الثورات العربية وصعود الاسلام السياسي
في الصحافة العالميّة
بعد تبدّد الأمل
كتب دانيال بايمان:
"بعد مرور سنة على اقدام بائع الخضر التونسي على إحراق نفسه في حركة تحد أشعلت نار الاحتجاجات على الأنظمة الديكتاتورية، بدأت رياح باردة تهب على العالم العربي. فالتظاهرات السلمية في البحرين ومصر وليبيا وسوريا واليمن التي كان من المنتظر أن تحمل الديموقراطية، ها هي تحمل سفك الدماء والفوضى، مع محاولات القوى الرجعية اعادة عقارب الساعة الى الوراء... إن أفول الربيع العربي لا يعني عودة الديكتاتوريات والشرطة السرية. فليس مبارك وبن علي والقذافي هم الذين ذهبوا فحسب وإنما ولت الى غير رجعة عبادة الشخص التي غذاها هؤلاء. قد يبقى الأسد حاكماً لسوريا لكنه سيكون معزولاً. وحتى الدول التي شهدت احتجاجات محدودة مثل السعودية والأردن والجزائر قد دخلت الآن مرحلة جديدة".
كتبت المجلة: "اعلان نتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات المصرية سيظهر ان الإسلاميين يتمتعون بقوة أكبر بكثير مما توقعه المحللون. إذ يبدو ان الإخوان المسلمين قد حصلوا في سلسلة من القرى والمدن بينها القاهرة والإسكندرية وبور سعيد على نحو 30 الى 40 في المئة من الأصوات، مما يؤهلهم للحصول على ما لا يقل عن 40 في المئة من مقاعد مجلس الشعب. وخلافاً للتوقعات، حقق السلفيون ذوو الإيديولوجيا المتطرفة والمتشددة إسلامياً مكاناً جيداً بحصولهم على 20 في المئة من الأصوات... وهذا يشكل تبدلاً استراتيجياً مهما نظراً الى كون مصر، الدولة العربية الأكثر كثافة سكانية وتأثيراً عربياً، كانت في الماضي حليفة للغرب وللولايات المتحدة. كما يمثل انتصاراً تاريخياً للتيار السياسي الذي عانى طوال 60 سنة القمع، وتحدياً للعلمانيين وللطبقة الوسطى التي قادت الثورة، ولما تبقى من رموز النظام القديم".
كتب جيرار شاليان:
"يشكل الصعود المذهل للتيار الإسلامي الراديكالي في كل من مصر وتونس وليبيا وحتى في المغرب انتصاراً مزدوجاً للسعودية؛ فهو من جهة انتصار للإسلام الكفاحي، ومن جهة أخرى انتصار للتيار السني. فمنذ الأزمة النفطية الأولى (1973)، بذلت السعودية كل ما في وسعها بدعم من الولايات المتحدة، التي كانت حينذاك تخوض حرباً على الشيوعية، الى ايجاد صيغة من التيار السني الكفاحي السياسي...".