إرهاب الصواريخ

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 كانون الثاني 2011 - 7:13 ص    عدد الزيارات 796    التعليقات 0

        

موشيه آرنس...(وزير دفاع إسرائيلي سابق)

استخدم الارهابيون مسدسات وبنادق آلية لقتل أفراد؛ واستخدموا انتحاريبن ليقتلوا على نحو مركز مجموعات اجتمعت في مراكز ترفيه؛ واختطفوا طائرات لقتل آلاف المدنيين. لكن سلاحهم الأنجع اليوم هو الصاروخ البالستي. فهو سلاح رخيص يُطلق من بعيد على أهداف مدنية ويتيح للارهابيين الهرب قبل أن يصيب الهدف.
كيف سمحنا لهذا الواقع بأن ينشأ؟ هل نام قادتنا ولم يكونوا واعين لما يحدث حولنا بالتدريج؟ في واقع الأمر، فإن عدداً منهم مسؤولون بأعمالهم واخفاقاتهم عن هذا التدهور. فالانسحاب من جانب واحد من الحزام الأمني في جنوب لبنان أتاح لحزب الله زيادة عدد الصواريخ التي يملكها من دون حدود؛ أما اخفاق حرب لبنان الثانية فمكّنه من السيطرة على لبنان وأن يُدخل اليها من دون مشكلة صواريخ عن طريق سوريا ونشرها، وهي مستعدة للاطلاق في جميع أنحاء لبنان.
بعد ذلك جلب الانسحاب الأحادي الجانب من غوش قطيف حماس الى السلطة في قطاع غزة، وبدأ رجالها يطلقون الصواريخ على السكان المدنيين في جنوب الدولة من غير أن ينالوا العقاب. وقد استمروا في فعل ذلك سنين من دون أي رد اسرائيلي. وبرغم ان عملية "الرصاص المصهور" ضاءلت آخر الامر بصورة جوهرية عدد الصواريخ التي تطلق على اسرائيل، ما زال سكان الجنوب يتلقون كل يوم تقريباً صواريخ وقذائف من قطاع غزة. فقد أوقفت العملية قبل أن يتم أنجاز العمل، وزادت حماس منذ ذلك الحين عدد الصواريخ التي تملكها استعداداً للجولة القادمة.
فيما يبدو ان اسرائيليين كثيرين يشعرون بالقلق الشديد مما يفكر به "العالم" تجاه اسرائيل، ينبغي أن نذكر ان دولاً كثيرة ممن تشعر بالقلق الكبير جداً من امكانية حصول ارهاب على ارضها، لا تبدو قلقة على نحو خاص من أن سكان اسرائيل عرضة لتهديدات الارهاب. يجب علينا عدم التوجه اليها لنجد حلاً. انها مشكلة سنضطر الى مجابهتها وحدنا.
ماذا يمكن أن نفعل؟ كان يبدو لزمن طويل أن قادتنا يناقضون أنفسهم. قيل لنا في البدء إن علماءنا يطورون نظاماً لاعتراض الصواريخ البالستية يستطيع أن يُستخدم في المستقبل كمظلة واقية للمدنيين ولاسقاط كل صاروخ يطلقه الارهابيون. لا يحتاج المرء لأن يكون عالماً في مجال الصواريخ كي يدرك ان الأمر يتعلق بأحلام يقظة. فاذا استثنينا التحدي التكنولوجي العظيم الذي يطرحه تطوير نظام كهذا، فان فجوات الكلفة بين الصاروخ البسيط الموجه الى السكان وبين المنظومة الذكية المخصصة لاعتراضه، أكبر من ان تكون حلاً للمشكلة. قيل لنا بعد ذلك اننا نستطيع ان نردع الارهابيين عن استعمال هذا السلاح ضدنا. فكروا في هذا جيداً. من يردع من؟.
هل يعني هذا انه لا يوجد ما يمكن فعله سوى اعداد ملاجئ إضافية وتوزيع أقنعة واقية شخصية لكل مقيم؟ ليس كذلك فعلاً. إن التسليم بهذا الوضع الذي لا يحتمل لا يفترض أن يكون الجواب. فثمة امور يجب فعلها لمضاءلة الخطر الذي نواجهه وترجيح كفة الميزان الاستراتيجي لصالحنا. إنها خطوات ذات صبغة دفاعية وهجومية وردعية.
يجدر برئيس حكومتنا ووزير الدفاع والسباعية والمجلس الوزاري المصغر ومجلس الأمن القومي والجيش ولجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن يستخدموا رؤوسهم ويبدأوا العمل. فالعمل كثير والوقت قد يكون قصيراً، وإلا فمن المناسب أن نبدأ الاستعداد للجنة التحقيق التالية.

("هآرتس"- 28/12/2010)
ترجمة: عباس اسماعيل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,072,193

عدد الزوار: 6,751,414

المتواجدون الآن: 100