الطائرات إلى تركيا شبه فارغة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 كانون الثاني 2009 - 11:15 ص    عدد الزيارات 1225    التعليقات 0

        

متعة كبيرة منحني اياها النبأ الذي نشر في الصحيفة التركية  المهمة "حرييت" عن الخسائر المتوقعة لفرع السياحة في تركيا عقب الرد الحاد التشهيري لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على حملة "رصاص مصهور". الشماتة لا تندرج ضمن قائمة المقاييس الطيبة للسلامة السياسية، ولكن كمن لم يقسم الولاء لميثاق السلامة السياسية، من حقي أن اقرأ برضى الخبر الذي يقلق بالتأكيد فندقي تركي. حسب التقرير في "حرييت"، في اقليم مرمريس وحده ستخسر الفنادق 1.3 مليون دولار تقريبا في الصيف القريب.
اردوغان، كما أسلفنا، دعا الى طرد اسرائيل من الامم المتحدة، اتهمها بالجرائم ضد الانسانية، وبالاساس - وقف الى جانب "حماس" في اثناء الحملة. المعنى: دولة موقعة على حلف امني مع اسرائيل وقفت علنا الى جانب احد اعدائها. وكسبيل الديبلوماسية، التي ترمي فقط الى "تلطيف" الاحتكاكات، لا ريب أن وزارة الخارجية الاسرائيلية لن تتخذ خطوات رد ولن تندد برئيس الوزراء التركي، بحيث انه رغم ان كل خطوات اردوغان تشكل جملة من نكران الجميل، فان اسرائيل لن ترد.
وفي المقابل، اسرائيل لن تكف عن مداهنة تركيا ببادرات طيبة عديدة ومختلفة. وهاكم بعض منها: عقب ضغوط تركيا قررت اسرائيل عدم الاعتراف بقتل الشعب الارمني على ايدي الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى. كما أن وزيرة الخارجية ليفني ضغطت كي لا يتخذ في الكنيست قراراً تصريحياً يعترف بقتل الشعب الارمني. اسألوا النائب حاييم اورون. فضلا عن ذلك، استخدمت اسرائيل اللوبي في الولايات المتحدة كي يمتنع المجلسان التشريعيان في واشنطن عن اتخاذ قرار يعترف بقتل الشعب الذي نفذ بحق الارمن. سياسيون اتراك زاروا واشنطن حضوا متفرغين سياسيين يهود كي يعمل هؤلاء على منع المصادقة على القرار الذي يعترف بقتل الشعب. وفي المناسبة، احد المؤيدين لتبني القرار الذي يعترف بقتل الشعب كان السناتور (في حينه) باراك اوباما.
وفضلا عن ذلك، رئيس الوزراء ايهود اولمرت رفع مستوى مكانة تركيا في المنطقة وفي العالم بأسره، اذ اودع في ايديها الوساطة بين اسرائيل وسوريا. وهكذا فان اردوغان الذي لا يتردد في قصف تجمعات الاكراد المتمردين يتخذ صورة من يساعد في "صنع السلام". كما أنه من غير المستبعد ان تكون اسرائيل وعدت بمساعدة تركيا في مساعيها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. اما الرد، كما أسلفنا فلم يتأخر بالوصول – وقوف تركيا الى جانب "حماس”.
التخوف، إذن لدى مسؤولي فرع السياحة في تركيا من أن يدير العديد من الاسرائيليين ظهورهم لـ "الصفقات" الزهيدة في فنادق انطاليا، ليس عديم الاساس: فحكومة اسرائيل لن تدعو مواطنيها الى اتخاذ خطوات رد على تشهيرات اردوغان. واذا كان هذه هي الحال، فان الاسرائيليين وحدهم، كأفراد، ممن يشعرون بان اردوغان تجاوز الحدود – حدود الانتقاد المشروع – يمكنهم ان يتصرفوا حسب احساس العزة بأنهم "اسرائيليون". فهل حقا سينشأ "تمرد مستهلكين" اسرائيلي على فرع السياحة التركي؟ من الصعب التقدير. ولكن ليس صعبا التقدير بان الاسرائيلي الذي يزور تركيا يخاطر بجسده في ضوء تحريض رئيس الوزراء التركي. حاليا ستواصل الطائرات في الخطوط من  تركيا واليها الطيران شبه فارغة. "الصفقات الى رودوس" كما يخيل لي، ليست اقل جدوى.


يعقوب احيمئير     
(صحيفة "اسرائيل اليوم" ترجمة "المصدر" - رام الله )

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,590,714

عدد الزوار: 6,902,876

المتواجدون الآن: 117