أحمدي نجاد: سنتبين وجهات النظر الحقيقية للشعب السوري عند إجراء انتخابات حقيقية

تاريخ الإضافة الجمعة 16 أيلول 2011 - 5:01 ص    عدد الزيارات 685    التعليقات 0

        

أحمدي نجاد: سنتبين وجهات النظر الحقيقية للشعب السوري عند إجراء انتخابات حقيقية
تساءل في حوار تنشره «الشرق الأوسط» عن مصطلح الربيع العربي.. وقال إن شعوبه تعيش ظروفا مؤلمة
لالي ويموث *
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بالنسبة لنا فإن لبنان وسوريا وتركيا دول محورية، وكذلك أفغانستان وباكستان ودول الخليج العربي، لكن سوريا هي طليعة المواجهة، لكنه أقر في حوار أجرته مساعد رئيس تحرير «واشنطن بوست» لالي ويموث، بأن بعض الناس يعارضونه، وهم يجب أن يحترموا أيضا. لكننا سنتبين وجهات النظر الحقيقية للشعب السوري عند إجراء انتخابات حقيقية، وآمل أن يحدث ذلك في جو من التفاهم والصداقة. وفي الحوار قال الرئيس الإيراني إنه سيصدر عفوا إنسانيا عن الأميركيين المسجونين في إيران بتهمة التجسس بعد أن عبروا الحدود الشمالية للعراق بينما كانوا في رحلة. وكان الأميركيان جوش فاتل وشان بوير اعتقلا في يوليو (تموز) 2009 مع الأميركية سارة شورد على الحدود وأطلق سراح الأميركية في 2010 لأسباب صحية بعد أن دفعت 500 ألف دولار كفالة بينما حكم على الاثنين الآخرين الشهر الماضي بالسجن 8 أعوام. وفي واشنطن أعربت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية عن تشجعها بتصريحات أحمدي نجاد. وفيما يلي نصوص من المقابلة التي أجريت مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران أول من أمس وتنشرها «الشرق الأوسط».

* يتساءل الشعب الأميركي إذا ما كنت ستصدر عفوا عن الأميركيين اللذين دخلا إلى الأراضي الإيرانية خطأ قبل سفرك إلى نيويورك لحضور اجتماع الأمم المتحدة؟

- أنا أساعد في ترتيب إطلاق سراحهما خلال بضعة أيام ومن ثم سيتمكنان من العودة إلى الولايات المتحدة. وسوف يكون ذلك إشارة إنسانية أحادية الجانب.

* إذن فأنت تعمل على إطلاق سراحهما؟ وهل ستفرج عنهما في غضون الأيام القليلة المقبلة؟

- آمل ذلك، وآمل أن يحدث ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة. وقد قمنا بجهود هائلة لتأمين الإفراج عنهما. إنه عفو أحادي بالطبع نيابة عن الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

* ومتى ستعلن عن ذلك؟

- عندما يتم الإفراج عنهما سيتم الإعلان عن ذلك.

* ما مدى أهمية سوريا بالنسبة لإيران؟ وما هي وجهة نظرك بالنسبة للموقف في سوريا؟

- العلاقات السورية - الإيرانية بالغة الأهمية بالنسبة لنا، وعلاقتنا مع باقي دول أو جماعات العالم مهمة أيضا.

* تعتبر سوريا حليفا قويا لإيران، لا مجرد دولة فقط، وأنا أدرك أنك حاولت مساعدة الرئيس بشار الأسد. فهل تعتقد أن نظامه سيتمكن من النجاة من الأزمة التي يعيشها في الوقت الراهن؟

- بالنسبة لنا، فإن لبنان وسوريا وتركيا دول محورية. وكذلك أفغانستان وباكستان ودول الخليج العربي، لكن سوريا هي طليعة المواجهة.

