صراع وجودي.. لا صراع أراضِ

تاريخ الإضافة الجمعة 3 حزيران 2011 - 7:06 ص    عدد الزيارات 797    التعليقات 0

        

موشيه يعلون (وزير الشؤون الاستراتيجية)

الجملة المفتاح في خطاب رئيس الحكومة أمام الكونغرس الأميركي، أوضحت السبب المركزي الذي يجعل محاولات التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين تفشل، وهو رفض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، أي الاعتراف بحق الشعب اليهودي في أن يقيم ضمن أرض آبائه دولة قومية للشعب اليهودي، هي دولة إسرائيل.
المحاور الفلسطيني لإسرائيل في محادثات السلام هي منظمة التحرير الفلسطينية، والتي ترفض كل المنظمات الأعضاء فيها، ومن بينها فتح، حق وجود إسرائيل بأي شكل من الأشكال، لكنها تعترف ( بسبب القوة العسكرية للجيش الإسرائيلي) بحق وجود إسرائيل بشرط أن تكون كياناً سياسياً من دون هوية إثنية- أي أن لا تكون الدولة القومية للشعب اليهودي.
سيشدد الفلسطينيون دوماً على أنهم مع الحل على أساس الدولتين، وليسوا مع الحل على أساس "الدولتين لشعبين". بحسب نهج أبو مازن، اليهود لا يستحقون دولة. وهو يرفض وجود صلة بين اليهود، كدين، وبين أرض إسرائيل على الرغم من اعترافه أنه في الماضي البعيد كان يوجد تواجد أبناء الدين اليهودي في أرض إسرائيل، ذلك أن القرآن يُكثر من الانشغال بذلك. وهو يُعرّف اليهود كدين وليس كقومية.
منذ اتفاقات أوسلو يستخدم الفلسطينيون مجموعة من المناورات الكلامية لينزعوا عن إسرائيل هويتها كدولة قومية للشعب اليهودي، وهم لن يتنازلوا أبداً عن عودة اللاجئين. هذا النهج ليس حكراً على بعض السياسيين المخضرمين. هذه هي الرسالة المركزية التي تُنقل إلى الجمهور الفلسطيني بشكل عام وإلى الشباب الفلسطيني بشكل خاص، في وسائل إعلام، في كتب التعليم، في الوثائق الأساسية للمنظمات السياسية، على يد السلطات الدينية، مواقع الانترنت والعمل الثقافي.
لا ذكر لإسرائيل في الخرائط الفلسطينية، كما أن الأولاد الفلسطينييين يتربون منذ الصبى على كراهية إسرائيل وتبجيل المخربين الانتحاريين. السلام الحقيقي لا يُصنع هكذا. والتوجه إلى التعايش بين الشعوب لا يحصل بهذه الطريقة.
إن تشجيع الأجواء التي تشجع العنف والإرهاب، سوية مع التحريض على الكراهية اتجاه إسرائيل واليهود، هي السبب للمعاناة المتواصلة للفلسطينيين وليس الخطوات التي تتخذها إسرائيل من أجل الدفاع عن نفسها في ضوء هذا التحريض. إن تنازل إسرائيل في هذا الشأن سيفضي إلى إقامة دولة معادية ( وكما يبدو فاشلة أيضاً) بالقرب من تجمعاتنا السكانية.
لب الصراع مع الفلسطينيين هو وجودي وليس تريتوريالي (اي على الأراضي) فقط، كما أثبتت أحداث يوم النكبة وكما أوضح رئيس الحكومة في خطابه. فالاحتلال، من ناحيتهم، بدأ في سنة 1948 وليس في سنة 1967. وبناء عليه، الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي هو شرط ضروري لإحلال السلام القابل للحياة مع الفلسطينيين، وإن لم يكن شرطاً للدخول إلى المفاوضات. كما أن تعميم هذا الاعتراف بين الجمهور الفلسطيني يعتبر أيضاً شرطاً لتنفيذ اتفاق السلام ويحتاج إلى وقت غير قليل. إياناً أن نضلل أنفسنا ونقوم بتنمية توقعات واهمة.
تعلمنا تجارب الماضي أن كل أرض تنازلنا عنها من أجل التقدم لصالح السلام المنشود، لن نحصل على السلام بل على إرهاب والصواريخ. ومن دواعي سروري أن المزيد من الإسرائيليين يعون هذا الخطر، وكلما وقفت إسرائيل وهي متكتلة أكثر في هذا الموضوع مقابل الفلسطينيين والأسرة الدولية، كلما زادت فرصنا في جعل الفلسطينيين والعالم يتعاملون مع موضوع التوصل إلى سلام متفق عليه ومستقر بما يستجيب للمطالب القومية للشعبين.

("يديعوت احرونوت" 30/5/2011)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,173,050

عدد الزوار: 6,758,821

المتواجدون الآن: 149