احتجاجات مصر تظهر حماقة السياسة الخارجية الأمريكية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 شباط 2011 - 12:57 م    عدد الزيارات 829    التعليقات 0

        

 

احتجاجات مصر تظهر حماقة السياسة الخارجية الأمريكية
 
 
بقلم: ستيفن كينزر/ نيوزويك
 
28-1-2011
 
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
في يوم من الأيام قبل أسبوعين كنت أسير باتجاه وزارة الخارجية البريطانية من أجل لقاء مخططين لسياسات الشرق الأوسط. لقد قال مضيفي و هو يرحب بي "إن تونس تذوب و الحكومة اللبنانية قد سقطت لتوها, إنها أوقات مثيرة".
 
خلال اجتماعنا, لاحظ أحد الدبلوماسيين البريطانيين المخضرمين بأنه منذ أن شهدت السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط حالة من الجمود , فإن التغيير يحصل هناك حال وجود أزمة. و قد سألته أين يتوقع أن تندلع الأزمة التالية . فأجابني :"في مصر".
 
قد شهدت الأحداث تسارعا كبيرا منذ أن تم إسقاط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي, لقد اختار حزب الله رئيس وزراء جديد ( في لبنان ) و قد نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع في مصر مطالبين بوضع نهاية للحكم الديكتاتوري للرئيس حسني مبارك الذي استمر 30 عاما. إن الشرق الأوسط ينفجر, و الولايات المتحدة تراقب الوضع من بعيد. و مع عدم القدرة على توجيه الأحداث, فإنه ليس بإمكانها أن تقوم بأكثر من الهتاف لحلفائها و أن تتمنى أن لا تقوم الحشود الغاضبة بإسقاطهم.
 
إن واشنطن ترى في الصراعات الوطنية و الداخلية المتنوعة في الشرق الأوسط على أنها جزء من معركة من أجل السيطرة على المنطقة ما بين الولايات المتحدة و إيران. إذا كان هذا الأمر صحيحا, فإن الولايات المتحدة تشهد خسارة. إن هذا الأمر يعود إلى أنها تمسكت بقوة بسياسات الشرق الأوسط التي صممت أصلا من أجل الحرب الباردة. إن البيئة الأمنية في المنطقة قد تغيرت بشكل مثير منذ ذلك الوقت. لقد أظهرت إيران أنها سريعة جدا في تكييف نفسها مع القوى الجديدة الصاعدة التي تتمتع بدعم الملايين. و في هذه الأثناء فإن الولايات المتحدة لا زالت متحالفة مع الدول و القوى التي كانت تبدو قوية قبل 30 أو 40 سنة و لكنها ليست كذلك الآن.
إن إيران تراهن على حزب الله و حماس و الأحزاب الشيعية في العراق. هذه هي القوى الشعبية التي كسبت الإنتخابات. لقد ظهر حزب الله على أنه بطل المقاومة ضد إسرائيل في عام 2006 حين قامت إسرائيل بغزو لبنان, حيث حاز الحزب على إعجاب العرب, وهذا لا يتوقف عليه فقط بل و يمتد إلى الداعمين الإيرانيين. إن العديد من العرب معجبين بحماس أيضا بسبب رفضها الإنحناء للقوة الإسرائيلية في غزة.
 
كما أن القوى الموالية لإيران قد نجحت في الحصول على مكاسب قوية في العراق. إنهم يسيطرون بقوة و فعالية على الحكومة العراقية, كما أن زعيمهم المؤثر مقتدى الصدر قد استقبل استقبال الأبطال حين عاد إلى العراق بعد أن كان مقيما في إيران. من خلال غزو العراق عام 2003, و إزالة صدام حسين من السلطة, فقد قامت الولايات المتحدة بتسليم العراق إلى إيران على طبق من ذهب. و الآن فإن إيران تقوم باستكمال تعزيز موقعها في بغداد.
 
و لكن على من كانت الولايات المتحدة تراهن من أجل التصدي لهذه القوى الصاعدة؟ إنها نفس القوى التي كانت تراهن عليها منذ عقود: نظام مبارك الفرعوني في مصر و محمود عباس و سلطته الفلسطينية و العائلة المالكة في السعودية و السياسيون المتطرفون في إسرائيل. ليس من المستغرب بأن تتصاعد قوة إيران مع بداية انهيار النظام الأمريكي المفروض. 
 
إن الولايات المتحدة مبقية على مبارك في الحكم وقد أعطت نظامه 1,5 مليار دولار على شكل مساعدات السنة الماضية, لأنه و بشكل أساسي يدعم سياسات الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل, و خصوصا من خلال مساعدة إسرائيل في خنق قطاع غزة. كما أن الولايات المتححدة تدعم عباس لنفس السبب: فهي ترى أنه قادر على التفاوض مع إسرائيل, و من أجل هذا فهو مفاوض مرغوب به. لقد أدى هذا الأمر إلى إحراج كبير لعباس من خلال وثائق ويكليكس المسربة التي تظهر كم أنه كان تواقا لتلبية طلبات إسرائيل, حتى من خلال التعاون مع قوات الأمن الإسرائيلية من أجل اعتقال الفلسطينيين غير الموالين له. إن دعم أمريكا لكل من عباس و مبارك مستمر على الرغم من أن كلا الرجلين لا يمتلكان أي شكل من أشكال الشرعية؛ إن مبارك يدير الإنتخابات بشكل مسرحية بكل وقاحة, كما أن عباس يحكم من خلال مرسوم منذ أن انتهت فترة رئاسته عام 2009.
 
