نقطة الضعف الأساسية في الردع الإسرائيلي

تاريخ الإضافة السبت 17 كانون الثاني 2009 - 1:03 م    عدد الزيارات 1369    التعليقات 0

        

أودي ليبل

إن لم يكن الأمر يتعلق بمناورة تضليلية على شاكلة ما حصل عشية شن العملية الجوية، فإن دراسة إنهاء العملية أو تأجيلها في ظل الإمتناع عن الإنتقال إلى مرحلة الهجوم البري، تشير، وليس للمرة الأولى، إلى نقطة الضعف الأساسية للردع الإسرائيلي: الخشية من الخسائر.
هذه خشية مفهومة. لا يمكن عدم إظهار كل التضامن مع هذا الأمر، بل وتوقع أن يفعل القادة ما بوسعهم من أجل الحؤول دون وقوعها أو الى تقليصها. لكن بالنسبة للعالم العربي يتعلق الأمر بالخاصرة الرخوة للمجتمع الإسرائيلي. منذ النشاط المشروع لحركة الأمهات الأربع، اللاتي واصلن ما بدأه زعماء "السلام الآن" و"عائلة بوفور" في تعداد قتلى حرب لبنان الأولى تحت نافذة مناحيم بيغين، أكثر نصر الله من القول، بقدر لا بأس به من الصحة، إن المجتمع الإسرائيلي أجوف وينقصه الإستعداد للتضحية بما يتطلبه الأمر من أجل الدفاع عن نفسه وأنه ينكسر بسهولة.
ليس عبثاً سارعت المنار، المحطة التابعة لحزب الله، بنشر كل خبر يتعلق بموجة تمرد وسط الجنود، أو احتجاج وسط أهاليهم، أكثر من مسارعتها لتغطية تسليح الجيش الإسرائيلي أو قرارات المجلس الوزاري المصغر. التظاهرات في ساحة رابين بتل أبيب تهم المنظمات الإرهابية بقدر لا يقل عن أهميتها لنا، وعلى ما يبدو، هي تعنيها أكثر من القرارات التي تتخذ على بعد 200 متر من هناك، أي في مقر وزارة الدفاع.
وكما ثبت في الماضي، ليس القتلى المدنيون الذين يسقطون في الداخل وإنما أولئك الذين يسقطون على الجبهة هم المعيار الذي يمنح عمليات الجيش الشرعية الشعبية. ذلك أن الفهم الذي يرى أن وظيفة الجيش هي المحاربة والتضحية بالحياة من أجل الهدف الأعلى: تأمين الأمن للمدنيين، ليس موجودا في المجتمع الإسرائيلي منذ أربعة عقود.
وبقدر تفهم هذه الظاهرة على المستوى الشخصي، فإنها إشكالية على المستوى الوطني. هي تستحق الثناء من الزاوية العائلية، لكنها قد تكون مدمرة من زاوية الردع، لأنها، في نهاية المطاف، يمكن أن تزيد انكشاف المدنيين للتهديدات التي تعرض حياتهم للخطر بوصفها تهديدات مطلوبة أو ممكنة أو ضرورية، من دون تصنيفها كخط أحمر لا يمكن لدولة ذات سيادة أن توافق عليها. كما أنها يمكن أن تعرض للخطر المزيد من المدنيين والجنود الذين سيضطرون في نهاية الأمر، وكما حصل في الماضي، إلى الدخول برياً إلى مناطق مصدر التهديد ليجدوا هناك عدواً محصناً ومستعداً وأكثر جاهزية.
كم هو أمر جيد أن قيمة حياة الجندي جوهرية إلى هذا الحد في وسطنا. عبر ذلك نحن نميز أنفسنا عن محيطنا. لكن مع ذلك، ينبغي العودة إلى أيام العمليات القاتلة، عشية الإستفاقة من وهم الإعتماد على عرفات، وكذلك إلى تقرير فينوغراد من أجل أن نتذكر: إن الإرتداع الدائم عن تعريض الجنود للخطر في العمليات البرية هو من النقاط الرئيسية في ضعف الردع الإسرائيلي.
يكفي أن ننظر إلى التعليقات حول الموضوع في مواقع الإنترنت التابعة للمنظمات الإرهابية التي تتابع بحرص السيكولوجيا الإسرائيلية. كما يجب أن نذكر أن النزعة لإحصاء الجنود القتلى تعني، في نهاية المطاف: اتساع المقابر المدنية.

("يديعوت أحرونوت" ـ 12/1/2009)

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,100,469

عدد الزوار: 6,934,753

المتواجدون الآن: 84