صحافة اسرائيلية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 كانون الأول 2011 - 7:00 ص    عدد الزيارات 736    التعليقات 0

        

صحافة اسرائيلية

 


الولايات المتحدة ستعبّد طريق الإخوان المسلمين الى الحكم في مصر!

ما هو احتمال عدم وجود علاقة بين لقاءات وزير الدفاع الأميركي مع وزير الد فاع الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، وبين النقاشات العلنية التي شهدتها إسرائيل بشأن الحاجة إلى ضرب إيران، نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن المشروع النووي الإيراني والأنباء عن تفجيرات في منشآت نووية إيرانية خلال الأسبوعين الأخيرين؟ يبدو أنه غير كبير. وماذا بشأن احتمال مشاركة قوات غربية في مهاجمة إيران؟ إنه احتمال معقول. لقد بدأ صيف 2011-2012 حارا جدّاً، والحرب السرّية مع إيران ليست سوى جزء من الصورة.
غير أن أحداث مصر ليست أقلّ إثارة للقلق. فالجمهور لا يستوعب أو هو لا يريد أن يستوعب معنى حكم ديني إسلامي في دولة التسعين مليون، سلاح غربي متطور (يشمل طائرات حربية وآلاف الدّبابات)، موجود على حدودنا من الجنوب. حتى لو مرت بضع سنوات حتى تنضج العملية، الذي بدأت بانتخابات هذا الأسبوع، لتقوم دولة الشريعة الإسلامية في مصر، فإن هذا الاحتمال لا يبدو متسبعدا لدى محافل تقديرية إسرائيلية. بل على العكس.
وعلى خلفية الضائقة الاقتصادية في مصر، التي تفاقمت بعد الثورة، لم تعد سيئة فرص سيطرة الحركة الإسلامية على الحكومة والرئاسة المصرية في نهاية المطاف. وإذا ما أُعلن، في نهاية المسار، قيام سلطة دينية في مصر، فستضطر حركة الأخوان المسلمين لإرسال باقة زهر أولا وقبل كل شيء إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، على مساهمته في عملية كانت تُعتبر مستحيلة قبل نحو سنة فقط.
وترى العديد من المصادر الأمنية في إسرائيل، أن الأميركّين يتحملون الكثير من مسؤولية التطورات في مصر. وبحسب رأي تلك المصادر، فقد بدأت الأخطاء الأميركية مع التنكّر المفاجئ للرئيس السابق، حسني مبارك، في اللحظات الأقسى التي واجهها حين كان على وشك فقدان سلطته مطلع هذا العام، لكن هذا الخطأ يبدو ضئيلا مقابل إصرارهم على إجراء انتخابات ديموقراطية في بلد ليس لديه أي إرث ديموقراطي. ومن وجهة تلك المصادر، يذكّر هذا المسار بإصرار الأمريكيين على إجراء انتخابات ديموقراطية داخل السلطة الفلسطينية في العام 2007، باسم القيم العليا للديموقراطية. وكانت نتيجة ذلك الإصرار حينها، فوز حماس وسيطرتها على قطاع غزة( وطبعا إلغاء الديموقراطية التي خدمت المنظّمة لغرض معين).
ومن غير المستبعد، أنها بنفس الأسلوب، ستُعبد طريق حركة الأخوان المسلمين إلى السلطة في مصر.