* أنا أعلم أنك اتصلت في الآونة الأخيرة بالرئيس بشار الأسد تطالبه بتطبيق الإصلاح والاستماع إلى شعبه؟

- نعم، فقد أعلن أنه سيقدم بعض الإصلاحات، وأعتقد أن الجميع في العالم يحتاج إلى الإصلاحات سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر.

* القضية التي نتشاور بشأنها في الولايات المتحدة، هل الرئيس بشار الأسد سيتمكن من النجاة أم أنه سيذهب إلى غير رجعة؟ ما هو تقييمك؟

- لا، نعتقد أن علينا أن ننظر إلى الموقف على هذا النحو، فهذا قرار الشعب والحكومة السورية. وأعتقد أن من الأهمية بمكان بالنسبة للآخرين ألا يتدخلوا في الشأن الداخلي السوري، لا الغرب ولا أي قوى أخرى، سواء أكان الناتو أو أي تحالف عسكري آخر.

* لكن الشعب السوري يطالبه بالرحيل؟

- نعم، بعض الناس يعارضونه، وهم يجب أن يحترموا أيضا. لكننا سنتبين وجهات النظر الحقيقية للشعب السوري عند إجراء انتخابات حقيقية، وآمل أن يحدث ذلك في جو من التفاهم والصداقة.

* هل ترى ضرورة إجراء انتخابات في سوريا؟

- يجب إجراء انتخابات حرة في أي مكان، حتى في الولايات المتحدة.

* وردت تقارير إخبارية تقول إن إيران أرسلت مستشارين وقوات من فيلق القدس لمساعدة الرئيس الأسد؟

- نحن لدينا صلات وثيقة بسوريا، وهذه الصلات قديمة، ونحن نرتبط بصلات وثيقة أيضا بالشعب السوري وبكل أطيافه، وهذا هو حالنا في العراق ودول المنطقة ككل.

* كيف ترى العراق بعد الانسحاب الأميركي؟ هل تعتقد أن النفوذ الإيراني سيزداد بعد الانسحاب؟

- إذا ما انسحبت أميركا من أي مكان، سيتحسن الموقف دون شك، نحن لا نسعى إلى زيادة نفوذنا، فنحن لدينا علاقات صداقة خاصة بالعراق، لأن الشعبين ينتميان إلى ذات الثقافة، وهناك روابط صداقة قوية تربط أبناء الشعبين، ففي كل عام يسافر ملايين الإيرانيين إلى العراق والعكس. وهناك زيجات بين العائلات من كلتا الدولتين، وكثير من الإيرانيين ولدوا في العراق، والكثير من العراقيين ولدوا في إيران، هذا نوع من العلاقات الخاصة والمحورية والسلمية. والبرلمان العراقي والمجموعات السياسية ترتبط بعلاقات جيدة مع إيران، وأصدقاء لنا. والكثير من الرموز الدينية في إيران ينهون دراستهم في العراق، والكثير من شيوخ العراق يدرسون هنا، ولن يسعى أي من العراق أو إيران للتأثير على الآخر، وأنا لي علاقة محورية مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء العراقي.

* هل تقصد رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس جلال طالباني؟

- نعم كل رجال الدولة والشخصيات السياسية العراقية، وأعتقد أن حكومة الولايات المتحدة لا ينبغي أن تقلق بشأن فترة ما بعد الانسحاب من العراق.

* الكثير من الأفراد في الولايات المتحدة يشعرون أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش سلم العراق إلى إيران بغزوه له والإطاحة بصدام حسين. ويعتقد على نطاق عام أن النفوذ الإيراني تزايد عبر المنطقة خاصة في العراق، هل هذا افتراض صحيح؟

- هل تعتقدين أن الشعب الأميركي يكره جورج بوش من أجل ذلك؟

* كلا، لا أعتقد أنهم يكرهونه، إنه اعتقد أن هذا افتراض عام بأن صدام حسين كان له صلات عدائية بدولتك، وأن إسقاط نظامه وتولي حكومة شيعية السلطة جعلت العراق أكثر انفتاحا على النفوذ الإيراني. هل هذا تحليل صحيح؟

- هل تعتقدين أن الرئيس الأميركي أراد تنصيب حكومة شيعية في العراق؟

* لا.

