هل علينا انتظار كارثة كي ندافع عن أنفسنا؟

تاريخ الإضافة السبت 5 تشرين الثاني 2011 - 5:50 ص    عدد الزيارات 759    التعليقات 0

        

هل علينا انتظار كارثة كي ندافع عن أنفسنا؟

 


إيزي ليبلر

تذكرنا ردودنا الفاترة على التدفق الأخير للصواريخ التي أُطلقت علينا من غزة، بفشلنا في الرد بشكل مناسب على بداية التهديد، عندما كانوا يُطلقون صواريخ بدائية، منذ أكثر من عقد. هذا الفشل جعل العالم يعتاد على تقبّل إطلاق صواريخ ضد إسرائيليين، واعتباره واقعاً معاشاً. منذ ذلك الحين تطوّرت الصواريخ لتصبح فتاكة جداً. اليوم يتم استخدام منصات صواريخ غراد من إنتاج روسي، ربما يكونوا حصلوا عليها عبر سرقة مخازن الأسلحة التابعة للقذافي في ليبيا.
حصلت الهجمات الصاروخية الأخيرة بمبادرة من الجهاد الإسلامي في غزة، أي من منطقة تقع ضمن مجال سيطرة حماس. ردنا الأولي أدى الى موت عدد من ناشطي الجهاد الإسلامي الذين عملوا على إطلاق الصواريخ، لكن نتيجة لذلك أطلقوا أيضاً حوالي 40 صاروخ إنتقاماً منا. المشكلة هي أنه بدل الرد الحاسم، إخترنا السماح لمصر بتجديد الهدنة. يبدو أننا لم نستخلص بعد العبر المناسبة من الماضي. فنحن ننتهج مجددا سياسة ضبط النفس، في حين أن الإرهابيين يقيسون ردة فعلنا. هذا الأسلوب يجعل طبيعة حياة الإسرائيليين في الجنوب تُحدّد وفق الإعتبارات التكتيكية لحماس، التي تواصل جس النبض الى أن تقرّر أنه حان الوقت لكي تستخدم كامل قدرتها، وعندها ستسقط الصواريخ في كافة أرجاء البلاد، بما في ذلك تل أبيب.
نحن سنرد إذا فقط بعد حصول تصعيد كهذا، ومنطق الأمور يفيد هو أننا في الطريق الى مواجهة شاملة. وعليه يُطرح السؤال التالي: لماذا ننتظر حتى ذلك الوقت؟ علينا تحذير أعداءنا بأننا لن نواصل الإهتمام بمعارك إستنزاف لردود متحفّظة وفق نزوات حماس. علينا أن نوضّح أننا سنستخدم كامل القوة التي نملكها لكي نضع حدا لهجمات كهذه. لكن إذا قيّدنا أنفسنا بردود محدودة، سنضمن فقط أنه على المدى الطويل لن يكون هنالك مفرّ من مواجهة واسعة النطاق، حيث لا أحد منا معني بها.
الوضع الإقليمي في مرحلة تصعيد يومي، بينما تتزايد قوة المتطرفين الإسلاميين لتصبح أكبر في الدول المجاورة. من المتوقع أن يستمر الوضع بالتدهور في السنوات المقبلة، في وقت ستتبلور أنظمة جديدة. نحن موجودون في وضع عمل أفضل بكثير مما سنكون عليه بعد سنتين، حيث من المحتمل أن يصبح "الأخوان المسلمون" على رأس دول عربية وأن يصبحوا ذوي قوة كبيرة جداً في مصر. نحن نعيش في عالم قاسٍ وعنيف. إذا لم نعد الى ممارسة الردع الحقيقي الآن- فإن السيناريوهات البديلة ستكون أسوء بكثير.
لقد أدّت صفقة شاليط الى موجة تحليلات أشارت إلى أنها ستؤدي الى تخفيض التوتر بين حماس وإسرائيل. هذا بعيد جدا عن الحقيقة. فقادة حماس يفترضون اليوم بأنه بالإمكان إبادتنا على مراحل، خلال فترة زمنية متواصلة. هم سيزيدون من إطلاق الصواريخ، سيتزودون بأسلحة فتّاكة وسيعملون بالتعاون مع الإيرانيين على استخدام كل قوة النار التي يملكونها عندما يتمكنون من ذلك.
علينا أن نوضح لقادة حماس في غزة، الذين يسمحون بالهجمات، أنه إذا ما استمر هذا الأمر، فإنهم سيتحولون الى أهداف شرعية يرصدها الجيش الإسرائيلي. هذا الأسبوع قُتل إسرائيلي واحد وأُصيب آخرون. هل علينا إنتظار كارثة كبيرة، لا سمح الله، قبل أن ندافع عن أنفسنا؟ هل الإسرائيليين الذين يعيشون في الجنوب أقل أهمية من أولائك الذين يعيشون في تل أبيب؟ لو سقطت هذه الصواريخ في تل أبيب، ما من شك بأن ردنا كان سيأتي بصورة مختلفة. هل علينا انتظار حصول ذلك لكي نتحرك؟

(إسرائيل اليوم 1/11/2011)

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,234,817

عدد الزوار: 6,941,555

المتواجدون الآن: 123