صحافة أجنبية

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 حزيران 2011 - 6:21 ص    عدد الزيارات 822    التعليقات 0

        

صحافة أجنبية
*دور أميركا في قيادة النظام العالمي يتضاءل

جيفري ساكس

الفايننشال تايمز

 

أثيرت نقاشات طويلة حول مؤهلات وجنسية المدير العام القادم لصندوق النقد الدولي· ولكن تلك النقاشات تتسم بأنها طموحات منقوصة·

إذ لا بد للقادم الجديد الذي سيتولى المنصب أن تتوفر لديه أهلية المهندس الاقتصادي الأصيل القادر على تصميم إطار مالي دولي حديث·

والحقيقة المؤكدة في الوقت الراهن تتمثل في أن النظام العالمي، الذي قادته الولايات المتحدة، وتمخض عنه إنشاء صندوق النقد العالمي، انتهى·

ولا شك في أن المشكلات الكأداء التي تواجهها كل من اليونان وإيرلندا والبرتغال تجسد حالة خطرة، إلا أن أوروبا قادرة على علاج تلك المشكلات بنفسها· وينبغي على المدير العام الجديد لصندوق النقد العالمي أن يجد حلولاً للتحديات العالمية بعيدة الأجل والأكثر تعقيداً

· لقد انتظر العالم، بعد انتهاء الحرب الباردة، أن تتمخض عن الأوضاع الجديدة زعامة عالمية أكثر بأساً وقوة· ولكن المؤسف أنه بدلا من ذلك فإن مرحلة ما بعد تلك الحرب الباردة اتسمت ببروز أوضاع مالية غير مستقرة واستشراء التهرب الضريبي والفساد والتعطل المثير للسخرية الذي أصاب مؤسسة صنع القرار في الولايات المتحدة، حيث يمضي ساسة 90 بالمئة من أوقاتهم وهم يثمرون أموالهم وينظمون حملات ليس لها تأثير في الحكم سوى بنسبة 10%·

ولا يمكن أن يلام صندوق النقد الدولي بالمسؤولية عن هذه الفوضى، ولكنه في الوقت ذاته لم يكن مؤثراً في إصلاح تلك الفوضى· وبقي الصندوق ينظر إلى دوره مقرضاً إلى الاقتصادات الصغيرة· وبقيت نصائحه غير موائمة وغائبة إلى حد كبير عن القضايا العالمية الكبرى مثل الإصلاح المالية والتنظيم المالي وابتداع سياسات ضريبية ناجعة في الوقت الذي كان فيه رأس المال في حركة نشطة· ونحن الآن بحاجة إلى إيجاد هندسة من نوع جديد للاقتصادات العالمية المتداخلة، مع اعتبار الولايات المتحدة لاعباً رئيساً، ولكن دون أن تناط بها زعامة العالم·

ولكن ماذا ينبغي على المدير العام الجديد القيام به؟

لعل الدور الجوهري الذي ينبغي عليه القيام به هو العمل الحيلولة دون تراجع دور الدولار· ففي حال بقي الدولار العملة الرئيسة والوحيدة فإن العالم سيعاني الانتشار المتكرر لمتاعب أميركا في أرجاء العالم، كما حدث في العام، 2008 عندما حدث انهيار <وول ستريت>·

ولعل الحل المفترض للعقدين المقبلين يتجسد في بناء نظام جديد يستند إلى حفنة من العملات التي لها أهمية إقليمية مثل الدولار واليورو واليوان إلى جانب احتمال اعتماد الريال البرازيلي والروبية الهندية· وحتى يمكن نجاح هذا الاتجاه ينبغي على المجموعات الإقليمية أن ترسخ من تعاونها وأن تتحمل مسؤوليات أكبر تعزيز منتجات القطاع العام وهو بدورها ستقوم بترسيخ عملات إقليمية قوية·

ويشمل ذلك إقامة سياسة نقدية مؤثرة وتنظيم مالي وتناغم ضريبي وتطبيق سياسة التعاون المالي وإقامة البنى التحتية المادية·

ويستطيع الأوروبيون، وينبغي عليهم أن يرعوا كل تلك السياسات· أن مد يد العون لانتشال اليونان من أزمتها الحالية يثير مشكلات سياسية في ألمانيا، لكن صندوق النقد الدولي لن يكون الجهاز المناسب لحل المشكلات السياسية المحلية التي تعانيها أنجيلا ميركل·

