الجيش الإسرائيلي مستعد لمهاجمة إيران

تاريخ الإضافة الخميس 10 تشرين الثاني 2011 - 5:33 ص    عدد الزيارات 740    التعليقات 0

        

 

الجيش الإسرائيلي مستعد لمهاجمة إيران
رون بن يشاي
ليس سرا أنه يجري تفسير التدريبات التي تقوم بها إسرائيل بأنها استعدادات عملية لمهاجمة المنشآت النووية في إيران. من يتابع التدريبات المكثّفة التي يقوم بها سلاح الجو في حوض البحر الأبيض المتوسط وعلى أراضي دول بعيدة، من رومانيا وحتى سردينيا، يدرك بأن تصريحات نتنياهو وباراك حول أن إسرائيل لن تتحمل وجود سلاح نووي بحوزة إيران تحظى بغطاء عملي عبر قدرات طوّرها سلاح الجو والصناعات الأمنية. ووفق النقاش العام الإعلامي الذي احتدم في الأيام الأخيرة يمكن التقدير أن هناك خياراً عسكرياً.
الأمر الأكثر أهمية هو أنه من الواضح تماماً للمجتمع الدولي وللإيرانيين أن المستوى السياسي الأعلى في إسرائيل يفكّر جدياً بإعطاء أمر بشن هجوم من هذا النوع لإيقاف أو على الأقل تعطيل لعدة سنوات السباق الإيراني لإحراز قنبلة نووية. هذا في حال اتضح أنه ليس هناك خيار آخر ناجع-غير عسكري-لتحقيق هذا الهدف. كذلك رئيس الأركان، رئيس الموساد ورئيس الشاباك وعدد من وزراء الثمانية، لا يرفضون إطلاقاً تنفيذ الهجوم.
لكن إن اتضح بشكل مطلق أن إيران قررت بالفعل تصنيع القنبلة واستُنفدت كافة الخيارات الأخرى لمنعها من اتخاذ هذا القرار، فقط حينها، من وجهة نظرهم، لن يكون هناك خيار آخر أمام إسرائيل سوى إحباط التهديد القائم المحدق بنا من سلاح نووي بيد إيران، حتى بحجم الخسائر والضرر الذي سيلحق بإسرائيل نتيجة رد إيران وحلفاءها-سوريا، حزب الله والمنظمات الفلسطينية في القطاع. هذا الوضع ما زال بعيداً نسبياً عن الخط الزمني، لأنه وفق كافة التقديرات لا يُتوقع أن يستكمل الإيرانيون استعدادهم لصنع السلاح النووي قبل مطلع عام 2015.
حتى ذلك الحين قد تؤدي عقوبات دولية شديدة إلى جعل القيادة الإيرانية توافق على صفقة مع الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة وروسيا، من شأنها أن تعطّل تنفيذ الخطة النووية العسكرية. سيناريوهات محتملة أخرى هي أن تحصل في إيران ثورة تعرقل خطط آيات الله أو أن تتوصل الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى نتيجة تفيد أنه بغية الحؤول دون زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتهديد إيراني على مصادر الطاقة العالمية ينبغي إحباط البرنامج النووي لطهران بالقوة. في هذه الحال ستتمكن إسرائيل من الانضمام إلى الائتلاف الذي سيهاجم إيران ولن تُعزل في الساحة الدولية. ووفق رأي معارضين للهجوم في إسرائيل، لا ينبغي لنا أن نهاجم بمفردنا. وفي مقابل هؤلاء، يعتقد نتنياهو وباراك أنه لا ينبغي تأجيل الموعد.
يدعي باراك ونتنياهو إن مارد الرد الإيراني ليس مريعاً كما يصوّرونه وأن إيران ستكتفي برد معياري على الهجوم على منشآتها النووية - سواء لأن حزب الله وحماس لن يسارعا للعمل كما ترغب أو لأنها تخشى من التورّط في مواجهة واسعة النطاق تُلحق بها ضرراً وتدميراً إضافياً، بما في ذلك على حقول النفط.
ما هو صحيح إلى حين كتابة هذه الكلمات، أنه ليس هناك قرار بالهجوم بعد. سبب ذلك ليس معارضة الوزراء ومسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات فحسب، إنما أيضاً معارضة الولايات المتحدة لهذا الهجوم. تخشى واشنطن أن يتسبب رد إيران على الهجوم الإسرائيلي بضرر على حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج الفارسي، وأن يزعزع استقرارها؛ وقد يعرقل أيضاً تصنيع النفط ونقله عبر مضيق هرمز، ويؤدي إلى استهداف مبعوثي الإرهاب الإيراني لمواطني الولايات المتحدة وجنودها في الشرق الأوسط وخارجه. لذلك عارضت إدارة بوش عملاً إسرائيلياً مستقلاً ضد إيران وكذلك الرئيس أوباما.