- إذن فقد حدث ذلك على عكس كل نياته. هل هذه الحكومة منتخبة أم لا؟

* نعم.

- إنها حكومة منتخبة، إذن فعلاقات ورغبات الشعبين كانت تتناقض بشكل كامل مع رغبات وتطلعات الرئيس بوش. وهل يمكننا مرة أخرى التوصل إلى نفس النتيجة بأن الرئيس بوش قدم العراق لإيران؟ لقد عمل الرئيس بوش على تحقيق أهداف معينة ولم يكن قادرا على إنجازها، وقد تمكن شعب العراق من التغلب على رغبات ونيات بوش، وقد كنا بطبيعة الحال سعداء بسقوط صدام حسين.

* قلت إنك كنت سعيدا بسقوط صدام حسين؟

- نعم، بطبيعة الحال، ونحن سعداء لأنه كان عدوا لجميع البلدان في المنطقة، يطيع سياسات وتعليمات الولايات المتحدة، فهاجم إيران، وهاجم واحتل الكويت. وأعتقد أنه إذا كان بوش قد غادر العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، لكان الوضع أفضل بكثير اليوم، ولاعتبرنا ذلك سياسة إيجابية. ولكن بعد ذلك أعلن بوش أنه قرر البقاء في العراق، وهو ما غير كل شيء ومن تعليقاتنا على الغزو العسكري للعراق. فما من أحد في العراق كان يعتقد أن لديه أي نيات ودية.

* هل يمكننا الانتقال إلى موضوع آخر؛ البرنامج النووي، الناس في واشنطن يتساءلون لماذا تمتلك إيران الكثير من اليورانيوم المخصب وعدم وجود مفاعلات نووية عدا مفاعل بوشهر، الذي تلقت إيران ضمانات بإمداده بالوقود النووي من روسيا. وبالطبع المفاعل البحثي في طهران، الذي يتطلب كمية صغيرة جدا من اليورانيوم المخصب. بعض الخبراء في واشنطن يقولون إنه لا يوجد أي احتمال لاستخدام هذا اليورانيوم المخصب إلا في برنامج للأسلحة. ما هو ردكم على هؤلاء الناس؟

- إن حكومة إيران ليس لديها مشكلة مع الشعب الأميركي، لا يوجد سوى عدد محدود من القادة السياسيين (الذين يمثلون إشكالية)، ما زلت لا أفهم إذا كان ينبغي لنا أن نزيد اليورانيوم (المخصب) أو نحد منه. إذا كان لنا أن نفعل ذلك بكمية محدودة، يقولون سوف تستخدمونه لصنع قنبلة نووية، إذا أردنا زيادة جودة اليورانيوم المخصب، يقولون، لماذا يفعلون ذلك؟ مفاعل بوشهر يحتاج وحده إلى 30 طنا من اليورانيوم سنويا، نحن الآن عند مستوى ثلاثة أطنان من اليورانيوم المخصب، لذلك علينا أن نزيد «المنتج»، يجب علينا أن تنتج 30 ألف طن فقط لسنة واحدة. مفاعل طهران أيضا يحتاج اليورانيوم المخصب والوقود. نحن بحاجة إلى ما لا يقل عن خمسة مفاعلات أكثر مماثلة لطهران.

* هل تنوون بناء 5 مفاعلات أخرى؟

- نعم، نحن بحاجة إلى بناء 5 مفاعلات مماثلة في إيران، لأن هناك أكثر من 800.000 مريض يستخدمون تلك النظائر الطبية، لذلك نحن بحاجة إلى مثل هذه المفاعلات من أجل تلبية متطلباتنا، لهذا السبب نحن بحاجة إلى بناء 32 محطة أخرى لتوليد الطاقة النووية، 20000 ميغاواط من الكهرباء، وقد أطلقنا واحدا فقط منها، وهناك مشاريع أخرى قيد الدراسة.

