لماذا لا يستطيع العرب والإيرانيون التوافق ببساطة؟

تاريخ الإضافة الخميس 16 كانون الأول 2010 - 5:58 ص    عدد الزيارات 797    التعليقات 0

        

لماذا لا يستطيع العرب والإيرانيون التوافق ببساطة؟

جوهان ليمبرت.... فورين بوليسي

 طوال 30 عاماً، أظهرت الجمهورية الإسلامية قدرتها على كسب الأعداء من دون سبب وجيه، في محيطها (مثل الكويت) وفي الخارج (مثل الأرجنتين)، لطالما كانت محاولات طهران التعامل بدبلوماسية قصيرة الأمد، وسرعان ما تتحول إلى تهديدات قاسية ومطالبات بأراضٍ قديمة تعتبرها ملكاً لها· قد تكون الأحكام التي أطلقها الإيرانيون على العرب مترسخة أكثر من اللزوم، ما يمنع قمعها قبل فترة طويلة·

إذا ما صدقنا الرسائل التي تم تسريبها أخيراً عن وزارة الخارجية الأميركية، فسيتبين لنا أن بعض القادة العرب يحملون أفكاراً سلبية عن جارتهم الإيرانية، فضلاً عن وصف الإيرانيين بمصطلحات مثل <كاذبين> أو <أفاعٍ>، عبر قادة عرب أمام زائريهم الأميركيين عن أمنيتهم بأن تختفي هذه الدولة المجاورة المثيرة للمشاكل بطريقةٍ ما· يعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي انزعج من هذه الألقاب القاسية، أن مسألة تسريبات موقع <ويكيليكس> هي مجرد مؤامرة خارجية هدفها نشر الفتنة بين الإيرانيين والعرب وتعزيز الادعاء الأميركي بأن إيران أصبحت عبئاً دبلوماسياً في منطقتها·

غير أن العدائية بين العرب والإيرانيين لا تنطبق على جميع البلدان العربية، إذ تتمتع إيران بعلاقات سوية، لا بل دافئة، مع دولتي قطر وسلطنة عمان المجاورتين لها، أما علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والبحرين، فتتسم بالبرودة، بينما تُعتبر علاقاتها بالإمارات العربية المتحدة والكويت شبه معتدلة، وحين تصبح الأمور على المحك، يعمد الطرفان إلى وضع الأحكام المسبقة والمشاكل القديمة جانباً (سواء كانت صحيحة أو خيالية)، ويمكنهما التصرف خدمةً لمصالحهما الخاصة وسعياً للحفاظ على روابطهما الرسمية الودودة، لكن تبقى الصورة العامة سلبية، كما تشير المعلومات المسربة بشكلٍ صادم·

ما الذي يحصل بين الطرفين فعلاً؟ وما السبب الحقيقي وراء هذا الصراع بين المسلمين ودول المنطقة؟ هل ينتقد العرب إقدام الإيرانيين على التكلم عن أنفسهم حصراً أو عن شريحة أوسع من الرأي العام؟ ولماذا يلطم الإيرانيون على صدورهم دعماً لقضية فلسطين العربية؟ وهل يرغب السعوديون وغيرهم من العرب، على عكس ما يقولونه، في أن يهاجم الأميركيون- وبالتالي الإسرائيليون على الأرجح- إيران؟

من المعروف أن العلاقات العربية الإيرانية معقدة، لكن الطرفين، بغض النظر عن طبيعة علاقتهما، يتواصلان بشكل دائم· حيث يلتقي العالم الإيراني بالعالم العربي- على طول ساحلي الخليج، في جنوب غرب إيران، وفي العراق- يرتبط الشعبان بفعل التزاوج، والهجرة، وإتقان اللغتين، والتبادل التجاري· تتشارك غالبية العرب في البحرين والعراق الدين الشيعي الإسلامي كالإيرانيين، ويتكلم ملايين الإيرانيين الخوزستانيين العربية كلغتهم الأم· كذلك، يضم الشعب الإيراني (الأكراد) حوالي 20% من الشعب العراقي، وتنحدر عائلات عريقة كثيرة في جنوب إيران من دول الخليج العربي·

