صحافة اسرائيلية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 أيلول 2011 - 7:20 ص    عدد الزيارات 844    التعليقات 0

        

صحافة اسرائيلية

 


أخطاء أيزنبرغ!

وقع قائد الحبهة الداخلية اللواء آيال آيزنبرغ في خطأين: الخطأ الأول حين أعطى إنطباعا غير صحيح وكأن الجيش الإسرائيلي يقدر أن هناك إحتمال لإندلاع حرب شاملة. الحقيقة هي أن تقدير الأوضاع في الجيش الإسرائيلي يقول أنه في المستقبل البعيد، أي بعد بضع سنوات قد تضطر دولة إسرائيل لمواجهة حرب على أكثر من جبهة. وإذا كان الجيش الإسرائيلي قد واجه منذ 1973 خلال حرب يوم الغفران، حربا في كل مرة على جبهة واحدة، فإن التقديرات تشير إلى أن الإضطرابات في العالم العربي من شأنها أن تؤدي إلى حالة تطرف إسلامي في عدد من الدول في المنطقة، والنتيجة قد تكون خلق وضع حرب في أكثر من جبهة واحدة، ومثلا حرب في غزة ولبنان أو في لبنان وسيناء.
تقدير الأوضاع في الجيش الإسرائيلي يقول صراحة أن هذا الوضع لن يحدث على المدى الفوري أو القصير، ولكنه قد يحصل في المستقبل، وأنه ينبغي أن نضع في الإعتبار أن هناك وقت للإستعداد لهذه الإحتمالات. وحين يقول آيزنبرغ أن هناك إحتمال لحرب شاملة، فإنه كان يعرب عن رأيه الشخصي فقط، وقام بذلك أيضا بشكل غامض، لأن مصطلح حرب شاملة يكوّن إنطباعا قويا، ولكن مغزاه العملي غير واضح تماما. وقد صدق اللواء حين قال أنه في الحرب القادمة قد نواجه تهديدا غير تقليدي، وكان يقصد إحتمال أن تقوم إيران بالتسلح بسلاح نووي، أو السلاح الكيميائي والبيولوجي الذي تمتلكه سوريا، وكذلك دول أخرى في المنطقة.
ولكن، إيران لم تمتلك بعد السلاح النووي ويبدو أنها لن تمتلكه في العامين أو الأعوام الثلاثة القادمة. أما سوريا، ووفق ما تشير التقديرات في شعبة الإستخبارات العسكرية في الجيش، فإنها في وضع لا تمتلك فيه مصلحة حاليا أو نوايا في إستخدام هذا السلاح في المستقبل القريب ضد إسرائيل. وفي حال سيطرت عناصر إسلامية متطرفة على سوريا، فإن هذا الخطر سيكون ممكنا، ولكن هذا السيناريو ليس من ضمن السيناريوهات التي يستعد لها الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب.
وهكذا فإن اللواء آيزنبرغ أطلق كلمات تعبر عن رأيه الشخصي، وهو أمر شرعي، ربما لأنه تحدث أمام مؤتمر أكاديمي حول حماية الجبهة الداخلية، وبطبيعة الأمور كان ينظر بعيدا إلى الأمام في الوقت والمكان، وهنا جاء الخطأ الثاني، وهو خطأ أخطر من الأول. فهو لم يفهم أي معنى قد يتلقاه من يسمعون حديثه حين يقول ذلك بشكل علني وفي مؤتمر له أهمية ومفتوح أمام وسائل الإعلام.
وكقائد للجبهة الداخلية، يتعين على اللواء آيزنبرغ أن يكون حساساً أكثر من الآخرين أمام أصداء وسائل الإعلام التي تثيرها كلماته، فإذا قال جملة غير صحيحة في وقت سيء، فإن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى نتائج مدمرة أكثر من الصواريخ التي يتحدث عنها. ومثلا، ليس فقط المبالغة في التقديرات بأن هناك خطر ينذر بإندلاع حرب شاملة، ولكن أيضا قوله أنه في الحرب القادمة سوف تكون الجبهة الداخلية هي الجبهة الأساسية، وفي هذه الجبهة لا توجد قدرات على المواجهة - فقط مقاتلات سلاح الجو ستعمل هناك. هذا القول غير صحيح عمليا، ويخلق إنطباعا غير صحيح، وكأن الجبهة الداخلية المدنية مكشوفة ولا يوجد بينها وبين صواريخ نصر الله وصواريخ حماس سوى الجو والملاجئ المحصنة.
والأكثر من ذلك، المميزات المعروفة للواء آيزنبرغ كمقاتل يسعى لإبعاد الضرر عن نفسه، سواء بمطالبة المواطنين الإستعداد لمواجهة محتملة، أو سواء كجزء من الصراع الإستراتيجي الذي يديره من أجل موازنة خاصة للجبهة الداخلية المدنية. ورغم ذلك، الفارق بين جندي عادي، وبين لواء ينبغي أن ينعكس على التصريحات العنلية التي يستخدمها.
شأن لعلماء النفس
من الواضح تماما أن نوايا آيزنبرغ كانت حسنة وصحيحة في أساسها، فقد أراد أن يحذر المواطن الإسرائيلي من الغرور ومن الإعتماد المبالغ فيه على العلاج السحري بأنواعه، مثل منظومة "القبة الحديدية" أو منظومة "العصا السحرية"، ولكنه أخطأ لأنه أضر بشدة بنفس الدواء المحصن الذي أراد أن يستخدمه للعلاج.
اللواء آيزنبرغ هو رجل الإتصال مع المواطنين المدنيين من قبل المؤسسة العسكرية في أيام الحرب وحالات الطوارئ، وينبغي أن يعرف أن وسائل إعلامنا هيستيرية، وينبغي أن يعرف أيضا أن الشعب يحب أن يُخيفوه. لماذا؟ غير واضح، إنه أمر يخص علماء النفس، ولكنها الحقيقة. إننا تقريبا مغرمون بالخوف الوجودي الذي نحيا به، ووسائل الإعلام تعرف كيف تزود المواطنين بالإغراءات المطلوبة لذلك..ليس بالمجان، ففي كل صفحة رئيسية تظهر كلمة بخط كبير.. هي كلمة (خوف) بصورها المختلفة. هذا بخلاف الحديث عن نشرات الأخبار في التلفزيون، والتي تلعب فيها جذوز (خ.و.ف) دور البطولة.
ليس في الأمر إكتشاف جديد، فالميل لرؤية ظلال الجبال كالجبال أمر شائع عندنا منذ زمن، ولكن قائد الجبهة المدنية في حاجة لأن يعلم لماذا هذا الامر، وكذلك حقيقة أن كلماته تحمل تأثير كبير هى نفس الدواء الشعبي الذي يريد ان يستخدمه لمعالجة الشعب في أيام الحرب وأيام السلام.
رون بن يشاي
(يديعوت أحرونوت 6/9/2011)
ترجمة: عباس إسماعيل



ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,789,885

عدد الزوار: 6,915,107

المتواجدون الآن: 102