انتفاضة فلسطينية··· هل تكون هي التالية؟

تاريخ الإضافة الجمعة 1 نيسان 2011 - 5:11 ص    عدد الزيارات 809    التعليقات 0

        

انتفاضة فلسطينية··· هل تكون هي التالية؟
ديفيد بولوك معهد واشنطن

في ضوء الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة وغير المتوقعة في المجتمعات العربية - من تونس ومصر إلى البحرين واليمن وليبيا بل وسوريا الآن - يجب التساؤل عما إذا كان يمكن لاحتجاجات مشابهة أن تندلع في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو كليهما· ففي 15 آذار تظاهر ما يقرب من عشرة آلاف فلسطيني في غزة وثمانية آلاف في رام اللـه داعين إلى الوحدة بين <حماس> والسلطة الفلسطينية· وهناك موعدان يقتربان بسرعة، كثيراً ما كانت تجري خلالهما مظاهرات مناهضة لإسرائيل في الأعوام الماضية: <يوم الأرض> الفلسطيني في 30 آذار، مع احتجاجات متوقعة ضد الجدار الإسرائيلي العازل، و<يوم النكبة> الفلسطيني في 15 أيار، الذي يوافق الذكرى السنوية لاستقلال إسرائيل·
 

وللكشف عن احتماليات قيام انتفاضة استضاف معهد واشنطن مائدة مستديرة خاصة في 18 آذار عن <السياسة الفلسطينية والاضطرابات العربية>· وقد ضمت قائمة المشاركين مجموعة صغيرة ومتنوعة من الخبراء والمسؤولين الأميركيين· وفيما يلي تحليل المنظِّم للموضوعات الرئيسية التي انبثقت عن النقاش·

توقعات منخفضة عن اندلاع انتفاضة جديدة هناك عدة عوامل ترجّح ضد حدوث انتفاضة فلسطينية كبيرة في المستقبل القريب، سواء ضد السلطة الفلسطينية أو <حماس> أو الاحتلال الإسرائيلي· ومنذ مظاهرة غزة في 15 آذار أظهرت <حماس> استعدادها وقدرتها على قمع هذا النشاط بالقوة الوحشية· وفي غضون ذلك، استرضت السلطة الفلسطينية سلمياً - ولكن ليس أقل نجاحاً - معظم متظاهري الضفة الغربية·

وعلى نحو أكثر عمومية فإن <الوحدة> شعار فضفاض وحميد نسبياً ينقصه الهدف الواضح أو الخطة التكتيكية للهجوم· ومن المفارقات أن المتظاهرين المؤيدين للوحدة إنما يتعرضون لخطر التصنيف والتهميش - في الضفة الغربية تعتبرهم <فتح> عملاء لـ<حماس> في حين في غزة تعتبرهم <حماس> عملاء لـ <فتح> مما يترك المعارضة منقسمة ضد نفسها·

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التحسن الأمني والاقتصادي الأخير للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية - والذي تحقق في جزء كبير بفضل تعاون ودعم إسرائيل - قد أضعف على ما يبدو بعضاً من نفس النوع من المظالم التي أذكت الاحتجاجات في مجتمعات عربية أخرى· وما يزال هناك فساد بدرجة عالية وعدم تكافؤ الفرص، لكن الانتهاكات اليومية والفساد الصغير الذي أغضب الجماهير إلى درجة كبيرة في تونس ومصر وغيرهما من الدول هي أقل إثارة للمشاكل في الضفة الغربية· وعلاوة على ذلك، يمتنع الفلسطينيون على الأرجح عن التحول ضد حكومتهم بدلاً من إسرائيل·

وهناك إشارات قليلة عن احتمال قيام انتفاضة جديدة ضد إسرائيل أيضاً· فالمجتمع الفلسطيني على الأرجح ما يزال مرهقاً من الانتفاضات والحرب، كما أن غزة معزولة· وفي الضفة الغربية استبعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صراحة الدعم الرسمي لانتفاضة ثالثة ضد إسرائيل أو أي نوع من العنف ضد أهداف إسرائيلية·