كما يتحتم على مناطق إقليمية أخرى أن تبذل جهوداً أكبر لحل مشكلاتها الاقتصادية· فالوطن العربي، على سبيل المثال، ينبغي أن يتخذ إجراءات عملية لتقوية لتقوية التعاون فيما بين بلدانه، والاستفادة من المداخيل النفطية العالية التي بلغت 150 مليار دولار في العام الحالي· كما أن الصين وكوريا الجنوبية واليابان مؤهلة كلها بصورة جيدة لتوفير المساعدة للاقتصادات الأضعف في مناطق آسيا الجنوبية الشرقية، خاصة إذا بدأت مناطق شرق آسيا بالتحرك في إطار تجمع سياسي واحد· وينبغي أن يمتلك المدير العام الجديد للصندوق برؤية وتفويض لدعم تلك المقاربات الإقليمية لتصبح حلولاً بديلة عن الحلول الأميركية·

ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين على صندوق النقد الدولي عمله عند الأشخاص الذين يتولون دفة النشاط هناك· ولا يزال العالم زاخراً بالخروج على القوانين والرعونة مع توفر ملاذات للتهرب الضريبي والمناطق الخالية من التنظيم التي تناسب الجشع على مستوى رأس المال النشط عالمياً·

وينبغي على رئيس صندوق النقد الجديد أن يمنح المهام التي تمكنه من التخلص من تلك المسارات، مع القدرة على تعزيز التعاون الدولي للحيلولة دون السباق إلى هاوية السياسات الضريبية والتنظيمية التي تهدد الاقتصاد العالمي·

وليس لديّ أدنى وهم إزاء آفاق نظم العملة واللوائح المالية التي طورها الإنسان· كما أنني لا أتصور أن أي مدير إدارة جديدة لصندوق النقد الدولي سوف يدعم من قبل دول سيادية لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن الضرائب والعملة والتنظيمات المالية· وفي اعتقادي أن صندوق النقد الدولي بحاجة إلى قيادة ذات مستوى رفيع· ولن نحتاج إلى مهندس للشؤون المالية أو مجرد سياسي، بل نحن بحاجة إلى مدير إدارة يمتلك الخبرة والحرفية المالية والرؤية والقدرة على توجيه عملية حاسمة خاصة بالتغيير على المستوى العالمي·

بقيت عملية تخص اختيار الشخص المناسب· إذ لا يجوز التسرع في التعيين، لأن ذلك سيبدو مرجحاً أنه سيطلق رسالة خاطئة، وسيعني تجاهل الكثير من المرشحين الذين يتمتعون بالحماس لتولي هذا المنصب، وسيثير منطلقاً أخلاقياً غير سليم· ولذلك نقول أن البحث المستفيض يستغرق وقتاً· وينبغي الدفع بأسماء جديدة وغير متوقعة إلى الواجهة، مرشحين يخضعون للتدقيق·

 

*مناكفات عربية على الساحة الأميركية

جيمس زغبي

واشنطن بوست

 

نشب خلال منذ أسبوعين خلاف في واشنطن، عندما أعلن عن إلغاء مشاركة الموسيقي السوري مالك جندلي، التي كانت مقررة ضمن المؤتمر السنوي للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز· ويبدو أن السبب يعزى إلى إلحاح جندلي على أن تشمل مشاركته أداء <وطني أنا>، وهي أغنية حول الحرية -وأن بعض الزعماء في اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز كانوا يلحون أيضاً على إلغاء هذه الأغنية· ولما تشبث كل طرف بموقفه، تقرر في الأخير إلغاء مشاركة جندلي في البرنامج·

أما المدونون، وبخاصة أولئك الذين يبحثون عن طريقة ما لضرب منظمة أميركية عربية، فقد وجدوا ضالتهم في هذه القصة· وشكلت السخرية التي يثيرها رفض منظمة لحقوق الإنسان السماح بأداء أغنية حول <الحرية> دعوة مفتوحة للانتقادات، وكذلك الإشارات والتلميحات إلى أن بعض زعماء اللجنة فعلوا ما فعلوه من باب التأييد للنظام القائم في دمشق· ولأكثر من 24 ساعة، لم تقل المنظمة الأميركية العربية شيئاً، مما سمح للإشاعات بالتناسل· وعندما قررت أخيراً إصدار بيان، جاء غامضاً جداً وفضفاضاً ومراوغاً إلى درجة أن الوضع انتقل من سيئ إلى أسوأ· ذلك أنه بسبب عدم توضيح ما أن كان أداء جندلي قد مُنع، وعدم التعامل مع أي من المشاكل التي يثيرها مثل هذا الأمر، تقرَّح الجرح الذي تسبب فيه القرار الأول وتعفن· ونتيجة لذلك، وجد عدد من المتحدثين الذين كان من المقرر أن يشاركوا في مؤتمر اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (وضمنهم مسؤولون من إدارة أوباما وناشطون مرموقون لحقوق الإنسان من مختلف مناطق الولايات المتحدة) أنفسهم في موقف محرج، وواجهوا لحظات عصيبة لأنهم لم يكونوا يعرفون ما أن كان ينبغي عليهم المضي قدماً في المشاركة أو الانسحاب· وفي نهاية المطاف، شارك معظم المتحدثين في المؤتمر مثلما كان مقرراً احتراماً للجالية الأميركية العربية، ولكنهم أضافوا تعليقات توضح خلافهم مع القرار الذي اتخذ بشأن جندلي·

