خيارات للتدخل العسكري في ليبيا

تاريخ الإضافة الخميس 17 آذار 2011 - 6:32 ص    عدد الزيارات 730    التعليقات 0

        

خيارات للتدخل العسكري في ليبيا
 

جيفري وايت معهد واشنطن


 

الحرب البرية حالياً، ما يزال القتال البري سِباقاً بين الأعداد وإرادة المتمردين من جهة وقوة النيران وتنظيم قوات النظام من جهة أخرى· فقد شملت هجمات الحكومة عدداً قليلاً من كتائب القوات الثقيلة إلى جانب دبابات ومركبات مشاة قتالية مدرعة، فضلاً عن مشاة خفيفة محمولة على مركبات للاستخدام الرياضي وشاحنات، مدعومة جميعها بمدافع الهاون وقاذفات الصواريخ· وكانت أساليبها ومناوراتها القتالية بسيطة وهي أعمال القصف وهجمات المشاة والعربات المدرعة وإطلاق النار العشوائي· ورغم أن قوات الحكومة قد اخترقت في بعض الأحيان دفاعات المعارضة في الزاوية ومصراتة ومرسى البريقة إلا أنها كانت عاجزة عن تعزيز المكاسب في تلك المدن· وفي المقابل، رد المتمردون على مثل هذه الهجمات باستعمالهم أسلحة ثقيلة كانوا قد استولوا عليها بالإضافة إلى قذائف صاروخية وأسلحة خفيفة· وحتي الآن، اعتمدت قوات المعارضة على الأعداد والعزم على مواصلة القتال· فهي مجهزة بمجموعة واسعة من الأسلحة، إلا أن أسلحتها الثقيلة قليلة العدد وغالباً ما يتم استخدامها بصورة منفردة· ويجعل ذلك من الصعب استمرار الهجمات على مواقع تكون فيها دفاعات النظام مستعدة ومنظمة· أن أفضل الظروف التي يعمل فيها المتمردون هي في المواقف المائعة [تتسم بالسيولة] حيث يمكن لأعدادهم أن تربك قوات النظام غير المنظمة وذات المعنويات المحبطة· ومع ذلك، فإنهم عرضة لإطلاق النيران الكثيفة والهجوم الجوي وخاصة عندما يعملون في العراء·

الحرب الجوية أصبحت الحرب الجوية بسرعة أكثر من مجرد عامل· فقد كان النظام يستخدم القوة الجوية لإضعاف دفاعات المتمردين في المدن الرئيسية وتشتيت هجماتهم والتضييق على تحركاتهم ومهاجمة مواد الإمداد والتجهيز الخاصة بهم· وعموماً، تقوم واحدة أو اثنتين من الطائرات النفاثة أو المروحيات بشن الغارات الجوية، وهي لا تضغط في هجماتها وليست دقيقة جداً في توجيه ذخيرتها· أن ذلك يشير بأن القوة الجوية غير قادرة على شن هجمات كبيرة بعدة طائرات وأن طواقم الطائرات إما عاجزون أو غير راغبين في التصرف بصورة أكثر عنفاً· لقد كانت القيمة الرئيسية للهجمات الجوية نفسية على الأرجح - وهي عامل لا ينبغي التقليل من أهميته· فقوات المعارضة التي في العراء، وخاصة الجنود غير النظاميين الذين لا يتمتعون بدفاعات جوية، هم أكثر عرضة للشعور بالرعب، ولأن يصبحوا غير منظمين في وجه الهجمات الجوية، في حين أن المتعاطفين المدنيين هم الذين سيشعرون على الأرجح بأنهم غير محصنين ولا عون لهم· ويعتمد المتمردون اعتماداً كبيراً على إرادة والتزام أتباعهم· كما أن سيطرة النظام على المجال الجوي تعيق قدرة المعارضة على مواصلة النضال·

مُحدِّدات عسكرية يتم الآن تجسيد شكل الحرب من خلال عدد من المحددات المهمة· إن تنفيذ أي تدخل خارجي ينبغي أن يأخذ في الاعتبار ما يلي:

? القتال في ليبيا يتطلب <العمل على مسافات طويلة والسيطرة على مناطق واسعة>· وهذا العامل يخلق تحديات كبرى من ناحية خدمات الإمداد والتجهيز، والمناورة، والدفاع لكلا الطرفين·

? تقف حالياً <قوة إطلاق النيران> في صالح النظام· ويقيناً، أن هذا أصل مُضعِف - حيث تتكبد قوات النظام خسائر قتالية في هذه الأنظمة، كما أن مشاكل الصيانة المرتبطة بالمجنزرات الثقيلة سوف تقلل حتماً من أعدادها بصورة أكبر، مما سيخفض على الأرجح من تفوق النظام في القوة النيرانية· ومع ذلك ففي الوقت الراهن، يتمتع النظام بتفوق واضح·

? تبدو المعارضة قادرة على وضع <أعداد كبيرة من الجنود غير النظاميين> في ساحة القتال· وعلى النقيض من ذلك، يخسر النظام في القتال وبصورة مستمرة جنوداً نظاميين ومرتزقة، ومن الصعب تعويض هذه القوات وذلك بصورة أكثر من خسائر المعارضة·

