرائيل بشأن مدى القلق المنتشر في إسرائيل بسبب التهديد الإيراني، وهو ان ما كانت إسرائيل تخشاه إسرائيل قد تحقق على ارض الواقع: القنبلة النووية الإيرانية تتقدم بسرعة إلى الامام وتكاد تبلغ مرحلتها النهائية، وتؤكدها حقيقة ان إيران اصبحت قادرة على انتاج القنبلة النووية بصورة مستقلة ومن دون الأعتماد على اي مصدر خارجي، فقد توفرت لديها معرفة كيفية صنع القنبلة الذرية ومعظم المكونات الرئيسة ولم يبق امامها سوى ان تقرر متى ستنتج اول قنابلها النووية، وإذا كانت هذه هي الحقيقة القاسية لتقرير الوكالة الدولية والذي يصف قدرات إيران لانتاج السلاح النووي قبل عامين، فأين وصلت طهران اليوم؟ الدرس المباشر الذي يمكن انة نستقيه من التقرير هو ان الحضارة الغربية فشلت في مواجهة التطرف في ايران، فعندما يحاول نظام ديكتاتوري على النمط الايراني ان يحصل على السلاح النووي، يصبح من الواضح انه لا يمكن ايقافه من خلال الدبلوماسية المعتدلة او الضغوط الاقتصادية، منذ أكثر من 15 عاما حذرت إسرائيل العالم من الموقف الاخير، وقد بذلت اورشليم كل ما في وسعها لاقناع المجتمع الدولي، وبينما كان العالم يصغي لتحذيرات اسرائيل نجح في البداية في تجاهلها، ثم في الرد عليها واخيرا فقط في عام 2007 بدأ في جعلها موضوعا دوليا، ولكن حتى هذه اللحظة فأن دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة إنما كانت تلعب مع الايرانيين، الموجة الاخيرة من العقوبات القاسية استمرت لعام ونصف واستمر الايرانيون في تحقيق التقدم في برنامجهم النووي، وشاهدنا خلال هذه الفترات حوادث مؤسفة وتخريب واغتيال علماء في المجال النووي، مما ادى إلى تعطيل البرنامج لعدد من السنوات ولكنه استمر برغم كل تلك الحوادث، وإذا كان الموساد الاسرائيلي قد جعل تعطيل البرنامج النووي الايراني من اولوياته خلال الاعوام الثمانية الماضية فانه لم يحقق سوى نجاحا جزئيا، فالتهديد تأخر فقط لفترة من الزمن، ان اي شخص يعتقد بان نشر تقرير الوكالة الدولية سيغير من الموقف الدولي بصورة جذرية في التعامل مع البرنامج النووي الايراني فأنه يصبح ضحية للاوهام، اي جهاز جدي للاستخبارات في العالم يعرف عن هذا البرنامج اكثر مما ورد في التقرير، ثم ماذا، هل اثارنشر التقرير غضب اي انسان في العالم ؟ وقد ثبت بان الايرانيين كانوا وطوال هذه الفترة على صواب، ليس هناك من يمكن ان يقوم باي عمل لإيقاف الايرانيين عن سعيهم لامتلاك السلاح النووي، وحتى الرئيس الاميركي نفسه الذي تعهد بعدم السماح للايرانيين بامتلاك السلاح النووي، وهو يعرف اكثر من مفتشي الوكالة الدولية مدى اقتراب ايران من انتاج السلاح النووي، اما الروس فأن موقفهم يتسم بسخرية كافية لزعم بان من المؤكد ان البرنامج النووي الايراني بعيد جدا عن انتاج القنبلة النووية، ولكن ماذا عن الدول الاوربية ؟ ويبدو ان الاوربيين مصممون على ايقاف تعاملاتهم التجارية مع ايران فقط في حالة مشاهدتهم سحابة تفجير نووي فوق سمائهم، وهكذا وكما كان الامر عليه قبل عامين، فان إسرائيل تواجه ايران لوحدها وبالتنسيق مع الاميركان، وبكلمات اخرى لدينا الان تفاهم مثير للدهشة مع الولايات المتحدة، والذي يتضمن ان نشارك عزلتنا تجاه ايران معهم، ان الامل الوحيد لاسرائيل هو ان نشر التقري وتهديدات اسرائيل بتوجيه ضربات جوية للمنشآت النووية الايرانية ستحث الولايات المتحدة والدول الغربية لإظهار موقف اكثر صلابة في العمل من اجل اضعاف النظام الايراني حتى من دون اللجوء إلى مجلس الامن، فاسرائيل تأمل ليس فقط في توسيع دائرة العقوبات لتشمل البنك المركزي الايراني والذي سيؤدي إلى خنق التجارة الدولية لايران بل ايضا لتقويض تصدير واستيراد المنتجات النفطية، برغم ان فرص توسيع مثل هذه العقوبات ليست عالية·
 