غير أن هذا التواصل المستمر لم يؤدِّ يوماً إلى أي تفاهم ملموس، إذ يسود انعدام الثقة وقلة التقدير من الطرفين تجاه <الآخرين> وعلى مستوى رؤيتهما للعالم· وتنجم بعض هذه الشكوك عن الاختلافات الدينية تحديداً·

وسط هذه المعمعة كلها، نجد أيضاً عند الطرفين عزة النفس الإثنية والوطنية المتطرفة، ويشعر الإيرانيون بالفخر بتاريخهم العظيم وبنجاحهم في الحفاظ على هوية مميزة طوال أكثر من 2500 سنة، عبر تاريخ مأساوي من الغزوات والهزائم· كذلك، يفخر الإيرانيون بلغتهم الوطنية، وأعمالهم الأدبية، وإنجازاتهم العلمية، ومناهجهم الدراسية، وفنونهم· في المقابل، يشعر العرب بالفخر نفسه بحضارتهم القديمة، وتقاليدهم، ولغتهم المميزة على وجه الخصوص·

لكن يتحول هذا الفخر في أغلب الأحيان إلى تعصب وطني مفرط، ما يدفع كل طرف إلى النظر بفوقية إلى الطرف الآخر والتقليل من شأن إنجازاته وحضارته· بالنسبة إلى الكثير من العرب، كان الإيرانيون متغطرسين، وثنيين، يحبون الترف ويعبدون النار، إلى أن نشر بينهم العرب رسالة الإسلام المستنيرة· وبالنسبة إلى الكثير من الإيرانيين، يُعتبر العرب مجموعة من البدو غير المثقفين الذين دمروا الحضارة الإيرانية العظيمة في الشرق الأدنى القديم، تتبدد هذه الآراء الراسخة في الذهن لدى اصطدامها بالواقع، ولكنها لاتزال موجودة وتستمر بممارسة قوتها للتأثير في الوضع·

يُضاف عامل جهل الآخر إلى هذه العدائية المترسخة··· وعلى الرغم من التواصل والتفاعل طوال قرون، لا يعرف أي طرف الكثير عن الآخر، فماذا يعرف العرب والإيرانيون عن فنون الطرف الآخر، وأعماله الأدبية، وتاريخه، ومسيرته السياسية، وتقاليده؟ القليل فقط! ربما يشبه وضعهما العلاقات القائمة بين المكسيك والولايات المتحدة· يحب الأميركيون مثلاً الطعام المكسيكي (أو بعض أنواعه) والموسيقى المكسيكية· لكن ماذا يعرف الأميركيون عن ثقافة المكسيك وتاريخها؟ القليل فقط! في ظل هذا الجهل المتبادل، من الأسهل وصف الآخرين بـ>الكاذبين> و>الأفاعي> و>المهرطقين> بدل بذل جهود حثيثة للتوصل إلى التفاهم المنشود·

أنظمة ملكية عربية مهددة بالزوال لم تكن السنوات الستين الماضية ايجابية إلى الانظمة الملكية، فقد أُطيح بعددٍ لا يُستهان به منها: مصر (1952)، العراق (1958)، ليبيا (1969)، إثيوبيا (1974)، أفغانستان (1973)، إيران (1979)· من هو النظام التالي إذن؟ لا أحد يستطيع لوم حكّام الدول الخليجية إذا كانوا يشعرون بأن أنظمة حكمهم مهددة، بما أن دولتهم المجاورة غير العربية شمالاً- وهي نشأت عن طريق ثورة أطاحت بأحد أعظم الملوك الإيرانيين- لا تكتفي باتباع شعائر دينية يعتبرونها هرطقة في الدين، بل تتبنى أيضاً إيديولوجيا ترفض فكرة النظام الملكي من أصلها! صحيح أن الجمهورية الإسلامية لم تكن يوماً بارعة في التعامل الدبلوماسي اللائق، لكن حتى ذلك التعامل اللائق الذي تمارسه الآن لا يستطيع إخفاء واقع رفضها للأنظمة الملكية باعتبارها غير شرعية·