لكن حالات الغموض ما تزال كثيرة ومع ذلك، تشير الثورات الأخيرة في الدول الأخرى أن المثيرات لهذه التحولات يمكن أن تكون مفاجئة وغير متوقعة وخارجة عن سيطرة أي شخص، وربما تكون معدية· ففي الحالة الفلسطينية هناك غموض إضافي يتمثل بأن الحكومة الأميركية تنقصها معلومات تفصيلية تأتي من مصدر مباشر عن الوضع على أرض الواقع في غزة مما يجعل تحليل الأحداث والتنبؤ بها أمراً صعباً بشكل خاص· واللافت للنظر أنه في 19 آذار، أن أفراد من شرطة <حماس> كانوا يرتدون ملابس مدنية قاموا بمداهمة العديد من المنافذ الإخبارية ومنها <رويترز> و<سي أن إن>، وذلك للاستيلاء على صور المظاهرات الفلسطينية التي تدعم الإصلاحيين المصريين - والتي يمكن أن تشير إلى أن الجماعة تخشى من الصور التي تُظهر الاحتجاجات في غزة· ومن الخارج، فإن التحدي المحتمل الأكبر ضد الاستقرار هناك يبدو أنه يأتي من خصوم <حماس> الذي هم أكثر تطرفاً وعنفاً، وليس من احتجاج شعبي سلمي· بيد، يمكن تصور تحول ذلك الانطباع إلى شعور مضلل مثل الهدوء السطحي الماضي في المجتمعات العربية الأخرى·

مؤشرات محتملة لعدم الاستقرار بالنظر إلى هذه الأشكال من الغموض ينبغي للمراقبين أن يكونوا منتبهين لأية مؤشرات تنذر باضطراب أكبر·

وعلى النقيض، فإن التطورات الأخرى يمكن أن تشير إلى هدوء مستمر على الأقل في الضفة الغربية· وتشمل تلك التطورات تكوين مجلس وزاري جديد للسلطة الفلسطينية وإعلانات بخصوص انتخابات جديدة أو جهد متفق عليه لأجل إما التفاوض مع إسرائيل أو مكاسب دبلوماسية فلسطينية أحادية الجانب·

السلطة الفلسطينية و<حماس> يتزاحمان للحصول على شرعية جديدة حتى من دون التحدث عن ثورة فلسطينية فإن التأثير الجانبي للانتفاضات العربية الأخرى قد دفع القادة الفلسطينيين إلى مواقف سياسية دفاعية· ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض وكبير المفاوضين صائب عريقات قد قدما استقالتهما على الرغم أن كليهما مستمر في العمل في مناصب إشرافية ويتوقعان إعادة تعيينهما· وبالإضافة إلى ذلك أعلنت السلطة الفلسطينية عن خطة أخرى لانتخابات برلمانية جديدة لكنها ما لبثت أن تراجعت بسرعة عنها بحجة اعتراضات <حماس>·

وسقوط حسني مبارك في مصر كان شؤماً على عباس حيث حرمه من معلم وحليف رئيسي ضد منافسيه في <حماس>· وقد أعلن الآن بشكل قاطع أكثر من ذي قبل أنه لن يترشح لإعادة الانتخاب هذا متى يحدث أو لو حدث أصلاً هذا التصويت· ونتيجة لذلك فإن المعركة السياسية الداخلية على الخلافة تشتد، مما يضع فياض على خلاف أكثر مع الحرس القديم لـ <فتح>، ويمزق الحركة بأكملها حول الكثير من الشخصيات المتصارعة·

وعلى العكس فإن الإطاحة بمبارك قد دعمت <حماس> رغم أنها ما تزال تواجه حقيقة عدم الشعبية المستمر في غزة· وعليه، ترفض الجماعة التسامح مع أية مظاهرات ضخمة لصالح الثورة المصرية خشية أن تتحول إلى هياج ضد <حماس> نفسها· كما أن الاضطراب الأخير غير المتوقع في سورية التي بها مركز قيادة <حماس> تجعل الحركة قلقة أيضاً على الأرجح·

