الناتو ومغامرة التدخّل العسكري ضد دمشق

تاريخ الإضافة الخميس 10 تشرين الثاني 2011 - 4:53 ص    عدد الزيارات 781    التعليقات 0

        

من الصحافة الأجنبية
دراسة
الناتو ومغامرة التدخّل العسكري ضد دمشق

فى دراسة للكاتب <عمر نجيب> حول مغامرة التدخل العسكرى للناتو فى سوريا وابعاد ذلك، يستعرض الكاتب فى الدراسة تطورات الاحداث والتدخلات الدولية التى وصفها الكاتب بانها عرقلت مسيرة الثورة السورية، كما يستعرض مواقف الاطراف المختلفة والسيناريوهات المطروحة·

ومن ابرز ما جاء فى نص الدراسة:

يوم الجمعة 14 أكتوبر 2011 نقلت وكالة أنباء <رويترز> من نيويورك عن دبلوماسيين بمجلس الأمن أن جلسة مغلقة للمجلس شهدت مشاحنات بين الدول الأوروبية من ناحية، وروسيا والصين من ناحية أخرى، بسبب تزايد بواعث القلق تجاه سوريا وتصاعد شبح الحرب الأهلية هناك حسبما تفيد تقارير غربية·

وقال دبلوماسيون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا أصدرته يوم الجمعة نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يطالب بحماية دولية للمدنيين في سوريا وحذرت من حرب أهلية محتملة·

<فيتو> بكين وموسكو قال دبلوماسي حضر اجتماع مجلس الأمن <لرويترز> إن المساعي الأوروبية ضد سوريا أثارت رد فعل غاضبا من نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة الكسندر بانكين الذي شكا من أن السفير الفرنسي جيرار ارو يخالف الإجراءات المعتادة بطرح قضايا <ليست على جدول الاجتماع>·

ووزعت روسيا نصا في رد على الاقتراحات الغربية دعا خصوصا إلى الحوار لكنه أثار غضب الأوروبيين والولايات المتحدة لأنه وجه انتقادات لعنف المتظاهرين ولعمليات القتل التي تتهم قوات الأمن السورية وجماعات المعارضة بارتكابها، على حد سواء·

وأشار دبلوماسيون روس وصينيون وبرازيليون إلى أن الدول الغربية التي تساند واشنطن في مساعيها ضد حكومة سوريا يعتمدون على مصدر واحد للتعامل مع الأزمة السورية، وهذا المصدر هو المعارضة التي شكلت حتى الآن المورد الأساسي بأكثر من 88 في المائة من التقارير التي تتحدث عن عمليات الجيش والأمن السوريين ضد تحركات المعارضة· ولفت هؤلاء إلى أن الإعلام الغربي لا يعير أي اهتمام تقريبا للتقارير حول الهجمات المسلحة التي تنظم ضد السلطات والمصالح والمؤسسات الرسمية في سوريا·

وطبقا لما جاء في صفحة البعثة الفرنسية بالأمم المتحدة على موقع تويتر على شبكة الانترنت فإن السفير الفرنسي جيرار ارو أبلغ المجلس خلال الاجتماع بأنه <يتعين على دعاة عدم اتخاذ إجراء بشأن سوريا أن يستخلصوا العبر من أحدث التطورات>·

وذكر دبلوماسيون أن ارو كان يشير إلى روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، وهي الدول الخمس التي تعارض المسعى الغربي لاتخاذ إجراء صارم في المجلس ضد سوريا، منذ ان بدأت الحكومة السورية حملة ضد معارضيها المحتجين قبل ما يزيد عن ستة أشهر·

