السـفير الإسـرائيلي فـي واشـنطن يكتـب عـن دروس «حـرب لبنـان الثانيـة»

تاريخ الإضافة الخميس 18 آب 2011 - 5:34 ص    عدد الزيارات 827    التعليقات 0

        

 
جنان جمعاوي
نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، مقالا للسفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل أورن، بعنوان «دروس حرب لبنان الثانية»، ويقدم فيها رؤيته لدور «حزب الله» ربطا بما يجري على الصعيد العربي وعشية استحقاق إعلان الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل. وفي ما يلي النص الكامل لمقال مايكل أورن الذي نشر باللغة الانكليزية يوم الجمعة الماضي:
«لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لدولة فلسطينية مستقبلية ان تصبح معقلا إرهابيا، فيما أصبح لبنان تحت هيمنة «حزب الله».
جنوبي نهر الليطاني في لبنان، دمرت العديد من القرى. البعض الآخر فرغ من سكانه الذين فروا شمالا نحو بيروت. على المقلب الآخر من الحدود، خرج المدنيون الإسرائيليون من ملاجئهم ليجدوا مساكنهم وقد دمرت بفعل الآلاف من صواريخ الـ«كاتيوشا». الغابات المحيطة أحرقت. انتشر الجنود الإسرائيليون في الجنوب اللبناني بغية توجيه ضربة قاضية لـ«حزب الله»، ولكنهم لم يفعلوا. في هذا الوقت، عند الساعة الثامنة صباحا في 14 آب 2006، قبل خمس سنوات، صمتت بنادق حرب لبنان الثانية.
جذور هذا النزاع تعود إلى مستويات أعمق. ففي رد على هجمات المجموعات الفلسطينية المتمركزة في لبنان، اجتاحت إسرائيل البلاد في 1982. كانت تريد تخليص البلاد من الإرهاب والاحتلال السوري، ودعم انبثاق حكومة ديموقراطية موالية للغرب وملتزمة بالسلام.
كادت هذه الأهداف، التي باتت حلما بعيد المنال في لبنان اليوم، أن تتحقق. لكن المجزرة التي ارتكبها رجال الميليشيا المسيحيون في بيروت بحق الفلسطينيين أدت إلى ضغوط دولية على إسرائيل بهدف سحب قواتها من لبنان. بقيت هذه القوات كحزام دفاعي على طول الحدود طوال السنوات الـ18 اللاحقة، قبل أن تنسحب كليا. في 25 أيار 2000، انتهت الحرب اللبنانية الأولى، كما تسمى حاليا.
سدّ «حزب الله» الفراغ في لبنان. وجود الجنود الإسرائيليين في لبنان لم يخلق «حزب الله»، تماما كما لم يخلق وجود الجنود الأميركيين في السعودية تنظيم «القاعدة». بل انبــثق «حزب الله» جراء الغضب الكامن لدى المجتــمع الشــيعي المقمــوع منذ زمن، وجراء دعم إيران السخي.
بعد عام واحد من بدء حرب لبنان الأولى في 1983، قتل إرهابيو «حزب الله» 241 جنديا أميركيا في بيروت. لاحقا، وجّه «حزب الله» أسلحته الى السنة والمسيحيين والدروز، ومع سوريا هزموا البلاد. ثم اغتيل رئيس الوزراء رفيق الحريري، وهو سني قاوم سيطرة «حزب الله»، في شباط 2005.
في تموز 2006، نصب «حزب الله» كمينا لدورية إسرائيلية على الحدود، وقتل 10 جنــود. تم الاستــيلاء على جثتي اثنين من هؤلاء للمطالبة بفدية. أمرت حكــومة رئيس الوزراء آنذاك ايهــود اولمرت على الفور بضربة مضــادة ضد معـاقل «حزب الله» في الجــنوب ومقاره في بيروت. أما «حــزب الله» فاتخذ من المدنيــين اللبنانييــن دروعا وأطلق آلاف الصواريخ على المدنيــين الإسرائيلــيين، وقــتل 43 منهم. واستـعر القــتال لأكــثر من شهر قبل أن يفــرض مجلس الأمن وقـفا لإطلاق النار.
النتائج الأولية لحرب لبنان الثانية كانت مضللة. كثر في العالم العربي هللوا لزعيم «حزب الله» حسن نصر الله لإعلانه أن الحزب مزّق «بيت العنكبوت» لدى القوة الإسرائيلية. إلا أن قرار مجلس الأمن الرقم 1701 أقر إرسال قوة دولية لمنع «حزب الله» من إعادة التسلّح وإعادة انتشاره جنوبي نهر الليطاني، على بعد نحو 4 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية. أما الإسرائيليون، المفجوعون لخسارة الأرواح ولافتقارهم الظاهري للنصر، فانخرطوا في تحقيق نزيه(...).
في هذه الأثناء، أثبت جنود حفظ السلام التابعون للامم المتحدة أنهم عاجزون وغير راغبين في تنفيذ تفويضهم. لدى «حزب الله» اليوم نحو 50 ألف صاروخ، أي أربع مرات اكثر مما كان لديه في 2006. وتم تحويل القرى جنوبي الليطاني الى كتائب تابعة لحصون «حزب الله».
من جهتها، عالجت إسرائيل العيوب العسكرية التي كشفتها الحرب. قمنا بتعزيز دفاعاتنا على الجبهة وقمنا بتدريبات في سائر أنحاء إسرائيل. والأهم هو أن إسرائيل طوّرت نظاما فائق التطور مضادا للصواريخ الباليستية، وقد نجح مؤخرا في اعتراض ثمانية صواريخ أطلقتها «حماس» من غزة.
لكن ليس هناك أي إجراءات بإمكانها أن تجعل من إسرائيل عصية على أي هجوم، وخاصة من قبل منظمة مكرّسة لتدميرنا وتملك ترسانة صواريخ اكبر من ترسانة غالبية الدول المتقدمة. والحصانة التي تجاهل فيها نصر الله اتهامات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الموجهة إلى أربعة من عناصره الكبار في اغتيال الحريري تجسّد هيمنة «حزب الله» الكاملة على لبنان. كما انها تجسّد الخطر الذي يمثله «حزب الله» على الشعوب المسالمة في سائر أنحاء المنطقة.
الحقيقة المؤسفة هي ان لبنان لم يعد دولة مستقلة تميل للغرب، بل صار معقلا إرهابيا تزوّده سوريا ويتبع لإيران.
إسرائيل لا تريد حربا لبنانية ثالثة. ولكن، علينا ألا ننسى دروس النزاعات السابقة.
وفيما نلتزم بحل الدولتين مع الفلسطينيين، لا يمكننا أن نعتمد على القوات الدولية لحماية حدودنا مع دولة فلسطينية مستقبلية. وحدها القوات الإسرائيلية بإمكانها أن تمنع هذه الدولة من أن تصبح لبنان ثانيا. وعليه، لا يمكننا ان نتحمل أن نرضى ونفترض أن «حزب الله»، وإن تم ردعه، سيبقى هكذا وانه لن يتصرف بتهوّر بناء على أوامر من دمشق او طهران.
أخيرا والأهم، قد تقدّم الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط فرصة لتحرير الشعب اللبناني. النظام السوري قد ينهار، ومعه النفوذ الإيراني. وعليه، يجب الا نفوّت هذه الفرصة.

 

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,363,958

عدد الزوار: 6,888,784

المتواجدون الآن: 90