* كما تعلمون، وإيران لم تقنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ردودها على أسئلتها بشأن عملية التسليح، كما جاء في تقرير سبتمبر (أيلول)، حيث تشعر وكالة الطاقة الذرية بالقلق من المعلومات الخاصة بقيام إيران بتطوير رؤوس نووية لصواريخ باليستية، ما هو ردكم على ذلك؟ - هذه ادعاءات دائما ما تصدر من الولايات المتحدة، وهذه هي المزاعم التي دائما ما تقدم إلى الوكالة، أي بلد عضو لديه الحق في الإعراب عن مثل هذه المزاعم ضد عضو آخر، وقد طرحت الوكالة نفسها 6 أسئلة أساسية وقدمنا لها الإجابات عليها وتلقينا الثناء على ذلك، لكن الإدارة الأميركية كان لها بعض المزاعم، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا ينبغي أن تتصرف بطريقة تجعل الجميع يعتقد أنه يمثل حكومة الولايات المتحدة، وينبغي أن تحافظ على استقلالها، وإلا فإنها بذلك قد تفقد مصداقيتها، سنواصل تعاوننا مع الوكالة في سياق القانون، وفي الكثير من الحالات قد نقدم أكثر مما التزمنا به.

* قلتم إن إيران ستبدأ في بناء مصنع تخصيب ناتانز وثالث مثل فوردو، هل بدأتم في بناء هذه المحطة؟

- ناتانز وفوردو ليستا أماكن لبناء محطات للطاقة النووية، بل هي أماكن إنتاج الوقود.

* قلت إنكم ستبنون منشأة تخصيب ثالثة هذا العام؟

- لا، أنا لم أقل ذلك. تخصيب اليورانيوم يتم في أماكن إنتاج الوقود، ومحطات توليد الطاقة تستخدم هذا الوقود لتوليد الطاقة وبالتالي فإن هذه الأمور منفصلة.

* يتم بناء منشأة تخصيب فوردو تحت الجبال، وأعتقد أن الهدف من ذلك ألا تتعرض لهجوم من قبل الأجانب. ويقول البعض إنكم ستقومون بإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، بنسبة تصل إلى 90 في المائة. هل هناك أي حقيقة في هذا أم أنك تريد فقط حماية مخزونكم الخاص من اليورانيوم المخصب ضد أي هجوم من قبل إسرائيل والولايات المتحدة؟

- مرافق مثل هذه يجب بناؤها لدينا في مكان آمن، لأسباب الأمن ولحماية الناس، قد أقيمت منشأة ناتانز أيضا تحت الأرض. وبالطبع يجب أن تكون المنشآت محمية ضد الغارات الجوية، لكننا لا نحتاج إلى يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 90 في المائة، فمنشآتنا النووية تراقب من جانب الوكالة، سواء في ناتانز وفوردو. ومفتشو الوكالة موجودون هناك ولديهم أيضا كاميراتهم المثبتة في المرافق، ولن يشكل ذلك فارقا في أن تكون هذه المنشآت تحت الأرض.

* تواصل إيران تخصيب اليورانيوم سواء بنسبة 3.5 في المائة أو 20 في المائة، فهل تفكرون في وقف تخصيب اليورانيوم في مقابل تجميد العقوبات؟ - بالنسبة لمحطات توليد الكهرباء، نحن بحاجة ليورانيوم مخصب بنسبة 3.5 في المائة، ونحن ننتج هذا الوقود. وبالنسبة لمفاعل طهران، فنحن بحاجة إلى يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المائة، ونحن ننتج ذلك أيضا. في البداية لم يكن لدينا رغبة في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، لكن الغرب امتنع عن تزويدنا باليورانيوم، لذلك اضطررنا إلى بدء إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة.