وكرر السفير الألماني بيتر فيتيغ تصريحات كابرال قائلا إنه يتعين على المجلس ألا يستسلم بشأن سوريا· وذكر للصحفيين <منذ الفيتو المزدوج ما زال الوضع يبعث على القلق بشكل كبير>، مضيفا أنه أبلغ المجلس بأن تقرير بيلاي <يرسم صورة قاتمة للغاية للقمع المتواصل>· وأضاف <قلنا لمجلس الأمن إنه إذا تجاهلنا ما يحدث في سوريا فسنكون على شفا حرب أهلية>· وأفاد دبلوماسيون أن البرازيل والهند وجنوب أفريقيا التي امتنعت عن التصويت يوم 4 أكتوبر على قرار بشأن سوريا لم تتناول القضية عندما تحدث مندوبوها في المجلس· لكن في محادثات مع عدة وفود في الأمم المتحدة أكد الدبلوماسيون الذين يعارضون المشاريع الأميركية والأوروبية في مجلس الأمن أنه يجب منع هذه الأطراف من الحصول على سند من هيئة الأمم المتحدة للقيام بمغامرة عسكرية في سوريا على شاكلة ما فعلته في ليبيا·

وذكّر المعارضون للتدخل الغربي في سوريا بما قاله الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة مع شبكة <يورونيوز> ومقرها فرنسا، <أعتقد أنه إذا قررنا توجيه رسالة قاسية إلى سوريا، سيتعين علينا أن نقوم بالأمر نفسه حيال المعارضة· إن الذين يرددون شعارات مناهضة للحكومة هم أناس متنوعون· إن البعض منهم، هم بوضوح، متطرفون؛ حتى أن بالإمكان وصف آخرين بأنهم إرهابيون>·

وأضاف مدفيديف <إننا على استعداد لدعم مختلف التوجهات، لكن ينبغي أن لا تكون قائمة على إدانة أحادية لأعمال الحكومة والرئيس بشار الأسد· إن مصلحة روسيا من أجل مثل هذا الحل تكمن أيضا في أن سوريا بلد صديق نقيم معه علاقات اقتصادية وسياسية هامة>·

كما ذكرت موسكو أن الرئيس السوري يقترح إجراء إصلاحات واقعية، لكن المجتمع الغربي لا يريد أن يأخذ مقترحاته بالاعتبار ويشجع عددا من معارضيه على رفض اقتراحاته وتشجيع التدخل العسكري الأجنبي·

وتلقي سوريا مسؤولية العنف على عصابات مسلحة تتلقى مساعدة من الخارج وتقول إن 1100 فرد من قوات الجيش والأمن قتلوا·

تحريض في عودة لمعطيات الصراع الدولي حول أحداث سوريا أعرب وزير الخارجية الروسي لافروف خلال شهر أكتوبر 2011، عن <دهشته لقيام عدد من الدول ذات الثقل بحث المعارضة السورية على رفض كل مقترحات السلطات الرامية إلى إجراء حوار وطني وعلى تأجيج المواجهات الداخلية>· وأشار إلى أن <تلك القوى ترفض حتى مناقشة الإصلاحات الواقعية التي أطلقها الأسد وإن جاءت متأخرة>· وشدد على أن <تجارب العراق وأفغانستان وليبيا تظهر أن الشعوب وحدها تقرر مصيرها في نهاية المطاف>·

ويشير محللون إلى أن أطرافا من حلف شمال الأطلسي، وخاصة واشنطن وباريس، تثابر وبشكل لافت للنظر على بحث طرق تفتح لها السبل للتدخل العسكري في سوريا تحت غطاء يمكن أن تصفه بالشرعية الدولية، غير أنها تصطدم بمعارضة روسيا والصين ودول أخرى، خاصة مجموعة <بريكس> التي تضم البرازيل والهند وجنوب أفريقيا·

وأضاف المصدر ذاته أنه <على خلفية الوضع المتوتر في المنطقة، فأن التركيز على الأحداث في سوريا يشهد على سياسة الكيل بمكيالين والانحياز وعلى مقاربة انتقائية للداعين للاجتماع> الذي عقد في جنيف بدعوة من الولايات المتحدة·

التدخلات الخارجية يقدر محللون في برلين عاصمة ألمانيا، أن حركة الاحتجاج في سوريا لو تركت بدون تدخلات خارجية لكانت قد نجحت في إسقاط النظام بمساندة الجيش أو على الأقل أجبرت ساسة دمشق على إدخال إصلاحات أساسية وذلك قبل منتصف صيف سنة 2011· ويشير هؤلاء إلى وجود زخم قوي للتغيير ضمن هرم السلطة، خاصة وأن فعاليات كبيرة داخل حزب البعث الحاكم في دمشق ليست راضية منذ عقود عن السياسة التي اتبعها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ولا نجله بشار تجاه العراق، سواء خلال عقد الثمانينات أثناء حربه ضد إيران ولا خلال حربه سنة 1991 ضد تحالف 33 دولة بقيادة الولايات المتحدة ولا خلال الغزو الأميركي لبلاد الرافدين سنة 2003·