صراع جديد على الوحدة في الوقت الذي تواجه فيه الحركتان هذا التحدي الجديد من المشاعر الشعبية، تلجأ <فتح> و<حماس> إلى شعار الوحدة الفلسطينية الجليل· وكلاهما قد أعلن مبادرات تشمل زيارة مقترحة لعباس إلى غزة تهدف إلى نوع ما من هذا الهدف <المقدس> - مع الاستمرار في ذات الوقت في الاختلاف حول من يمسك بزمام الأمور ومن يذهب أولاً· ويتوقع معظم المراقبين أن هذه الدفعة الأخيرة للوحدة سوف تسقط مرة ثانية ضحية لإصرار كل طرف على حماية دائرة نفوذه بل وكسب اليد العليا إذا أمكن· على سبيل المثال ادعى عباس أن غرض زيارته لغزة - إذا حدثت - لن يكون للتفاوض على بنود الوحدة ولكن للموافقة على حكومة محايدة وانتخابات وطنية جديدة في حين تحتج <حماس> على ذلك تماماً· ومسألة العنف ضد الإسرائيليين هي عقبة أخرى أمام المصالحة حيث يستمر عباس في رفضها بشدة في حين تستمر <حماس> في ممارسته بل والدعوة إليه بل حتى تبرير اغتيال أم وأب وثلاثة أطفال يهود في 12 آذار/مارس في مستوطنة إيتمار بالضفة الغربية·

تداعيات دبلوماسية إن تركيبة الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومات المعتدلة المجاورة والصراعات الفلسطينية الداخلية على الخلافة إنما تضيف قيمة للمواقف الأكثر تشدداً تجاه إسرائيل· وما يضاعف هذا الاتجاه هو عدم الفاعلية واللامبالاة المتصورة للدبلوماسية الأميركية وكذلك الإحساس بين الفلسطينيين أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ترفض التفكير حتى في التنازلات التي عرضتها الحكومة السابقة· ومع ذلك فإن الموعد النهائي المقترح من السلطة الفلسطينية وهو أيلول/سبتمبر 2011 - سعياً لتحرك الأمم المتحدة على مسار إقامة الدولة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقية مع إسرائيل - لم يتم ترجمته بشكل محدد في خطة عمل ثابتة من جانب السلطة الفلسطينية· وفي الحقيقة فإن الكثير من الفلسطينيين قد بدأوا يرون خيار الأمم المتحدة كفخٍ مثلما أنه فرصة، ذلك أنه لن يُحسن الموقف على أرض الواقع·

دلالات على السياسة بالنظر إلى الفرص الضعيفة لإعادة التقارب الفلسطيني، واستمرار تفضيل <حماس> للعنف بدلاً من السلام فإن أي عرض أميركي تجاه الجماعة أو إشارة بالدعم لحكومة وحدة بين <حماس> والسلطة الفلسطينية ستكون إما بلا جدوى أو عكسية النتائج· لكن الإشارات الأميركية فيما يخص السياسات الداخلية للسلطة الفلسطينية مهمة الآن بشكل متزايد· وينبغي لواشنطن أن تؤكد أنها مستمرة في رؤية عباس وفياض كشريكين أساسيين للسلام مع تحذير كلا القائدين ضد تغذية أفكار الأحادية التي يُساء فهمها أو رفض منافع التفاوض المباشر· وبالعكس، ينبغي لواشنطن أن تتجنب الاقتراب من المسؤولين ذوي المستوى الأدنى بالسلطة الفلسطينية الذين يعبرون عن تعاطفهم مع <الصراع المسلح> أو ازدراء المساعدات والجهود الدبلوماسية الأميركية·

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,019,737

عدد الزوار: 6,930,463

المتواجدون الآن: 72