* علمت أنك كنت مؤيدا للصفقة التي تم التوصل إليها مع الولايات المتحدة في عام 2009، والتي تنص على بيع الولايات المتحدة لإيران يورانيوم مخصبا بنسبة 20 في المائة عالي التخصيب في مقابل تخلي إيران عن اليورانيوم المنخفض التخصيب المصدر، ولكنك تعرضت لهجوم من قبل المنتقدين هنا وكذلك الاعتداء ولم يتوصل الأفراد إلى توافق في الآراء ومن ثم انهار الاتفاق؟

- الشعب الإيراني لديه مطلق الحرية في التعبير عن آرائه، فالكثيرون ينتقدون السياسات الحكومية بصورة يومية، لكن هذا لا يعني أن الحكومة لن تتخلى عن سياساتها، وقد شعرنا أن ذلك الاتفاق لن يمنحنا الوقود اللازم لمفاعلنا. من ناحية أخرى كان هناك بعض القادة السياسيين الذين أجروا مقابلات في الولايات المتحدة وأوروبا والذين قالوا إنهم يريدون منع إيران من الحصول على مثل هذا الوقود. لذا أدركنا أنها لن تعطينا الوقود ومن ثم كان علينا أن نفعل ذلك بأنفسنا. وإذا قدم لنا الآن اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، فلن نستمر في إنتاج هذا الوقود.

* حتى لو باعت لكم الولايات المتحدة لكم اليورانيوم المخصب، هل ستوقفون تخصيب اليورانيوم بأنفسكم؟ - نعم، نحن لا نريد إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة. لكن لأنهم لم يقدموا لنا اليورانيوم المخصب، كان علينا أن نقوم باستثماراتنا الخاصة بنا، إذا ما قدموا لنا اليورانيوم اليوم فسوف نتوقف عن الإنتاج.

* توصلت إلى اتفاق في جنيف عام 2009، وعندما عدت إلى هنا انهار الاتفاق، ومن هنا يرى السياسيون في واشنطن استحالة عقد صفقة محتملة؟

- إذا كانت ستزودنا باليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، فسوف نتوقف عن الإنتاج، تلك المفاوضات جرت في فيينا، وكان من الواضح أنهم يعرفون كل شيء، وأكرر أنكم إذا زودتمونا باليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة الآن فسوف نتوقف عن الإنتاج، لأن هذه المفاعلات لا تستخدم سوى اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة.

* هل يمكن التوصل إلى اتفاق هنا؟ فهم يدركون في واشنطن أن هناك الكثير من الخلاف بين القيادة هنا وأنه لا يمكن التوصل إلى توافق في الآراء؟ - من قالوا ذلك هم من السياسيين وهؤلاء ليسوا خبراء، لأن اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة لا يختلف كثيرا عن اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المائة. الجزء المهم هنا يتعلق بتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم هو أنك إذا قمت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5 في المائة، يمكنك بالتالي الانتقال إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، هذا لا يعني أن اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة أقرب إلى اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المائة، ليس هناك فرق بين اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 و90 في المائة، ومنشآتنا تخضع في الوقت الراهن لمراقبة كاميرات وكالة الطاقة ويتم التحكم في كل غرام من هذه المواد.

* أنا أعلم أن اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة يشبه إلى حد بعيد اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المائة أكثر من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة وهذا هو السبب في قلق الخبراء في الولايات المتحدة. - نحن نتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكنها ليست وكالة مستقلة.

* هل عرضت مؤخرا الإشراف الكامل على البرنامج النووي الخاص لمدة 5 سنوات في مقابل رفع العقوبات تشمل التوقيع على بروتوكول إضافي؟

- نحن لا نهتم بالعقوبات، علينا أن نتعاون لأننا نعتقد بأحقية جميع الدول في الحصول على الطاقة النووية السلمية، ويأتي تعاوننا بهدف الدفاع عن حقوق الأمة، وإلا فإن هذه العقوبات ستتحول إلى طاقة إيجابية في بلدنا. وأولئك الذين فرضوا عقوبات علينا يواجهون في الوقت الراهن الركود الاقتصادي وقد حرموا أنفسهم من مواردنا، ففي زمن التجارة الحرة، لا تعني العقوبات شيئا. حقيقة الأمر، لقد خلقوا مشاكل لأنفسهم لأن لدينا اقتصادا كبيرا، وقد استفادت البلدان التي أنشأت التعاون الاقتصادي مع إيران من هذه العلاقة، ولكن أولئك الذين لم يتعاونوا مع إيران عانوا من خسائر.