ويضيف المحللون أن المعارضين لسياسة أسرة الأسد داخل حزب البعث كانوا سيستفيدون من حركة المعارضة لتعديل موازين القوى لصالحهم في دمشق والتغلب على الذين أبقوهم في الظل لسنوات عديدة لولا أن عملية ركوب القوى الأجنبية لحركة التطور السورية جعلت الكثيرين يخشون من أن يتحول الأمر إلى تدمير سوريا·

التدخلات الخارجية التي سعت إلى ركوب حركة الاحتجاج ليتاح تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة من أجل تفتيت سوريا على أسس عرقية ومذهبية وتدمير جهازها العسكري وبالتالي توجيه ضربة قاسية وربما قاتلة للمقاومة اللبنانية وحلفائها دفعت الغالبية وخاصة ضمن المؤسسة العسكرية إلى عدم التحرك ضد النظام·

التجارب التي مرت بها أقطار عربية سنة 2011 بعد أن ركبت قوى أجنبية حركات التطور في المنطقة دفعت جزءا كبيرا من القوى السياسية والعسكرية السورية إلى التشدد· فبينما كانت الأزمة السورية تدخل شهرها السادس أظهر تقرير أعدته مجموعة <جيوبوليسيتي> الاستشارية، أن الإضطرابات التي شهدتها الدول العربية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط كلّفت المنطقة أكثر من 55 مليار دولار·

المعبر العربي يقول محللون إن واشنطن تفكر في تجاوز مجلس الأمن الدولي والتدخل في سوريا مستغلة حالة التمزق على الساحة العربية والنزاعات القائمة بين الحكومات وتفاعلات التسابق على مناطق النفوذ والصدارة·

وفي هذا الإطار سعى البيت الأبيض إلى تسخير قرارت اجتماع حول سوريا لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد 16 أكتوبر لتبرير التدخل·

المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة ومعها عدد من حلفائها داخل حلف شمال الأطلسي فيما يخص التدخل العسكري في سوريا لها تشعبات عديدة· فمن جانب لم يحدث انشقاق يذكر داخل الجيش أو المؤسسة الأمنية السورية رغم أن تعداد الجيش النظامي السوري يفوق 320 ألف رجل، وبذلك على أي قوة تدخل أجنبية أن تواجه هذا الجيش بترسانته المكونة من حوالي 2800 دبابة و300 طائرة وآلاف أخرى من مختلف المعدات· ولا يتفوق في التسليح على سوريا في منطقتها سوي إسرائيل وتركيا·

كما أن لدى الجيش السوري ترسانة من الصواريخ القادرة على الوصول إلى كل المناطق المأهولة من إسرائيل، وصواريخ <سكود س> يصل مداها إلى أكثر من 500 كيلو متر، وصواريخ <سكود د> يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلو متر، كما يمتلك الجيش دبابات من نوع تي 80 وتي 72 وتي 64 وتي 55، ويمتلك الحرس الجمهوري دبابات من نوع تي 90، ويعد الجيش السوري أحد أقوى الجيوش العربية·

خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2011 تناقلت عدة مصادر خبرا مفاده أن الرئيس السوري بشار الأسد هدد بأنه سيشعل النار في الشرق الأوسط ويهاجم إسرائيل في حال قام حلف شمال الأطلسي بمهاجمة سوريا· وبحسب التقرير الذي أسندت وكالات أنباء معلوماته إلى مصدر عربي وصفته بأنه مطلع، فقد قال الأسد لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي زار دمشق في أغسطس <لا أحتاج لأكثر من ست ساعات حتى أشعل الشرق الأوسط وأسقط الأنظمة القائمة فيه>· وأضاف <بعد ست ساعات من سقوط أول صاروخ على دمشق سيحترق الشرق الأوسط وستسقط الأنظمة>·

