على إسرائيل أن تندمج في الشرق الأوسط

تاريخ الإضافة الإثنين 19 أيلول 2011 - 11:05 ص    عدد الزيارات 770    التعليقات 0

        

عوزي برعام

لم أفكر أبدا أنني قد أنحاز إلى الكلام الذي يقوله أفيغدور ليبرمان. لكن عندما قرأت مقولته إننا " نعيش في جنة عدن خاصة بالمجانين" شعرت فجأة انه استوعب وضعنا.
أتقدم وأقول لكل الثرثارين "إنّ عدم الاستقرار في العالم العربي لا يتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. مشاكل داخلية، اجتماعية، اقتصادية وتركيبات أدّت إلى ثورات في ليبيا، مصر وتونس. لكن هذا يلخّص دفاعي عن إسرائيل وسياستها".
"لا نتهم أنفسنا بهذا الوضع" يقول المدافعون عن الغرور اليهودي هذا التوصيف الذي يطلق عليهم في الآونة الأخيرة "المحافظون". ويضيفون لدينا عُقد نفسية، جلد ذاتي، وأعتقد أنهم مخطئون. لكن قبل جفاف حبر الحملات على "مجرمي اوسلو"، وتبدأ عملية استيعاب الوضع.
في تشرين الثاني عام 1993 شرعت الحكومة الإسرائيلية في طريق سياسية داخلية وخارجية انضمّت إليها عمليات إرهابية ضدّنا. لكن كانت هذه الطريق صحيحة، مستقيمة وواضحة. لو واصل رابين السياسة المخطط لها، لكان وضعنا الجيو- سياسي مختلف. كنا موجودين في وضع منظم بعض الشيء مع الفلسطينيين، صداقة مع دول الخليج وبالطبع علاقات جيدة مع تركيا ومصر.
حالياً السياسة التي تدّعي الحفاظ على المصالح الإسرائيلية هي سياسة قصيرة المدى، غوغائية، سياسة لا تخدم الدولة بشكل جيد. نحن نعيش في الشرق الأوسط العربي ـ هذا واقع. نحن محمية طبيعية صغيرة ومهمة بداخله، لكن سياساتنا تناضل بقوّة ضد اندماجنا في المنطقة.
ليقم من آمن أننا سنضم الضفة الغربية ونبني مستوطنات كثيرة ونعرض رجل الدين لأنه هو الذي يُحل الوضع، وأننا مع ذلك سنندمج في المنطقة ونحرز تسوية. وأفترض أن لا أحد سيقوم. ان الافتراض الأساسي وهو "ليس مهما ما يقوله الأغيار بل المهم ماذا يفعل اليهود"، قد أفلس منذ زمن، لكنه مغروس عميقا في ايمان أجزاء كبيرة من الجمهور.
لا شكّ بأنّ الاتفاق مع الفلسطينيين والاعتراف بالدولة الفلسطينية هي مصلحة إسرائيلية واضحة. خطاب بار ايلان لرئيس الحكومة اظهر بداية استيعاب الوضع من قبل اليمين أيضا. لكن هذه الخطوة كانت ضرورية لإظهار سياسة عملية يقتنع فيها الطرف الثاني بأنّنا محاور حقيقي.
لا يجوز أن يخاف قادة الدولة عضوا الكنيست إلكين وحوطوبلي. فقد عزم هذان على ألا ينظرا بوعي الى المستقبل بل أن يتمسكا بـ "حقنا غير المضعضع" وهو حق سيكونان أول من يسببان الاعتراض الدولي عليه.
السياسة التي نعتمدها أخفقت. هي أيضا تقيّد يدينا بشكل تامّ تقريبا. عملية الرصاص المسكوب لا يمكن أن تدار اليوم كما أديرت سابقا. لدى إسرائيل صعوبات لجهة حماية نفسها بمستوى ناجع في وضع سياسي متداع على هذا النحو.
وقد أدرك بن غوريون هذا. فبعد ثلاثة ايام من افتخاره بانشاء مملكة اسرائيل الثالثة على أثر الانتصار في حرب سيناء في 1956، عرف كيف يرجع عن ذلك ويلتزم موقفا واقعيا حافظ على قوتنا وعلى قدرتنا على المداورة. وأُقدر أن قادتنا يفهمون الوضع الذي دُفعنا اليه. لا يمكن الولايات المتحدة ان تكون حامية وحيدة زمنا طويلا في مواجهة انضمام ممكن لتركيا ومصر الى دائرة العداء.
هل يملكون الشجاعة للتوصل إلى استنتاجات؟ أعتقد نعم. رئيس الحكومة يستطيع إدارة إجراء واقعي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بشكل حقيقي. من هنا هو يستطيع التوجّه إلى الإجراء الذي سيشمل لقاء التهدئة المشترك بينه وبين اوباما وأردوغان، وربما سيؤدي أيضا إلى تسوية العلاقات مع مصر. كاديما والعمل ليس بمقدورهما عدم دعمه، سواء من الدّاخل أو الخارج.
يمكن التهرّب من الحسم والقول إننا نقف جانبا وننظر إلى الأحداث الداخلية_ العربية. لكن هذه الأحداث موجهّة ضدنا. يجب أن يكون ردّنا مسؤولاً وجريئاً. سياسة كهذه ستؤمّن لأصحابها تأييدا شعبيا واسعا وهائلاً. في أي وضع آخر ليس لي إلاّ أن أتفق مع وزير الخارجية الذي قال إنّنا "نعيش في جنة عدن خاصة بالمجانين".

("إسرائيل اليوم" 15/9/2011)

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,767,203

عدد الزوار: 6,913,953

المتواجدون الآن: 113