* لا أحد في الولايات المتحدة والغرب يعتقد أنكم تنتجون اليورانيوم المخصب بكميات كبيرة من دون وجود منشأة لإنتاج قضبان الوقود من دون وجود برنامج للأسلحة، ولا أحد يعتقد أنه مخصص لتوليد الطاقة السلمية. - قلت: لدينا بالفعل 3 أطنان لكننا نحتاج لتشغيل محطة بوشهر 30 طنا، إذا كنا نريد أن يكون لنا سلاح نووي، فإننا لا نخشى أحدا، ونحن سوف نعلن ذلك، لماذا ينبغي علينا أن نخاف الآخرين؟ عندما نقول إننا لسنا بصدد بناء أسلحة نووية، فإننا نعني ذلك، لأننا نعتبر ذلك أمرا شريرا، ونحن لسنا في حاجة إلى مثل هذه الأشياء.

* أنتم تقومون ببناء منشأة لتخصيب اليورانيوم هنا.

- محطات القوى هي لتوليد الكهرباء وليست لإنتاج القنابل النووية.

* آراك ليست محطة لتوليد الكهرباء، أليس كذلك؟

- الصواريخ تستخدم لإطلاق الأقمار الصناعية.

* ويمكنها أيضا أن تستخدم لإطلاق الرؤوس الحربية النووية؟

- دعيني أضرب لك مثالا، نحن نستخدم السكين في تقطيع الطعام، ويمكن أن نستخدمها في القتل أيضا، فهل معنى ذلك أننا لا ينبغي أن نصنع أو أن نشتري السكاكين. هل يمكنك أن تتحدثي لي عن الصداقة بين البلدين؟ هل يمكنك أن تحددي لي الفترة التي حدثت فيها الصداقة بين البلدين؟ لا توجد، فالولايات المتحدة دعمت الأنظمة الديكتاتورية لفترة طويلة، فدعموا الشاه ضد الدولة الإيرانية، وفي أعقاب انهيار النظام السابق واصلوا العمل ضد إيران، فقد كانوا دائما ضدنا.

* هل تعتقدون إمكانية تعاون إيران مع الولايات في الوقوف ضد طالبان والعمل معا في أفغانستان؟ وهل تعتقدون أن هناك مساحة من التفاهم يمكن أن تجمع بيننا وبينكم؟

- نعم يمكننا التعاون في الكثير من المجالات، ويمكننا التعاون في استقرار وأمن أفغانستان. ويمكننا التعاون في الحرب على المخدرات والقتال ضد الإرهاب. وهناك الكثير من المجالات التي يمكننا التعاون فيها لكن الولايات المتحدة لا تزال تواصل سياساتها القديمة ضدنا.

* لماذا تصر دائما على الإدلاء بتصريحات استفزازية تجاه إسرائيل إذا كنت راغبا في التعاون مع الغرب؟