تُضاف إلى هذا الخليط المرعب من العوامل السلبية قلة كفاءة إيران على المستوى الدبلوماسي، وهو ما عزز شكوك الدول المجاورة بها منذ فترة طويلة· طوال 30 عاماً، أظهرت الجمهورية الإسلامية قدرتها على كسب الأعداء من دون سبب وجيه، في محيطها (مثل الكويت) وفي الخارج (مثل الأرجنتين)· لطالما كانت محاولات طهران التعامل بدبلوماسية قصيرة الأمد، وسرعان ما تتحول إلى تهديدات قاسية ومطالبات بأراض قديمة تعتبرها ملكاً لها· قد تكون الأحكام التي أطلقها الإيرانيون على العرب مترسخة أكثر من اللزوم، ما يمنع قمعها قبل فترة طويلة·

عمدت الجمهورية الإسلامية، ربما بهدف إلهاء شعبها عن الإخفاقات الاقتصادية والسياسية الواضحة محلياً، إلى التركيز على القضايا العربية، فظهرت بصورة المدافع الشرس عن العرب أكثر من العرب أنفسهم، وتحديداً على مستوى إطلاق صرخات الدعم للفلسطينيين المظلومين خلال <يوم القدس> مثلاً، وهو يوم ألحقه الإيرانيون بشهر رمضان المبارك· غير أنّ هذه الخطوة لم تُكسِب إيران أصدقاء كثيرين في العواصم العربية، كونها اعتُبرت محاولة لإبعاد الحكومات المجاورة عن شعوبها· لقد أثارت هذه الحملات في طهران الشكوك في أن دافع الإيرانيين الحقيقي لا يقضي بمساعدة العرب المقموعين، بل بإحراج الحكومات العربية ? التي قد تكون أكثر قابلية للتعاون مع الإسرائيليين بدل التعامل مع شعوبها- وفي نهاية المطاف إعادة إحياء الثورة الإسلامية في البلدان المجاورة·

هل يريد العرب فعلاً خوض حرب مع إيران؟ على الأرجح لا، نظراً إلى العواقب الكارثية التي قد تترتب على صراع مماثل على المستويين الاقتصادي والسياسي· لكن نظراً إلى احتجاجاتهم المكبوتة بشأن جارتهم الإيرانية، القديمة منها والمستجدّة، فليس من المستغرب أن يعبّروا عن مشاعرهم السلبية أمام الزائرين الأميركيين الذين يشاركونهم مشاعر العدائية نفسها تجاه إيران، لكن لأسباب مختلفة جداً·

 

*مفاوضات السلام في مهب الريح·· ولا خطة بديلة في الأفق مارك لاندلر نيويورك تايمز بعد ثلاثة أسابيع من المساومات العقيمة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قررت إدارة أوباما التخلي عن جهود إقناع الحكومة الإسرائيلية بتجميد بنائها لمستوطنات يهودية لمدة 90 يوما، حسبما ذكر مسؤول رفيع المستوى·

ويترك هذا القرار محادثات السلام بالشرق الأوسط عرضة للتقلبات، مع رفض الفلسطينيين استئناف المفاوضات المباشرة من دون تجميد البناء الاستيطاني، ونضال الولايات المتحدة للوصول إلى صيغة أخرى لإعادتهم إلى الطاولة· ويعد هذا الوضع بمثابة انتكاسة أخرى في حملة أطلقها الرئيس أوباما بدت محكوما عليها بالفشل منذ البداية·