? يعتمد الطرفان على مخزونات الأسلحة والذخيرة التي كدسها النظام قبل الحرب· ومن المحتمل أن يستطيع كلاهما مواصلة القتال لمستوى ما لعدة أسابيع، إن لم يكن لفترة أطول من ذلك· إن إبقاء القوات القتالية مجهزة سيشكل تحدياً لـ<خدمات الإمداد والتموين> نظراً للمسافات الكبيرة التي تنطوي عليها المعارك· وحالياً يتمتع النظام بتفوق في كونه يستطيع الاعتماد على المخزون الاحتياطي القريب نسبياً من مناطق القتال، كما له القدرة أيضاً على الوصول إلى وحدات النقل والتجهيز التي ما تزال سليمة في الجيش وأجهزة الأمن· ومن جانبها، سيتوجب على المعارضة إيجاد وسيلة لتعزيز قواتها في حين تمتد من الشرق إلى الغرب· أن ذلك سيتطلب منها إما إقامة نوع ما من القدرة على النقل والتجهيز، أو الاستيلاء على أسلحة وذخيرة أثناء زحفها·

? تتفوق قوات النظام في <القيادة والسيطرة> - فباستطاعتها الاعتماد على البنية التحتية القائمة للاتصالات العسكرية، وهياكل القيادة، والقوة البشرية· وفي المقابل، تبدو القيادة والسيطرة لقوات المعارضة بدائية مع هيكل ضعيف·

? <المعنويات> هي عنصر حاسم في القتال· ويبقى أن نرى فيما إذا كانت القوات المساندة للنظام - خاصة المرتزقة والمجندين الإلزاميين - ستستمر في الهجوم أو حتي القتال أصلاً في ضوء الإصابات والخسائر البشرية، والإجهاد، وغيرها من الضغوط· وحتى الآن يبدو أن المتمردين يتمتعون بمستويات عالية من الروح المعنوية والحماس [الضروريان] للاشتباك مع قوات النظام·

وخلاصة القول، أن القوة النيرانية وخدمات الإمداد والتموين والقيادة والسيطرة، هي حالياً في صالح النظام وتقف وراء قدرته على البقاء في المعركة· لكن يبدو أن القوة البشرية والمعنويات هي في صالح المتمردين كونها السبب وراء قدرتهم على الاستيلاء على المدن ومواصلة النضال· إن بإمكان التدخل الذي يعالج هذه المحددات العسكرية أن يقلل من نقاط تفوق النظام، ويعزز من قدرات المعارضة في الوقت نفسه·

أنواع التدخلات من المرجح أن يؤدي استمرار التقاعس الدولي إلى إطالة أمد الصراع، وزيادة فرص نظام القذافي في البقاء بشكل ما· ويمكن اتخاذ عدد من الإجراءات العسكرية لتجنب مثل هذه المحصلة·

إن الخيارات المنخفضة المخاطر تشمل:

? تزويد المعارضة بمعلومات استخباراتية عن حشود قوات النظام وتحركاتها ونشاطها الجوي، مما يسمح لها تجنب الكمائن وإعداد الدفاعات ونشر قواتها بأفضل ما يمكن·

? تعزيز خدمات الإمداد والتجهيز والدعم لقوات المتمردين من خلال توفير الذخيرة والوقود والمساعدات الطبية للحفاظ على قدراتهم العملياتية وتعزيز روحهم المعنوية·

? تعزيز قابلية قوات المعارضة على القيادة والسيطرة من خلال توفير أنظمة اتصالات وتدريب سريع لقادة التمرد·

? تدريب وحدات المعارضة على أنظمة الأسلحة الرئيسية مثل المدافع والصواريخ المضادة للطائرات والأسلحة المضادة للدبابات وأنظمة المدفعية·

? تزويد قوات التمرد بأسلحة تؤدي إلى تغيير مسار اللعبة مثل الأنظمة المتطورة المضادة للطائرات والدبابات، وذلك لزيادة استنزاف قوات النظام القتالية، وتقليل تفوقها في إطلاق النيران·

وأما الخيارات العالية المخاطر فتشمل:

? توفير دفاع جوي للمناطق المحررة أو لعمليات المساعدة الإنسانية في شرق ليبيا، إما عن طريق دوريات القتال الجوية أو الدفاعات الجوية الأرضية المقر· وهذه من شأنها أن تقلل من الخوف من الهجمات الجوية بين السكان، وسيكون لها على الأرجح تأثير رادع على عمليات النظام الجوية· كما أنها لن تكون معقدة أو محفوفة بالمخاطر مثل إنشاء منطقة حظر للطيران فوق البلاد بأكملها·

? إنشاء مناطق حظر طيران وحظر قيادة السيارات لتقليل تفوق النظام في قوة النيران الجوية والأرضية·

? القيام بهجمات جوية ضد الأصول الحكومية العسكرية الحاسمة (مثل الطائرات، والقيادة والسيطرة، والقوات المدرعة ووحدات المدفعية) وذلك لتقليل قدرات النظام وتسهيل عمليات المعارضة ومناوراتها القتالية على حد سواء· وسوف يحمل هذا الخيار أشد أنواع المخاطر، لكن سيكون له أيضاً أكبر تأثير مباشر على مجرى الحرب·

واختصاراً، لا يقتصر مدى الإجراءات الأميركية والدولية المحتملة إما على إقامة منطقة حظر طيران أو عدم عمل أي شيء· فالمخاطر التي تتعرض لها قوات التدخل تختلف من خيار إلى خيار، وسيتطلب بعضها مزيداً من الوقت لتنفيذها· ومع ذلك، يمكن وضع بعض هذه الخيارات موضع التنفيذ بسرعة، حيث هناك احتمال بأن يكون لها تأثير كبير على الصراع·

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,243,862

عدد الزوار: 6,941,903

المتواجدون الآن: 135