العراق يواجه مأساة انقراض مواطنيه المسيحيين

تاريخ الإضافة الأربعاء 8 كانون الأول 2010 - 5:47 ص    عدد الزيارات 826    التعليقات 0

        

العراق يواجه مأساة انقراض مواطنيه المسيحيين

 


 

ترجمة: د· عبد الوهاب حميد رشيد
 
 هل أن إقامة محافظة ذات أغلبية مسيحية في سياق حكم ذاتي في شمال العراق، تُشكل حلاً لمحنة المسيحيين في العراق؟·

حسناً، تم طرح هذا الاقتراح من قِبَلْ المسيحيين العراقيين، وأعرب <رئيس جمهورية حكومة الاحتلال> في العراق عن تأييده للدعوة التي جاءت بعد حمّام الدم في كنيسة النجاة في بغداد في تشرين الأول الماضي·

يقترح ممثلو الطوائف المسيحية الآشورية، الكلدانية، والآرامية في العراق إنشاء منطقة إدارة ذاتية في محافظة نينوي شمال البلاد، ووفقاً لرئيس جمعية الدفاع عن الشعوب المُهدَّدة Society for Threatened Peoples (STP) ،Tilman Zülch <في سهول نينوى، المسيحيون، الشبك، اليزيدية، والأكراد المسلمون، يُشكلون الغالبية من السكان هناك· عليه، فإن طلب الآشوريين، الكلدان، والآراميين، له ما يبرره تماماً··· والأهم من ذلك أن الحكم الذاتي في المنطقة يمكن أن يُساعد على حماية الطوائف الصغيرة - العرقية والدينية - إذا ما رُبطت هذه المنطقة بالإقليم الكردي السلمي الشمالي··· الوضع هناك ظلّ آمناً لسنوات، والسياسات الإقليمية الحكومية تُعتبر مثالية لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها>·

يظهر أنّ الطوائف المسيحية تشير إلى نسخة مُصغّرة من كردستان العراق - منطقة حكم ذاتي لهم مع أقل قدر من الرقابة من جانب الحكومة المركزية في بغداد··

تمتّع المسيحيون العراقيون بالامتيازات في ظل النظام العراقي لما قبل الاحتلال، وكانوا من بين العراقيين الأفضل تعليماً، وأداروا مشروعاتهم الاقتصادية بنجاح·

كان المسيحيون يتركزون في البصرة - الجنوب، الموصل - الشمال - وفي بغداد - وسط العراق·

الحرية الدينية، لم تواجه أي تحد آنذاك· في أوائل التسعينات كان يتواجد مليون مسيحي في العراق· انخفض هذا العدد منذ ذلك الحين، حيث اتجه العديد للحصول على اللجوء في الغرب وأماكن أخرى، تهرباً من تأثير المقاطعة الأممية التي فُرضت على العراق بعد غزو الكويت العام 1990·

أثناء الغزو / الاحتلال كان في العراق ما بين 700 ألف إلى 800 ألف من المواطنين المسيحيين· وتُشير التقديرات حالياً إلى انخفاض عددهم إلى حوالى النصف مليون·

ووفقاً لـZulich، منذ العام 2003 فإن أكثر من ثلاثة أرباع الـ 400 ألف، المسيحيون المقيمون في بغداد، هربوا من جملة الخمسة ملايين عراقي·

منذ الغزو / الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة، صار المسيحيون مستهدفين وضحية القمع، الترهيب، والعنف· تخريب الكنائس بشكل روتيني، تعرض متاجرهم للهجمات، إجبار النساء المسيحيات الالتزام بالزي (الإسلامي)، تهديد المسيحيين لترك منازلهم والخروج من البلاد· الكثيرون منهم لا يتجرأون الذهاب إلى تجمعاتهم ومناسباتهم الدينية والاجتماعية أو إرسال أبنائهم إلى المدارس المسيحية خوفاً من هجمات (المجرمين) المتشددين (عملاء الاحتلال)·

أغلبيتهم هربوا إلى بلدان الجوار: سوريا والأردن، علاوة على لجوئهم في الولايات المتحدة، كندا، استراليا، نيوزيلندا وبلدان أخرى، من خلال المفوضية الأممية للاجئين UNHCR· العديدون نجحوا في الحصول على اللجوء وآخرون ينتظرون دورهم· قلّة منهم مستعدون للعودة إلى البؤس الذس عانوا منه في بلادهم·

بلغت أعمال العنف ضد المسيحيين العراقيين أسوأها بتاريخ 31 تشرين الأول 2010 عندما فتح مسلّحون النار على كنيسة سيدة النجاة (سيدة الخلاص) في بغداد ومن فيها، وقُتل وجُرح العشرات··

أُحبط الهجوم عندما اقتحمت الكنيسة قوات الأمن العراقية المدعومة من الولايات المتحدة، بعد أن انتهى المجرمون من ذبح نحو 50 من المصلين وإثنين من الكنهة، وأعداد أخرى من المصابين!! ومنذ ذلك الحين استمرت الهجمات·· المتفجرات المرتجلة والصواريخ التي استهدفت منازل المسيحيين في أحياء عديدة من بغداد، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، علاوة على الأضرار الفادحة التي أصابت منازلهم·· يرى قادة المسيحيين العراقيين أن إقامة محافظة في إطار إدارة ذاتية، يمكن أن تشجع المسيحيين في أجزاء أخرى من البلاد على الانتقال إلى هناك· من ناحية أخرى، يرى آخرون أن إقامة مثل هذه المحافظة يمكن أن تُضيف إلى <الحدود الداخلية> الفاصلة المزيد من التشرذم بين المجموعات الدينية، الطائفية، والإثنية في البلاد·

 كاتب من العراق·

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,718,345

عدد الزوار: 6,910,142

المتواجدون الآن: 99