من الصحافة الأجنبية
إنقلاب نابوليون بونابرت السياسي؟
استخدمت الأنظمة التسلّطية حتّى الإسفاف تعبير <ثورة> لإسباغ الشرعية على الأحداث التي أتت بها إلى الحكم: ثورة الفاتح من سبتمبر التي لم تكن سوى انقلاب عسكريّ أطاح بالنظام الملكيّ، وثورة 8 آذار/مارس، التي كانت أيضاً انقلاباً، لم يكن حتّى بعثيّاً حصريّاً، والسلسلة تطول·
فهل يمكن القول بأنّ الربيع العربيّ هو <ثورة> أو مجموعة ثورات؟ أم أنّ الأمر فقط مجرّد <انتفاضات>؟
قد يقول قائل أنّها حكماً <ثورة> لأنّها ستؤدّي في النهاية إلى تغيير أنظمة الحكم القائمة من تسلّطيّة إلى ديموقراطية· لكن هل يكفي هذا لمقارنتها مثلاً بالثورة الفرنسيّة في 1789؟ علماً أنّ هذه الأخيرة دامت عشر سنوات، بين اجتماع <الهيئات العامّة> (لوضع دستور جديد) وانقلاب نابليون بونابارت السياسي، تخلّلها الكثير من فترات العنف والقمع، وانتهت إذاً إلى نظامٍ تسلّطيّ· إلاّ أنّ ما منح الثورة الفرنسيّة لقبها النبيل، لم يكن قلب النظام الملكيّ بقدر ما كان ما أتت به من سلّمٍ جديدٍ من القيم (إعلان حقوق الإنسان) ومن إنهاءٍ للأفكار والمنظومات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي قبلها· وما جعل هذه الثورة تاريخيّة أنّها، وإن انكفأت سريعاً في فرنسا، قد تركت سلّم قيمها ومبادئ للعالم أجمع، عادت وترسّخت كقيمٍ إنسانيّة· كذلك هو الأمر بالنسبة للثورة الإنكليزيّة الثانية، التي لم تلغِ النظام الملكيّ بل جعلته دستوريّاً وبرلمانياً، والتي يسمّيها البريطانيّون ثورتهم المجيدة Glorious revolution أو الثورة دون دم Bloodless (السلميّة)، على عكس الثورة الأولى التي جاءت قبلها بأربعين عاماً والتي يسمّونها حرباً أهليّة English civil war· للربيع العربي أسبابه الكثيرة، التي كانت تحتّم حدوثه، من التسونامي الشبابي (الديموغرافي والاقتصادي)، إلى فشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية، إلى استمرار الأنظمة التسلّطيّة في جميع بلدانه لزمنٍ طويلٍ جدّاً، إلى الوعي الفكري الذي خلقه الإنتاج الثقافي ووسائل الإعلام، بما فيها التشاركيّة الحديثة· هكذا انتفضت الشعوب لتطالب <بالحريّة والكرامة>، وأطاحت ببعض الأنظمة وما زالت تسعى إلى ذلك في حالات أنظمةٍ أخرى، تحت شعار <الشعب يريد إسقاط النظام>·
لا شكّ أنّ هناك وراء إسقاط الأنظمة الشموليّة الاستبداديّة، وإلغاء تسلّط عائلة وزبانيتها على مقدّرات بلاد، والشروع في إقامة نظامٍ ديموقراطيّ، قيمةً كبيرة تستحقّ وحدها الانتفاضة والتضحية· وقد أعطى الربيع العربيّ مثالاً أعلى عالميّ الصبغة على أنّ هناك أموراً تستحقّ أن يناضل الإنسان والمجتمعات من أجلها؛ ليحتلّ الساحات العامّة سلميّاً رغم القمع الدمويّ، كي يغيّر قدره· إلاّ أنّ الزخم الذي أعطاه الربيع العربي حول العالم قد أثار انتفاضات ضمن مجتمعات أصلاً