ووفقا للوكالة، فقد جاء تهديد الأسد ردا على رسالة نقلها إليه أوغلو مفادها أن النظام في سوريا سيواجه حربا يشنها حلف شمال الأطلسي على الطريقة الليبية·

وبحسب التقرير، فقد سأل الأسد ضيفه أوغلو بنبرة غاضبة وصادمة ردا على هذه الرسالة، وقال <لماذا حسب رأيك تتردد الدول الغربية في القيام بحملة ضد سوريا كما فعلت في ليبيا؟>·

وأضاف مجيبا على سؤاله بنفسه بعدما قابله أوغلو بالصمت <لأنهم، الغربيين، يفهمون جيدا بأنه وفي اللحظة التي يسقط فيها صاروخ واحد هنا سأحرق المنطقة خلال ست ساعات وستكون فوضى وستسقط الأنظمة وستنشب الحرائق بالقرب من آبار النفط في الخليج العربي>·

غموض المستقبل في نطاق النقاش الدائر في كل من واشنطن وتل أبيب حول أفضل الطرق لاستغلال أحداث سوريا أعدت صحيفة <معاريف> العبرية حلال شهر سبتمبر 2011 تقريرا، واختار المحلل السياسي، بن كاسبيت، التطرق أولاً إلى أنه في بداية شهر أغسطس ظهر سفير الولايات المتحدة في دمشق، روبرت فورد، أمام لجنة خاصة بمجلس الشيوخ، لافتًا إلى أن الاضطرابات في سوريا استمرت أكثر من أربعة أشهر، دون أي تغيير من جانب النظام السوري أو من جانب الأسرة الدولية، ولكن فورد سمح لنفسه بأن يكون متفائلاً، فقد قال فورد إنه حان الوقت لأن نبدأ بالتفكير باليوم التالي للأسد؛ وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن 23 مليون مواطن سوري بدأوا منذ الآن يفكرون بذلك·

أما الاختصاصي بالشأن السوري، البروفيسور إيال زيسر، فقد قال إنه إذا كنا قبل سنتين واثقين من أن نظام الأسد سيبقى إلى الأبد، فاليوم بات هذا بلا ريب واقعا آخر، وأضاف: كل شيء لا يزال مفتوحا، الأسد يقاتل في سبيل حياته، وهو نازف، ولكنه لا يزال صامدا، لا يوجد تفكك تام، اليوم من الواقعي الحديث عن اليوم التالي، فنحن في وضع لم يعد يفاجئ أحدا، ولكني أتردد في أن أقول إننا قريبون من ذلك· لافتًا إلى أن صورة الاحتجاج في سوريا ليست الأقلية العلوية التي تبلغ نحو 12 في المائة ضد باقي الدولة·

وتابع: نصف السكان السوريين هم مع الأسد، الدروز والمسيحيون يفضلونه على الآخرين، هم يفضلون حكما علويا علمانيا برئاسة بشار الأسد على حكم الإخوان المسلمين، تاجر مسيحي في دمشق لن يقاتل من أجل بشار، ولكنه لن يخرج للتظاهر ضده، قال البروفيسور زيسر، وأضاف: أجزاء كبيرة من السوريين تفضل أن يبقى، وفي أوساط السنة أيضا لا يسارع الجميع إلى التغيير، فالسنة في المدن الكبرى، ولا سيما في دمشق وحلب، يشكلون القطاع التجاري، وقد تحالفوا مع الحكم العلوي ويسرهم الاستقرار الذي يتيح لهم مواصلة نمط حياتهم، تخوفهم هو بالطبع من سيطرة التيار الإسلامي، مشددا على أن قصة محيط فقير حيال المركز الغني، على حد قوله·

البروفيسور زيسر يقدر بأنه يحتمل أن يتصاعد العنف، ولكن سوريا لن تنتقل إلى حرب أهلية· وزاد قائلاً: أنا لا أرى سيناريو انقلاب بلاط، الحكم العلوي يعرف بأن المشكلة ليست لدى بشار نفسه، بل في طبيعة الحكم، على حد قوله·

عرب أون لاين

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,194,846

عدد الزوار: 6,939,973

المتواجدون الآن: 123