- إذا أدان شخص ما العدوان والاحتلال فهل يكون بذلك سيئا؟ النظام الصهيوني دائما ما يقوم بمثل هذه الأشياء، فهم يدمرون منازل الفلسطينيين ويحيلونها أنقاضا، وشنوا حروبا ضد دول جوارهم ويواصلون اغتيال وإرهاب النساء. ويواصلون سياسة الإكراه ضد الشعوب الأخرى، بما في ذلك إيران. وأعتقد أنه لا بد من الإجابة عن سؤال مهم، لماذا تدعم كل الإدارات الأميركية النظام الصهيوني؟ إن الولايات المتحدة تبعد 10.000 كيلومتر عن فلسطين، والدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط تعادي إسرائيل، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب يدعمون النظام الصهيوني لماذا؟ ما هي العلاقة بين الدولتين؟ إن عدد سكان الولايات المتحدة 300 مليون شخص، وكل سكان الولايات المتحدة على استعداد للتضحية بمصالحهم فداء لبضع مئات من الصهاينة، تلك الجماعة المروعة التي يرهبها الجميع، والتي كانت السبب وراء الحرب العالمية الأولى والثانية، وحيثما كان هناك صراع تجد هذه المجموعة من الصهاينة تقف وراءه. تلك المجموعة هي المسؤولة عن الصورة السيئة التي رسمها العالم للولايات المتحدة. هل الـ300 مليون مواطن في الولايات المتحدة صهاينة؟ هل أجري استفتاء في الولايات المتحدة يسأل عما إذا كان المواطن الأميركي يرغب في استخدام موارده وضرائبه لخدمة عدد من القتلة، نحن نقف ضد القتل والمذابح، ونحن ضد الاحتلال.

* ما هو شعورك إزاء النقاش القادم في الأمم المتحدة حول الاعتراف بدولة فلسطين؟ هل تؤيد إنشاء دولة فلسطينية؟

- أتمنى أن يحدث ذلك في القريب العاجل، وأن يكون ذلك نقطة البداية، ينبغي أن يكون ذلك بداية لتحرير كامل الأراضي الفلسطينية. الدولة الفلسطينية كانت قائمة قبل أن يصل الضيوف غير المرغوب فيهم إلى فلسطين محملين بالأسلحة.

* نقل عنك أنك وصفت الربيع العربي بالصحوة الإسلامية، هل تعتقد أن هذه الخطوة نحو الإصلاح الديمقراطي ستصل إلى إيران؟

- هل تعتقدين أن هذا هو الربيع العربي؟ من الذي يستخدم هذا المصطلح؟

* هذا ما يطلقونه عليه في الإعلام.

- إن الشعوب التي تعيش ما تسمونه الربيع العربي تعاني من ظروف مؤلمة للغاية، ولا ينبغي للأفراد أن يتسامحوا مع الأخطاء التي ارتكبها قادتهم، فحكام دولهم أهدروا مواردهم والآن تواجه اقتصادياتهم المشكلات.

* هناك شائعات بأن هناك معارك داخلية في إيران، وعن تعرض بعض مساعديك لإطلاق نار واعتقال آخر. وأن هناك بعض الأفراد الذين لا يحبون مساعدك الشخصي اسفنديار رحيم مشائي. ما هي علاقتك بالقوى الأخرى التي تحكم إيران؟

- لا يمكنني توقع أن يحب الجميع كل مساعدي، هذا ليس ممكنا، الناس أحرار في حب شخص أو كراهيته. هناك منافسات سياسية في جميع البلدان ويمكنك أن ترى ذلك واضحا في جميع الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

* نقلت تقارير اختلافك أنت والمرشد الأعلى على إقالة وزير الاستخبارات في أبريل (نيسان) الماضي، كان هذا حدثا بارزا؟

- هل يمكن أن تجدين اثنين يريان العالم بنفس الرؤية؟ هل تستطيعين رؤية ذلك في أوروبا؟

* متى سيتم رفع الإقامة الجبرية عن زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي؟

- لا أعلم شيئا عن ذلك، هناك نظام قضائي، والقضاء مستقل عن الحكومة، نحن لا نعين القضاة في المحاكم، هناك قانون والجميع متساوون أمام القانون. وأنا لا أسعى لمعرفة مثل هذه الأخبار، أعتقد أن هناك الكثير من الأمور التي تتطلب الانشغال بها عوضا عن ذلك.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,031,439

عدد الزوار: 6,931,436

المتواجدون الآن: 81