ديموقراطية في شكلها، لكنّها خضعت لاستبدادٍ من نوعٍ آخر هو هيمنة عالم المال على السياسة والاقتصاد، وخاصّة على الإعلام· هكذا يأتي ربيع اليونان ضدّ حكومات استخدمت كلّ السبل <الديموقراطيّة> كي تستفيد فئات معيّنة وحدها، وللعودة عن مكتسبات الحماية الاجتماعية، ولإغراق البلاد في الديون لصالح المصارف· ويأتي الربيع الأمريكي لـ>احتلال وال ستريت>، أي ضدّ رمز هيمنة عالم المال على أيّ قيمةٍ أخرى في العالم· فهل الديموقراطية التي ينشدها الربيع العربيّ هي ذاتها تلك التي ينتفض ضدّها الأوروبيّون والأمريكيوّن؟
لا بدّ للربيع العربي أن يوضح ماهيّة <الديموقراطيّة> التي يضعها نصب عينيه، وبالتحديد قيمها، كي يأتي هذا الربيع برسالةٍ للإنسانيّة· وعليه أن يوضح ماهية الدولة <المدنيّة> التي ترسي المساواة الكاملة بين مواطنيها [ أنّ <الديموقراطيّة> ليست منظومة سياسيّة اجتماعيّة ناجزة]، ويمكن لنظامين كلاهما <ديموقراطيّ> أن ينتجا أغلبيّات نيابيّة مختلفة جدّاً، حسب تقسيم الدوائر الانتخابيّة وطريقة الاقتراع· وقد تدفع بعض الأنظمة الديموقراطيّة نفس النخب التي كانت قد تحالفت محليّاً مع الاستبداد لإعادة إنتاج هيمنتها· وأيضاً ليست كلّ الأنظمة الديموقراطيّة مستقرّة·
وانطلاقاً من التجربة العالميّة اليوم، ما معنى الديموقراطية في بلدٍ عربيّ إن لم يكن هناك ضبط دقيق للعلاقة بين عالم المال ووسائل الإعلام والسياسة؟! وما معناها في العالم العربي بالضبط، ليس فقط لأنّ بعض النخب المحليّة تستطيع أن تهيمن على الإعلام وعلى القائمين على السياسة، بل لأنّ نخباً من خارج البلاد ودولاً تستطيع أيضاً وبسهولة أن تغرق مالاً سياسيّاً وتسيطر على إعلامٍ أضحى بحكم الواقع عربيّاً عابراً للبلدان، وبالتالي التلاعب بالرأي العام؟
كذلك ما هي المنظومة الاجتماعية الاقتصادية التي سيطمح إليها الربيع العربيّ، خاصّة في ظلّ هيمنة خطاب ليبرالي نمطيّ حتّى ضمن المبتهجين بالربيع· إنّ كادراً تكنوقراطيّاً سيأتي بحلولٍ أشبه بالمعجزات ضمن حريّة الأسواق والاستثمارات والانفتاح· فهل سيكفي حقّاً أن تزول السلطة القائمة حتّى تنتهي الاقتصادات الريعيّة التي أرسيت منذ عقود؟ وهل الاقتصاد حقّاً هو فقط موضوع تقنيّ؟
ثمّ من أين سيأتي المال الضروريّ للسياسات الاجتماعيّة والاقتصادية ومشاريع البنى التحتيّة الملحّة لاحتواء التسونامي الشبابي ولانطلاقة اقتصادية جديدة؟ الولايات المتّحدة كانت قد دعّمت الديموقراطية في أوروبا الغربيّة بعيد الحرب العالميّة الثانية عبر مشروع مارشال؛ والبلاد العربيّة، خاصّة الكثيفة السكّان، بحاجة لهكذا مشروع لترسيخ الديموقراطية؛ إلاّ أنّ أوروبا والولايات المتحدة مفلستين اليوم، وليستا قادرتين على الأمر· ربّما دول الخليج قادرة ماليّاً، ولكن ما نوع الديموقراطية التي ستموّلها هذه الدول؟ هذا إذا كان لديها نيّة التمويل·
فهل ستأتي قيم الديموقراطية التي يحملها الربيع العربي من ضمن المجالس التأسيسيّة كما في تونس أو ليبيا؟ أم من خضمّ الصراع الاجتماعي كما في مصر اليوم؟ أم يجب أن تعتمد قبل سقوط النظام كمشروعٍ متكامل ؟ الرهان هو أن يكون الربيع فعلاً ثورة وليس مجرّد انتفاضة·
لوموند
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,173,478

عدد الزوار: 6,758,846

المتواجدون الآن: 122