حتى لو لم تتحقّق السيناريوهات التشاؤميّة، ولم تتسلّم الحركة الإسلامية السلطة في مصر ولم تلغ اتفاقية السلام، فإن إٍسرائيل ملزمة بالشروع في بناء قوة جيشها كما لو أنه ليس هناك سلام. ومنذ الآن يمكننا رؤية انعكاسات الثورة السياسية في مصر على ضرورات الأمن في إسرائيل: كمّيات هائلة من الوسائل الاستخبارية وبضع عشرات من المركبات المصفحة، نُقلت من منطقة القيادة الوسطى إلى الحدود الجنوبية، ويتم تشكيل كتيبة جمع استخباري جديدة، لكن كل ذلك لا يبدو شيئا مقابل ما سيظهر من حاجات بغية الاستعداد لإمكانية وقوع حرب تقليدية مع مصر، وهي إمكانية غابت عن جدول الاعمال على مدى ثلاثين عاماً من السلام البارد والمستقر.
ولكي تتحضر لإحتمال حرب على الجبهة الجنوبية، ستضطر إسرائيل، على الأقل، لإعادة بناء جزء من القوات التي فككتها بعد اتفاقيات السلام. وهذا هو سبب بقاء فرصة التقليص الذي تقرر في موازنة الدفاع للسنوات المقبلة، بعد التظاهرات الاجتماعية في الصيف الفائت، على حالها- ضعيفة جداً. في الواقع، الفرصة هي صفر. وخلال عدة أيام سيبدأ رئيس الحكومة مجّداً سلسلة نقاشات بشأن حجم موازنة الدّفاع للعام المقبل "على ضوء الوضع الأمني".
وحتى لو أوصى المستشارون الإعلاميون بشكل رسمي بالحديث عن بقاء التقليص في موازنة الدفاع على حاله، فإن رئيس الحكومة سيكون ملزما بتخصيص موازنات خاصة لزيادة قوة الجيش الإسرائيلي، بحيث تزداد على هذا النحو موازنة الدفاع فعلياً.
إلى أن يقرر نتنياهو، يبقى ضغط الموازنة ملموساً جيداً. وزارة الدّفاع والجيش يؤخران سلسلة من المشاريع، وتتأخر المبالغ المستحقة للصناعة الأمنية من وزارة الدفاع باعتبار ذلك أمر روتيني. في هذا السياق يقول مدير عام شركة أمنية صغيرة، وزارة الدفاع مدينة لها بعدة ملايين لقاء تجهيزات أمّنتها للجيش، إن "هذا الأداء فضيحة" وإن تأخير المدفوعات يشكل خطراً على استقرار الشركة.
وفيما يلي أمثلة تجسّد محدودية موازنة الدّفاع، غير الكبيرة أصلاً(نحو 12 مليار دولار عموما، من بينها أكثر من 20 في المئة يمولها دافع الضرائب الأميركي): هذا الأسبوع جرت في إسرائيل تجربة ناجحة لمنظومة تسلّح مذهلة بيعت لجيش أجنبي، لكن الجيش الإسرائيلي غير قادر على امتلاكها. ولعل بيع منظومات تسلح لدول أجنبية، مهم للمؤسسة الأمنية كالهواء الذي تتنفسه. رغم أن منظومة "القبة الحديدية" التي يفتخر الجيش الإسرائيلي بها، تسببت حتى الآن، بخسارة ما لا يقل عن ربع مليار شيكل للصناعة الجوية. على أن جزءا من الخسارة سيعوضه تأمين ثلاث بطاريات "قبة حديدية" جديدة بالإضافة إلى الثلاثة الموجودة( دافع الضرائب الأميركي يمول أربع من بطاريات "القبة الحديدية" التي طلبها الجيش الإسرائيلي حتى الآن.
في هذه الأثناء، يتواصل تراكم المسائل التي تثير القلق: إذ ا كانت إيران عرضة لهجوم على منشآتها النووية، فمن المنطقي الافتراض أّها لن تضبط نفسها، وستختار التوقيت والمكان المناسبين لردها(قصف كاتيوشا على الجليل الغربي هذا الأسبوع، سواء كان مرتبطا بمهاجمة إيران أم لا، يمكن اعتباره على الأغلب إشارة وليس ردا إيرانيا حقيقيّاً).

عمير رببورت
("مجلة الدفاع الإسرائيلية" 3/12/2011)

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,753,493

عدد الزوار: 6,912,981

المتواجدون الآن: 110