حلف استخباري ضد تركيا: إسرائيل واليونان وبلغاريا

تاريخ الإضافة الأربعاء 1 كانون الأول 2010 - 5:58 ص    عدد الزيارات 848    التعليقات 0

        

نص إسرائيلي
حلف استخباري ضد تركيا: إسرائيل واليونان وبلغاريا
بقلم باراك رابيد

أحداث الاسطول التركي المتوجه الى غزة في نهاية أيار الماضي اشارت الى انهيار الحلف الاستراتيجي بين اسرائيل وتركيا. وفي الاشهر الاخيرة تبلور اسرائيل حلفا جديدا مع دول عدة في البلقان هي ايضا قلقة من سياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. تعاون استخباري وتدريبات عسكرية مشتركة ومئات الاف السياح هي بعض من عناصر الحلف الجديد.
مقابل التوتر وعدم الثقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان والادارة الاميركية، والبرودة من جانب دول غرب اوروبا والقطيعة مع العالم العربي، يبرز "حلف البلقان" كخطوة ديبلوماسية هي الاكثر معنى لحكومة نتنياهو.
الدولتان المركزيتان اللتان وثّقت اسرائيل العلاقات معهما في السنة الاخيرة هما اليونان وبلغاريا. ولكن حرارة العلاقات كانت أيضا مع قبرص ورومانيا وصربيا ومونتينغرو ومقدونيا وكرواتيا. هذه الدول تشارك اسرائيل في قلقها من التطرف في تركيا ومن تسلل الجهاد العالمي. وهي تُظهر امكانات للتعاون الامني والاقتصادي والتكنولوجي معها.
قبل شهر نشرت صورة استثنائية جدا لرئيس وزراء بلغاريا، بويكو بوريسوف، مع شخص ليس سوى رئيس الموساد مئير دغان. وفي البيان البلغاري جاء ان الاثنين "اعربا عن الرضى من التعاون والعمليات المشتركة الناجحة لجهازي الامن البلغاري والاسرائيلي".
وقال موظف اسرائيلي كبير ضالع في العلاقات مع بلغاريا ان هذا كان لقاء وديا بين الرجلين.
وقد زاد الاسطول التركي الذي توجه الى غزة الرغبة البلغارية في التعاون الامني والاستخباري. وقال ديبلوماسي اسرائيلي "لقد فهموا بأنه يوجد هنا خطر كبير عليهم، وعلينا ألا ننسى بأنهم كانوا تحت الحكم التركي لمدة 500 سنة". ومؤخرا زار اسرائيل ايضا رئيس قيادة مكافحة الارهاب في بلغاريا.
كما اقترح بوريسوف على نتنياهو توثيق التعاون من خلال استخدام سلاح الجو الاسرائيلي للمجال الجوي البلغاري لغرض التدريب. جولة تدريبات اولى كهذه ستجرى قريبا.
"الميول في تركيا هي جزء من الامر، ولكن يوجد هنا شيء آخر"، يشدد السفير الاسرائيلي في صوفيا، نحجال – جاندلر. "خلافا للماضي، قرر بوريسوف شخصيا التعاون مع اسرائيل. فور انتخابه زار القدس، بعد 18 سنة لم يزر فيها اسرائيل أي رئيس وزراء بلغاري".
وحدد البلغار السياحة والتكنولوجيا العليا الاسرائيلية كهدف. وهم يحاولون توظيف عدم توجه الاسرائيليين الى انطاليا كي يجتذبوهم الى بورغاس وفيرنا، الى شاطىء البحر الاسود. 150 الف اسرائيلي زاروا بلغاريا هذه السنة. سيصلون الى 250 الف في 2011. "حكومة بوريسوف وضعتنا في رأس جدول الاولويات"، يقول جاندلر. "وهم يبحثون عن قاطرة اقتصادية جديدة في صورة التكنولوجيا المتقدمة الاسرائيلية".
كما أن التسخين الدراماتيكي للعلاقات مع اليونان متعلق هو ايضا بقرار شخصي، لرئيس الوزراء باباندريو. في شباط التقى هذا بنتنياهو، في مطعم "بوشكين" في موسكو. باباندريو، الذي يرى نفسه سياسيا دوليا ويتطلع الى دور في المسيرة السلمية، فهم بأن عليه أن يغير تماما علاقاته مع اسرائيل بسبب "الاسطول التركي"، بعد ثلاثة اشهر من ذلك، دفع الجيش ايضا واجهزة الامن اليونانية للضغط على القيادة السياسية من أجل التقرب من اسرائيل.
الازمة الاقتصادية في اليونان كانت عاملا آخر في قرار باباندريو. بعد ستين سنة من السياسة المؤيدة للعرب، اكتشف اليونانيون بانهم لا يتلقون مساعدة اقتصادية أو استثمارات من الدول العربية. وقال ديبلوماسي اسرائيلي ان "اليونانيين خاب أملهم".
في تموز الماضي جاء باباندريو في زيارة تاريخية الى القدس، وفي غضون اسابيع اجرى نتنياهو زيارة مقابلة الى اثينا. الكيمياء بين الرجلين والتي بدأت في موسكو، اصبحت علاقات وثيقة تجد تعبيرها في مكالمات هاتفية اسبوعية. وعين باباندريو وزيراً خاصاً لتطوير العلاقات مع اسرائيل وكلف نتنياهو بالمهمة نائب وزير الخارجية داني ايالون ومستشار الامن القومي عوزي اراد. مؤخرا غيّر اليونانيون ايجابا انماط تصويتهم في الامم المتحدة في موضوع اسرائيل.
في حالة اليونان ايضا، مجالات التعاون الاولى كانت الامن والاستخبارات والسياحة. نائب وزير الدفاع متان فيلنائي واللواء احتياط عاموس جلعاد زارا مؤخرا اليونان لاجراء محادثات امنية، وقام سلاحا الجو بتدريبات مشتركة واسعة النطاق. وشدد الديبلوماسي الاسرائيلي الكبير على أن العام 2011 سيكون عام تعاون امني واستراتيجي مع اليونان.
قبل ثلاثة اشهر بعثت اسرائيل بالديبلوماسي الكبير والخبير آريه مكيل كسفير الى اثينا. وهذا ايضا كان رسالة جدية. ويقول مكيل: "يوجد توثيق للعلاقات على كل الصعد وجرت زيارات متبادلة للوزراء بحجم ومستوى لم يسبق لهما مثيل. نحن نقدر قرار اليونان تحسين العلاقات ونؤمن بأن الدولتين يمكنهما أن تتمتعا بثمار التعاون الوثيق المتبلور.
 


("هآرتس" ترجمة "المصدر" - رام الله)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,145,857

عدد الزوار: 6,756,980

المتواجدون الآن: 114