إن العلاقة الحميمة مع العائلة الحاكمة في السعودية تشكل عادة قديمة للولايات المتحدة لا يمكن التخلي عنها كما يبدو على الرغم من أن الزعماء الأمريكان يدركون تماما كما أكد على ذلك أحد وثائق ويكيليكس المسربة بأن "المتبرعين السعوديين هم أهم الممولين للجماعات السنية المسلحة مثل القاعدة". إن حقيقة أن الزعيم التونسي قد هرب إلى السعودية بعد أن أسقط من قبل المعارضة تظهر كم أن السعوديين يدعمون الشرق الأوسط القديم المتآكل.
 
بالنسبة لإسرائيل نفسها, فإنها سوف تفقد الكثير إذا كان القادة العرب الجدد هم ممن يرفضون أن يكونوا شركاء صامتين. و على الرغم من ذلك فإن إسرائيل متعلقة بالاعتقاد بأنها سوف تكون قادرة على ضمان أمنها على المدى الطويل بالاعتماد على الأسلحة فقط. إن الولايات المتحدة تدعمها بهذه النظرة, و هي ترسل رسائل إلى الإسرائيليين بأنه ليس مهما الشكل الذي سوف تصبح عليه سياسات الرافضين لها, فهي بإمكانها الاعتماد على دعم واشنطن غير المحدود.
 
لقد أرادت الولايات المتحد و لفترة طويلة أن تمنع الديمقراطية عن العالم العربي, خشية أن الديمقراطية سوف تؤدي إلى ظهور النظم الإسلامية. بشكل ملاحظ, فإن الثورة التونسية لا يبدو أنها تتجه بهذا الإتجاه, و لايبدو حتى أن الزعماء الإسلاميين يحاولون قيادة المحتجين في مصر. لربما مراقبة القمع الشديد الذي يمارسه الملالي في إيران قد قاد العديد من المسلمين إلى إعادة التفكير في قيمة دفع رجال الدين للسلطة.
 
حتى لو لم تكن الأنظمة الديمقراطية في الشرق الأوسط أصولية, فإنهم سوف يعارضون بقوة سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. إن العلاقة ما بين الولايات المتحدة و إسرائيل تضمن بأن العديد من المسلمين على إمتداد العالم سوف يستمرون في رؤية الولايات المتحدة على أنها ممكنة للشر. على الرغم من خطايا أمريكا في الشرق الأوسط فإن العديد من المسلمين لا زالوا يكنون الإحترام للولايات المتحدة. إنهم يرون أن قادتها مخطئون بشكل كبير في الدعم غير المشروط لإسرائيل, و لكنهم معجبون بما حققته الولايات المتحدة و هم يريدون بعضا من نسخة الحرية و الإزدهار الأمريكي مطبقة في بلادهم. إن هذا الأمر يوحي بأن الوقت لم يفت بعد بالنسبة للولايات المتحدة من أجل تعديل سياستها تجاه المنطقة بطرق يمكن أن تأخذ الحقائق الجديدة على الأرض بحسبانها.
 
إن قبول أن العرب لديهم الحق في انتخاب زعمائهم يعني القبول بظهور حكومات لا تتشارك مع أمريكا في سياساتها المؤيدة بشدة لإسرائيل. إن هذه هي المعضلة التي تواجهها واشنطن في الوقت الحالي. لم تكن الأمور أكثر وضوحا من الآن بحاجة الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجتها الشرق أوسطية طويلة المدى. إنها بحاجة إلى طرق جديدة و شركاء جدد. إن الاستماع بشكل أكبر إلى تركيا الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط المسلم سوف يشكل بداية جديدة. و الخطوة الحكيمة التالية سوف تكون تغيير السياسة تجاه إيران من المواجهة إلى البحث الأصيل عن تسويات. إن الأمراض العاطفية الموجودة في السياسات الأمريكية التي تغذيها العواطف و التي تمنع من التقييم الهادئ للمصالح الوطنية مستمرة في شل حركة الخيال الدبلوماسي الأمريكي. حتى انفجارات هذا الشهر قد لا تكون كافية لإيقاظ واشنطن من سباتها الطويل.
 