في واشنطن يخشون أن تخرج إسرائيل إلى عملية تربك الولايات المتحدة من دون التنسيق معها. وقد قال مؤخراً مسؤول أميركي رفيع المستوى زار إسرائيل: "لن يصدّق أحد أنكم عملتم من دون التنسيق مع الولايات المتحدة، ولذلك، بما أننا سنتلقى ضربة أيضاً، فإننا نطلب منكم على الأقل أن تمنحونا إنذاراً".
ليون بانيتا، وزير الدفاع الجديد في الولايات المتحدة، يخشى على ما يبدو (بمساعدة أجهزة الاستخبارات الأميركية) من أن يُطبخ أمر ما في مطبخ نتنياهو وباراك بخصوص إيران، وهو جاء خصيصاً إلى إسرائيل منذ عدة أسابيع لمنع الخطوة التي تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة. وقد عبّر عن نيّته بشكل علني حين قال إن القرارات بخصوص إيران ينبغي أن تُتخذ بالتنسيق وبالتعاون بين القدس وواشنطن. هناك خلافات في الرأي حول هذه المسألة في إسرائيل أيضاً. يُنسب إلى رئيس الأركان، الفريق بني غانتس، موقف يفيد أن هجمة إسرائيلية ينبغي أن تٌنفّذ بالتنسيق - وإذا أمكن أيضاً سوية- مع الولايات المتحدة.
بالنسبة له هناك من يتصوّر في المستوى السياسي أنه لا ينبغي التنسيق مسبقاً مع الأميركيين، كي لا يتَّّهمهم العرب والمسلمون بالتعاون مع إسرائيل في الهجوم على دولة إسلامية. وبرأيهم، سيشكرنا الأميركيون من صميم قلبهم إنْ اكتفينا بالإنذار لفترة وجيزة قبيل تنفيذ الهجوم. وفي هذا الشأن أيضاً لم يُتَّخذ بعد قرار في إسرائيل.
ويقول بعض الوزراء ومحافل الأمن إنَّ النقاش العلني في هذه المسائل، كذاك الذي احتدم هذا الأسبوع، يسيء للقضية في إلغائه عنصر المفاجأة، وحتى أنه قد يكشف معلومات تنفيذية للعدو الإيراني. يصعب فهم إلى ماذا تستند هذه المزاعم. فلغاية الآن لم يُكشف في وسائل الإعلام أي سر تنفيذي، وممّا نُشر أيضاً لا يمكن فهم متى وإنْ كان سيُنفَّذ الهجوم. رغم ذلك لا يصعب إثبات أنَّ النقاش الإعلامي الذي احتدم عندنا يخدم بشكل أفضل ومتطوّر الأهداف الإستراتيجية للقدس. وما يثير شبهة وسط الكثيرين هو أنَّ المؤسسة السياسية بادرت بنفسها إلى نشر القضية في وسائل الإعلام.
تجدر الإشارة إلى أنه بهذا الخصوص أبعدت موجة الثورات في العالم العربي التهديد الإيراني عن التفكير العالمي. إيران تستغل هذا الوضع، ولذلك لدى إسرائيل مصلحة واضحة وملحّة لإثارة هذه القضية مجدداً على جدول الأعمال العالمي. فالنقاش الإعلامي العام يمنح تهديد الهجوم الإسرائيلي مصداقية زائدة. وهو يجسِّد دائماً أنَّهم في إسرائيل واعون جيداً للمصاعب المتعلّقة بالهجوم على إيران وللثمن الباهظ الذي سيجبيه ردّ آيات الله من إسرائيل، من دول المنطقة ومن المجتمع الدولي.
الحقيقة هي أنَّ الثمن الباهظ، وحتى معارضة الهجوم وسط مسؤولي المؤسسة الأمنية، لا يردعان متَّخذَيْ القرارات الرئيسيَيْن، نتنياهو وباراك. المعارضة هي بالنسبة لها إشارة مهمة لواشنطن، موسكو وبكّين ومفادها - إما أن توقفوا السباق الإيراني نحو القنبلة عبر فرض عقوبات موجعة على إيران في الواقع، لكن بأدنى حدّ من الضرر علينا وعليكم، أو أنْ نضطر للعمل، وعندئذ سندفع جميعاً ثمناً باهظاً.
("يديعوت أحرونوت" 5/11/2011)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,176,123

عدد الزوار: 6,759,019

المتواجدون الآن: 124