عشرة أسباب لـ«نعم» أوروبية من أجل فلسطين

تاريخ الإضافة الجمعة 23 أيلول 2011 - 5:54 ص    عدد الزيارات 758    التعليقات 0

        

لا يحظى الأوروبيون دائماً بفرصة القيام بدور محــوري على المسرح الدولي. ولكن في الوقت الذي يضغط فيه الفلسطينيون من أجل الاعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه مرغوباً من كل جانب، وبالتالي، فهو يبدو الأكثر نفوذاً في العملية السياسية في الشرق الأوسط، أكثر من أي وقت مضى، منذ اتفاقات أوسلو. ولعل التحدي الأكبر الذي تواجهه الدول السبع والعشرون في الاتحاد الأوروبي، هو أن تقدم نفسها بصوت موحد.
ثمة أسباب عشرة مقنعة للاتفاق على التصويت بـ«نعم» بين الأوروبيين والإبقاء على نهج الدولتين للسلام في الشرق الأوسط حياً.
السبب الأول، هو أن قرار الأمم المتـحدة سيــكون محاولة للحــفاظ على حل الدولتين، الذي يتعرض لمخاطر عديدة، من بينها النمو المطرد للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، واعتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن هذا الصراع «لا يمكن حله». ولذلك فإن هذا التصويت ليس مضيعة للوقت، بل يؤكد أن عملـية السلام ما زالت ذات معنى.
السبب الثاني، هو أن الأوروبيين قد استثمروا استثماراً ضخماً في حل الدولتين، بما في ذلك معونة تقدر بنحو مليار يورو للمساعدة في بناء الدولة الفلسطينية. ولذلك، فإن التصويت بـ«نعم» يعيد التأكيد على أن هذا المشروع ذو قيمة وقابل للنجاح.
السبب الثالث، هو ببساطة إعطاء رد فعل إيجابي إزاء منجزات محمود عباس في بناء الدولة. وعدم التصويت بـ«نعم» يعني رفض الإقرار رسمياً بالوجهة التي تذهب إليها هذه المنجزات.
السبب الرابع يتعلق بالربيع العربي. فأي خيار غير التصويت بـ«نعم» سيجعل الأوروبيين متهمين باتباع معايير مزدوجة، سواء من قبل حكومات ما بعد الثورات أو الأنظمة العربية المحافظة (لأسباب مختلفة).
كذلك، فإن التصويت بـ«نعم» سيوفق بين مصالح أوروبا وقيمها (وهذا هو السبب الخامس)، وسيعيد أيضاً تنظيم العلاقات الإقليمية. المصالح، بما في ذلك منع الإرهاب واحتواء إيران وتوفير الأمن لإمدادات الطاقة والحفاظ على أسواق لصادراتنا، ستتعرض كلها للضرر نتيجة الشعور بوجود نفاق في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
وبالرغم من قلق الأطلسـيين من أن التصــويت بـ«نعــم» سيلحــق ضرراً بالعلاقات مع الولايات المتحدة، يمكن الرد على ذلــك بأن هذا التصويت سيكون من مصلحة واشنطن (وهذا هو السبب السادس)، فالولايات المتحدة لا تستطيع التصويت بـ«نعم» لأسباب داخلية معروفة، ولكن قيام دول الاتحاد الأوروبي بذلك سيقوي يد أميركا عندما تتعامل مع إسرائيل.
أما السببان السابع والثامن فيتعلقان بإسرائيل نفسها، فاعتراضات الإسرائيليين على التصويت، بذريعة أنه يشكل خطوة أحادية الجانب وينتهك الاتفاقات السابقة، ليست اعتراضات سائغة، ولا تشكل سببا لعدم تصويت أوروبا بـ«نعم». وبالرغم من أن التصويت سيفتح خيارات تفاوضية للفلسطينيين، وهي خيارات مغلقة حاليا، فإنه يمكن أن يساعد إسرائيل أيضا، باعتبار أن الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود العام 1967 قد يعزز شرعية وجودها.
وبالرغم من المخاوف الإسرائيلية، فإن التــصويت لن يفتح بالضرورة طريقا سهلاً أمام الفلسطينيين للجــوء إلى محكــمة الجــنايات الدولية، فهــو سيضــع أوروبا في موقــع تستطــيع من خلاله التــوصل إلى تفاهم هادئ مع الفلسطينيين بعدم اللجوء إلى تلك المحكـمة لفترة طويلة من الزمن.
أما السبب التاسع لهذا التصويت، فهو أنه لن يجعل العنف الفلسطيني الخيار الأكثر ترجيحاً. والواقع أن خليطاً بين احتمالات الفشل وتأثيرات الربيع العربي يمكن أن يولد «انتفاضة ثالثة».
وأخيرا فإن التصويت بـ«نعم» لا يستتبع اعترافاً ثنائياً بفلسطين. فالتصويت هو على رفع مكانة التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة، ولا تستطيع سوى الدول فرادى أن تمنح فلسطين الاعتراف بها.
وهناك أيضاً سبب حادي عشر، وهو أن العالم شاهد أمثلة كثيرة على عدم قدرة أوروبا على القيام بدور دولي فعال. ولا بد أن المتفائلين يأملون في أن يفاجئنا الأوروبيون هذه المرة عندما يتخذون خطوة صائبة، ويحققون نجاحاً دبلوماسياً هم في اشد الحاجة إليه.

عن «نيويورك تايمز»
ترجمة وسام متى

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,736,676

عدد الزوار: 6,911,180

المتواجدون الآن: 102