وشرح مسؤولون أن الإدارة قررت وقف جهودها لأنها خلصت إلى أنه حتى إذا أقنع نتنياهو مجلس وزرائه بقبول قرار التجميد - الأمر الذي عجز عنه حتى الآن - فإن 90 يوماً من المفاوضات لن تكفي لإحراز تقدم على صعيد قضايا جوهرية اهتمت بها واشنطن منذ البداية·

وقال مسؤول أميركي بارز، رفض كشف هويته لتناوله مشاورات لا تزال تجري داخل صفوف الإدارة: <لقد بذلنا جهوداً كبيرة، وحاول الجميع بصدق استئناف المفاوضات المباشرة على نحو مستديم ويحمل معنى حقيقياً، لكن تمديد قرار التجميد لم يكن ليحقق ذلك>·

ولم يطرح مسؤولو الإدارة خطة بديلة لإحياء المحادثات، ويرى محللون أنه من غير الواضح ما إذا كان لدى الإدارة خطة بديلة من الأساس، وراء الالتزام العام بالاستمرار في الحديث إلى الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن القضايا الكبرى المثيرة للاختلاف بينهما: الحدود والأمن ووضع القدس، بجانب أخرى·

وربما يحمل خطاب وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون حول السياسات تجاه الشرق الأوسط الذي ستلقيه الجمعة أمام <معهد بروكنغز>، نظرة عامة على الخطوة التالية للإدارة· إلا أنه على ما يبدو لم يتم إقرار استراتيجية محددة للإدارة بهذا الشأن بعد· عن ذلك، قال روبرت مالي، مفاوض بقضية السلام في إدارة كلينتون: <من وجهة نظري، أرى أن الإدارة تذعن بحكمة للواقع·

والسيناريو الأكثر احتمالاً أن قرار التجميد كان سيكسبهم وقتاً قصيراً، ثم يلقي بهم في الأزمة ذاتها التي كانوا فيها من قبل>·

ويقول مسؤولون بالإدارة الأميركية إن واشنطن اتخذت القرار بعد مشاورات بين كلينتون ونتنياهو· كان الاثنان قد صاغا من قبل اتفاقاً بتجميد البناء الاستيطاني لمدة 90 يوماً، لكن نتنياهو أعلن لاحقا عجزه عن إقناع وزرائه بالموافقة عليه من دون تقديم الأميركيين ضمانات أمنية كتابية·

ولم تقدم هذه الضمانات، التي تضمنت 20 طائرة تسلل وتعهداً أميركياً باستخدام حق النقض (الفيتو) تجاه أي قرارات ضد إسرائيل داخل الأمم المتحدة، إلى الإسرائيليين قط· وأكد مسؤول أنه في الوقت الذي لم تعد فيه هذه الحزمة مطروحة، فإن الولايات المتحدة ستستمر في حماية أمن إسرائيل ومحاربة الجهود الساعية للطعن في شرعيتها داخل المنظمات الدولية·

ويعتقد محللون أنه على المدى القصير أثار الإخفاق في تمرير الاتفاق الشكوك في قدرة نتنياهو على التفاوض حول اتفاق نهائي· وأعرب دانييل سي· كيرتزر، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، اعتقاده بأن هذا الإخفاق <كشف مدى ضعف ائتلافه· لقد بدا الاتفاق جذاباً للغاية في عينيه، ومع ذلك فشل في إقناع مجلس وزرائه بقبوله من دون إلحاق شروط به اعتبرتها واشنطن غير مقبولة>·

إلا أن الفلسطينيين بدلوا أيضاً موقفهم، حيث أصروا على أن تجميد المستوطنات يجب أن يشمل القدس الشرقية والضفة الغربية، بينما من ناحيتها لم تطلب الولايات المتحدة قط من نتنياهو توسيع دائرة قرار التجميد إلى القدس· ويعتقد محللون أن نتنياهو لم يكن ليتمكن قط من إقناع مجلس وزرائه اليميني بالموافقة على هذا الأمر·


 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,571,322

عدد الزوار: 6,901,656

المتواجدون الآن: 97