وحرصاً منها على عدم الانخراط في خلاف داخلي، لم تصدر منظمتي، المعهد الأميركي العربي، أي بيان في البداية· ولم نقرر فعل ذلك إلا بعد أن غدا من الواضح أن زعماء اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز غير متجاوبين، وأنهم فشلوا في الاعتراف بالضرر الذي تسببوا فيه· وقد أشار بياننا، في جزء منه، إلى بواعث قلقنا حيث جاء فيه:

<أولًا وقبل كل شيء نود الإعراب عن تعاطفنا مع المسؤولين المتفانين في اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، ومع أعضاء المنظمة عبر أرجاء البلاد، غير أن إسكات السيد جندلي أفسد وأضر بالعمل الجاد الذي يقوم به مسؤولو اللجنة من أجل إنجاح هذا المؤتمر· كما أنه يضر بأعضاء اللجنة الذين يتوقعون من هذه المنظمة القيادة باعتبارها أكبر منظمة أميركية عربية لحقوق الإنسان>·

والواقع أنه إذا كان ثمة أي خبر سار بخصوص هذه القضية، فهو يوجد في رد فعل مسؤولي اللجنة والناشطين الشباب من مختلف مناطق البلاد·

ذلك أنهم غضبوا من الحكم المثير للجدل الذي صدر عن قيادة اللجنة، وبدأوا نقاشاً وطنيّاً محتدماً وحملة صغيرة خاصة بهم تطالب بتفسير ما وقع، ومحاسبة من يتحمل مسؤوليته· ولكن على رغم إيجابية هذه الإستراتيجية الجديدة، إلا أن ثمة شيئاً مؤسفاً بخصوصها، أيضاً· فبالنظر لكل التحديات التي نواجهها هنا في الداخل الأميركي وبخصوص معالجة طريقة تعاطي بلادنا مع الأزمات في الشرق الأوسط، فإن من المحزن رؤية تركز كل هذا الجهد والطاقة على هذا الموضوع·

غير أن ثمة موضوعاً أخيراً أعتقد أنه ينبغي التأكيد عليه في أي نقاش داخل الجالية الأميركية العربية، وهو اقتناعي بأن <الربيع العربي> هو <ربيعهم> وليس <ربيعنا>·

فقد كانت لدينا دائماً منظمات <منفية> هنا في الولايات المتحدة هوياتها ما زالت مرتبطة بأوطانها - بعضها مع أو ضد الحكومات أو الحركات السياسية العديدة التي توجد في العالم العربي· وأتذكر هنا حروب الفصائل اللبنانية في السبعينيات، وحروب الفصائل الفلسطينية في الثمانينيات، والصراعات بين أنصار النظامين العراقي والسوري، والعمل/الضرر الذي قامت به مجموعة جلبي في التسعينيات· فهذه طبيعة الحياة السياسية في المنفى، ويمكن القول أنه لا بأس في ذلك بالنسبة لبعض الحالات؛ غير أنه بموازاة مع نضج العرب الأميركيين وتقدمهم، تخلصنا من هذه الانقسامات الطائفية والفصائلية وأصبحنا نعمل كجالية واحدة موحدة، فحددنا أجندة مشتركة لتقوية جاليتنا وتمكينها سياسيّاً، والدفاع عنها، وللدفع بهدف جعل بلدنا، أميركا، أفضل وأقوى وأذكى من حيث طريقة ارتباطه بالعالم العربي·

إن أملنا إذن هو أن نستطيع، في ضوء الدروس المستخلصة من الدراما الصغيرة التقدم إلى الأمام كجالية لمواجهة التحديات الكثيرة التي تنتظرنا بخصوص الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، والدفع بإصلاح الهجرة، والدعوة إلى سياسة أميركية أكثر توازناً في الشرق الأوسط تكون أكثر تجاوباً مع احتياجات العالم العربي وشعوبه·

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,106,479

عدد الزوار: 6,753,052

المتواجدون الآن: 93