Egypt Protests Show American Foreign-Policy Folly
While popular uprisings erupt across the Middle East, America stands on the sidelines. Stephen Kinzer on why the U.S. should abandon its self-defeating strategy in the region.
One afternoon a couple of weeks ago, I walked into the British Foreign Office for a meeting with Middle East policy planners. “ Tunisia is melting down and the Lebanese government has just fallen,” my host said as he welcomed me. “Interesting times.”
During our meeting, one veteran British diplomat observed that since American policy toward the Middle East is frozen into immobility, change there comes only when there is a crisis. I asked where he thought the next crisis might erupt. “ Egypt ,” he replied.
Events have moved quickly since then President Zine El Abidine Ben Ali of Tunisia has been overthrown, Hezbollah has chosen the new prime minister of Lebanon and thousands have taken to the streets in Egypt to demand an end to Hosni Mubarak’s 30-year dictatorship. The Middle East is erupting—and the U.S. is watching from the sidelines. Unable to guide the course of events, it can do little more than cheer for its sclerotic allies and hope that popular anger does not sweep them aside.
Washington sees the various local and national conflicts in the Middle East as part of a battle for regional hegemony between the U.S. and Iran . If this is true, the U.S. is losing. That is because it has stubbornly held onto Middle East policies that were shaped for the Cold War. The security environment in the region has changed dramatically since then. Iran has shown itself agile enough to align itself with rising new forces that enjoy the support of millions. The U.S. , meanwhile, remains allied with countries and forces that looked strong 30 or 40 years ago but no longer are.
Iran is betting on Hizbullah, Hamas, and Shiite parties in Iraq . These are popular forces that win elections. Hizbullah emerged as the heroic champion of resistance to Israel ’s 2006 invasion of Lebanon , winning the admiration of Arabs, not only for itself but also for its Iranian backers. Many Arabs also admire Hamas for its refusal to bow to Israeli power in Gaza .
 
Pro-Iran forces have also scored major gains in Iraq . They effectively control the Iraqi government, and their most incendiary leader, Moqtada al-Sadr, recently returned to a hero’s welcome after an extended stay in Iran . By invading Iraq in 2003, and removing Saddam Hussein from power, the U.S. handed Iraq to Iran on a platter. Now Iran is completing the consolidation of its position in Baghdad .
Whom does America bet on to counter these rising forces? The same friends it has been betting on for decades: Mubarak’s pharaonic regime in Egypt , Mahmoud Abbas and his Palestinian Authority, the Saudi monarchy, and increasingly radical politicians in Israel . It is no wonder that Iran ’s power is rising as the American-imposed order begins to crumble.
The U.S. keeps Mubarak in power—it gave his regime $1.5 billion in aid last year—mainly because he supports America ’s pro-Israel policies, especially by helping Israel maintain its stranglehold on Gaza . It supports Abbas for the same reason: he is seen as willing to compromise with Israel , and therefore a desirable negotiating partner. This was confirmed, to Abbas’s great embarrassment, by WikiLeaks cables that show how eager he has been to meet Israeli demands, even collaborating with Israeli security forces to arrest Palestinians he dislikes. American support for Mubarak and Abbas continues, although neither man is in power with any figment of legality; Mubarak brazenly stage-manages elections, and Abbas has ruled by decree since his term of office expired in 2009.
Intimacy with the Saudi royal family is another old habit the U.S. cannot seem to kick—even though American leaders know full well, as one of the WikiLeaks cables confirms, that “Saudi donors remain the chief financiers of Sunni militant groups like al-Qaeda.” The fact that the Tunisian leader fled to Saudi Arabia after being overthrown shows how fully the Saudis support the old, eroding Middle East order.
As for Israel itself, it will lose much if new Arab leaders emerge who refuse to be their silent partners. Yet Israel clings to the belief that it will be able to guarantee its long-term security with weapons alone. The U.S. encourages it in this view, sending Israelis the message that no matter how militant their rejectionist policies become, they can count on Washington ’s endless support.
The U.S. has long sought to block democracy in the Arab world, fearing that it would lead to the emergence of Islamist regimes. Remarkably, however, the Tunisian revolution does not seem to be heading that way, nor have Islamist leaders tried to guide protests in Egypt . Perhaps watching the intensifying repression imposed by mullahs in Iran has led many Muslims to rethink the value of propelling clerics to power.
Even if democratic regimes in the Middle East are not fundamentalist, however, they will firmly oppose U.S. policy toward Israel . The intimate U.S.-Israel relationship guarantees that many Muslims around the world will continue to see the U.S. as an enabler of evil. Despite America ’s sins in the Middle East, however, many Muslims still admire the U.S. They see its leaders as profoundly mistaken in their unconditional support of Israel , but envy what the U.S. has accomplished and want some version of American freedom and prosperity for themselves. This suggests that it is not too late for the U.S. to reset its policy toward the region in ways that would take new realities into account.
Accepting that Arabs have the right to elect their own leaders means accepting the rise of governments that do not share America ’s pro-Israel militancy. This is the dilemma Washington now faces. Never has it been clearer that the U.S. needs to reassess its long-term Middle East strategy. It needs new approaches and new partners. Listening more closely to Turkey , the closest U.S. ally in the Muslim Middle East, would be a good start. A wise second step would be a reversal of policy toward Iran , from confrontation to a genuine search for compromise. Yet pathologies in American politics, fed by emotions that prevent cool assessment of national interest, continue to paralyze the U.S. diplomatic imagination. Even this month’s eruptions may not be enough to rouse Washington from its self-defeating slumber.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,762,102

عدد الزوار: 6,913,596

المتواجدون الآن: 98