بعد 5 سنوات على تفجيره.. مرقد الإمامين العسكريين في سامراء يفجر خلافا جديدا

تاريخ الإضافة الأحد 13 آذار 2011 - 7:18 ص    عدد الزيارات 819    التعليقات 0

        

 

الوقف الشيعي يريد هدم الحي القديم السني المحيط بالمرقد لتطويره سياحيا
سامراء: جاك هيلي وعمر الجوشي*
أصبح المسجد الذي يقع في قلب هذه المدينة القديمة، والذي كان تفجيره يوما سببا لاشتعال الحرب الأهلية، اليوم رمزا لعملية تعاف مؤلمة. فبعد خمسة أعوام من التفجير الذي أسفر عن تدمير جزء من الضريح واندلاع موجات من أعمال قتل طائفية، تقف قبته الخراسانية التي أعيد بناؤها شامخة مرة أخرى مثل قمر يطل على المدينة. وأحيطت منارتاه الجديدتان بسقالات. ومع تراجع وتيرة العنف في المدينة وفي أنحاء البلاد، عاد الكثيرون مرة أخرى إلى زيارة ضريح الإمامين العسكريين في سامراء الذي يعد من أهم الأماكن المقدسة بالنسبة إلى الشيعة.
 
لكن في العراق الروايات الخاصة بترميم الضريح غير واضحة. وهذه الرواية الأخيرة التي تمثل تداخلا بين الدين والبناء أعادت إحياء الشكوك والانقسامات الطائفية في النفوس في مدينة لم ينته القتال فيها تماما. ويتمحور الجدل الحالي حول متاهة من المنازل القديمة وشوارع ملتوية مرصوفة بالحجارة بالقرب من الضريح المقدس لدى الشيعة حيث عاش وعمل نحو 1500 نسمة أكثرهم من المسلمين السنة معا لأجيال. ومع إعادة بناء مدينة سامراء، بدأت شركات تنمية عقارية لها صلات بالحكومة المركزية التي يتزعمها الشيعة تتصور مركز مدينة جديدة مشرقا يضيء الضريح من خلال فنادق ومتنزهات ومطاعم وساحات انتظار سيارات جديدة لخدمة المليون زائر الذين يقصدون الضريح كل عام.
 
وقال محمد المشكور، النائب في البرلمان العراقي وعضو اللجنة المختصة بالشؤون الدينية والأماكن المقدسة: «ستغير خطة تطوير الضريح المكان المحيط به تماما. ستصبح المنطقة ترفيهية وسياحية».
 
لكن يرى بعض سكان المنطقة السنة أن تراثهم في خطر، ويقولون إن ديوان الوقف الشيعي الذي يشرف على الأضرحة الشيعية في البلاد يقدم عروضا سخية لشراء منازل بهدف السيطرة على المدينة القديمة. وقال عمر محمد حسن، رئيس المجلس المحلي لمدينة سامراء: «ما يحدث حاليا يمثل تحديا للناس. إذا استطاعوا الاستحواذ على هذه المنطقة، سيتم القضاء على اقتصاد سامراء. أعتقد أن الاحتجاجات ستجتاح المدينة يوما ما بعد المعاناة كثيرا».
 
ولا تزال عملية تنمية المدينة في مراحلها الأولى، لكنها تثير سؤالا مربكا يتردد صداه في مدن تضم أعراقا مختلفة وأحياء يعيش بها سنة وشيعة هو: مع إعادة إعمار العراق بعد سنوات من الحرب والركود، من الذي سيحدد مسار العملية؟
 
ويزعم كل من الشيعة والسنة ملكية مرقد الإمامين العسكريين الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 944م. ويمثل الضريح بالنسبة إلى العدد الكبير من الزوار الذين يأتون إليه من إيران ومن أنحاء العراق، البقعة التي دفن بها اثنان من أئمة الشيعة الاثني عشر مما يجعل المدينة تلي في المكانة مدينتي النجف وكربلاء. ويمثل زوار الضريح الدعامة الأساسية لاقتصاد المدينة ومصدر دخل لأصحاب لفنادق والمتاجر والأعمال.
 
ويقول الشيخ قحطان يحيى السليم، أحد مشايخ القبائل: «الحي القديم هو روح سامراء الحقيقية وقلبها. إنهم يريدون تغيير وجه المنطقة وهويتها». وقال مسؤولون من منظمة اليونيسكو، التي أدرجت المدينة على قائمة مواقع التراث العالمي في العراق، إنهم يحاولون التفاوض على اتفاقية بين الحكومة المركزية ومسؤولي المجلس المحلي للمدينة لجعل عملية التطوير متوازنة.
 
وقال المشكور إن ديوان الوقف الشيعي يعتزم شراء المنازل والمتاجر التي تقع على مساحة 650 قدما حول المسجد خلال الثلاث سنوات المقبلة ومن ثم بدئ أعمال البناء في الحي. وأكد أهمية التوسع والتحديث لاستقبال المزيد من زوار الضريح ولتعزيز اقتصاد سامراء المتعثر. وقد رفع ديوان الوقف الشيعي بالفعل أسعار المنازل بمقدار الضعف أو 3 أمثال لإغراء أصحابها وتشجيعهم على بيعها، على حد قول سكان المدينة. وأوضح المشكور قائلا «نعلم أن البعض لا يريد بيع منازلهم. لكن المال عنصر إقناع قوي». وأضاف المشكور أنه تم شراء 80 منزلا بالفعل. وقال ضياء عبد الرحمن، البالغ من العمر 53 عاما، إنه باع منزله المتهالك مقابل 400 ألف دولار. وأضاف: «لدي ستة أبناء جميعهم عاطلون عن العمل. أستطيع مساعدتهم بهذه الأموال».
 
ويرثي الذين يعيشون في ظل الضريح هذه الأيام لما يتسلل من بين أيديهم ويصبح ماضيا. ورغم المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها عملية إعادة بناء الضريح، يستعيد السكان الأيام التي سبقت التفجيرات التي دمرت القبة الذهبية في فبراير (شباط) 2006 والمنارتين في يونيو (حزيران) 2007. إنهم يتحدثون كيف كانوا يمرون بجانب الجدران كل يوم قبل حدوث الانفجار ويزورونه قبل حفلات الزفاف ويشيعون منه جثامين المتوفين. لقد عمل سكان الحي لمدة طويلة في تقديم الطعام وكنس الأرض في نهاية اليوم.
 
ويقول مصطفى عبد المنعم، طالب ضخم الجثة يدرس علوم القرآن ويبلغ من العمر 36 عاما ويعيش على مقربة من الضريح: «إن هذا مؤلم. إنك تفقد جيرانك وحيك وقربك من الأئمة». ويعيش مصطفى، وهو ابن لمزارع برتقال وأشجار نخيل، في منزل مكون من 8 غرف شيده جده الأكبر على أرض كانت تملكها أسرته قبل أن تسمى الدولة العراق. وأوضح أن أسلافه عاشوا في هذا الحي منذ أربعمائة عام وشاهدوا انهيار إمبراطوريات ورجال أقوياء وانقلابات وغزوات مثل تيارات في نهر دجلة. ويشير إلى إصراره على البقاء رغم اعتقاده أن هذه محاولة محكوم عليها بالفشل، قائلا «هذه أرض أجدادي وسأكون آخر من يغادر».
 
* خدمة «نيويورك تايمز»

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,638,331

عدد الزوار: 6,905,761

المتواجدون الآن: 87