هل كان تعبير الرئيس دونالد ترامب عن تأييده للاحتجاجات في إيران مؤثّراً؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 12 كانون الثاني 2018 - 4:49 ص    عدد الزيارات 1245    التعليقات 0

        

هل كان تعبير الرئيس دونالد ترامب عن تأييده للاحتجاجات في إيران مؤثّراً؟..

مايكل يونغ..

مطالعة دورية لخبراء حول قضايا تتعلق بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومسائل الأمن

مايكل دوران | باحث رئيس في معهد هدسون، ومؤلف كتاب "Ike’s Gamble: America’s Rise to Dominance in the Middle East " (مقامرة آيك (آيزنهاور): صعود أميركا إلى الهيمنة في الشرق الأوسط)، وهو عضو سابق في مجلس الأمن القومي خلال إدارة جورج دبليو بوش.

كانت إدارة ترامب، بما في ذلك الرئيس ونائبه، فصيحة في التعبير عن تأييدها للمتظاهرين الإيرانيين، وهي على حقّ في ذلك. يدّعي بعض منتقدي هذا الدعم أنّه سيكون له تأثير معاكس، لأنّه سيمكّن النظام من وسْم المتظاهرين كأدوات للإمبريالية. غير أنّ هذا النظام سيتّهم المحتجين في الواقع بأنّهم عملاء لأميركا، بغض النظر عما سيقوله ترامب. فهذه لعبة معهودة في الأنظمة المطلقة. والحال أن الدعم الأميركي يعزّز معنويات المتظاهرين من خلال الإثبات لهم أنّه لدى النظام أعداء يتمنّون لهم الخير. وفي الواقع، كلمة "عدو" هي المفتاح. ففي الولايات المتحدة وأوروبا، لم يعد الكثير من منتقدي ترامب ينظرون إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية كعدو، بل يرون فيها إمّا شريكاً أو شريكاً محتملاً لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

هل إيران شريك أم عدو؟ هذا هو السؤال الذي يُطرح حقاً عندما نناقش إذا ما كنّا سنعبّر عن دعمنا للاحتجاجات.

بلايك هونشيل | رئيس تحرير صحيفة "بوليتيكو"

لا أدّعي أنّني خبير في الشؤون الإيرانية، لكني كنت متعاطفاً مع الحجة القائلة إنّ النظام الإيراني كانسيصف المتظاهرين بعملاء للخارج على أي حال، وبالتالي كان يمكن للمرء دعمهم قولاً وفعلاً على حد سواء.

الافتراض أنّ الإيرانيين كانوا سيقنتعون بالحملات الإعلامية لحكومتهم على رغم تجاربهم الحيّة في ظل اقتصاد محاصر ونظام فاسد فقد شرعيّته بالنسبة إلى الكثيرين، يعد تقليلاً من شأنهم. مع ذلك، نميل نحن الأميركيون إلى المبالغة في تقدير تأثير ما نقول ونفعل حيال الأحداث في الخارج. وكان من شأن القول إنّه كان على الولايات المتحدة التزام الصمت حيال التظاهرات أن يوقعنا ضحية الأنانية التحليلية نفسها كما في ربط الاحتجاجات الإيرانية بأنفسنا. علينا دائماً أنّ نفعل ما في وسعنا لمساعدة الإيرانيين على إيصال صوتهم، وإدانة مضطهديهم، والسعي إلى الحصول على نفوذ إضافيضدّ الأطراف السيئة داخل النظام، لكن مع التواضع بشأن ما يمكن للدعم الخارجي تحقيقه في النهاية.

بورزو دراغاهي | مراسل دولي لموقع "بازفيد نيوز"

بذلت إيران في مسارها نحو الديمقراطية جهداً طويلاً وطاحناً، مدفوعاً في المقام الأوّل بالصراعات بين الملوك والحركات الاجتماعية، ورجال الجيش والملالي. وخلال الحقبتَيْن الاستعمارية وما بعد الاستعماريةمباشرة، لعبت القوى الخارجية دوراً حاسماً وسلبياً جداً في هذه الصراعات. ويواصل إرث التدخلات الأجنبية السابقة مطاردة إيران، الأمر الذي جعل من التساؤل حول إذا ما كان يجب على الولايات المتحدة إعلان تأييدها للاحتجاجات المندلعة في البلاد، غاية في التعقيد. كما هي الحال بالنسبة إلى بلدان عدّة، تعدّ صراعات إيران السياسية شأناً داخلياً. ولن يعاير النظام حملته على المتظاهرين استناداً إلى إذا ما كان الرئيس دونالد ترامب يذكّره بأنّ "العالم يراقب". إذ لم ينزل المتظاهرون إلى الشوارع في الأعوام 1999 و2003 و2009 أو في الأيّام الأخيرة بتشجيع من مسؤولين غربيين، أو حتى من المحطات التلفزيونية التي تبث من المنفى وتحثّهم على التمرّد منذ أربعة عقود. التأثير الوحيد الذي يمكن أن تُحدثه التحذيرات الغربية لحكومة ما لايعدو كونه هامشياً. وفي حالة الحكومات ذات التاريخ المديد مع التدخّلات الأجنبية، من النادر أن تكون التحذيرات في مصلحة أولئك الذي يتحدّون الحكومات الاستبدادية. قد يكون لدى الطغاة الذين يميلون إلى اتهام المتظاهرين بأنّهم مخدوعون من قبل الغرب، ذخيرة خطابية أكبر إذا تمكّنوا من الإشارة إلى تغريدة لترامب أو إلى خطاب عنيف ومسهب لنيكي هالي. وقد يكون المثقفون الحياديون الميّالون إلى اليسار، الذين يدرسون الانضمام إلى انتفاضة الفقراء، أكثر ميلاً إلى الابتعاد عن الاحتجاجات في حال توجّسوا من أنه سيتمّ التلاعب بهم من قبل قوّة أجنبية يُنظر إليها على أنّها معادية. قال لي أحد المحرّرين في مؤسسة إعلامية مركزية في طهران، إنّه من المسلّم به أنّ بعض الليبراليين الإيرانيين يعتقدون أنّ فريق ترامب كان يتعاون ضمنياً مع المحافظين في النظام لإسقاط حكومة الرئيس حسن روحاني المعتدلة، مفضلاً مواجهة شخصية أكثر تشدّداً. وبعد ظهور صور لبلطجية يحملون العصي ويعتدون بوحشية على المتظاهرين العزّل، تواجه الحكومات الغربية بدورها ضغوطاً داخلية للتصرّف أو قول شيء ما. للحكومات الحق في الدفاع عن مبادئها، ولعلّ تغريدة ترامب الأولى حول هذا الموضوع، والتي تدعم قيماً ديمقراطية أساسية، لم تضرّ أو تنفع على الأرض في إيران. لكن التغريدات اللاحقة الداعية إلى تغيير النظام، والتهديدات النارية وغير المناسبة لنوّابه ووكلائه على القنوات الإخبارية الدولية، كان مبالغاً فيها، وربّما قوّضت أهداف الولايات المتحدة.

آندرو بوين | باحث زائر في الدراسات الخارجية والدفاعية في "معهد أميركان إنتربرايز"

مثّلت تغريدة الرئيس دونالد ترامب الداعمة للاحتجاجات في إيران ابتعاداً لغوياً عن الرئيس باراك أوباما، لكن يمكن القول إنّها كانت حتّى انقطاعاً أكثر حدّة عن الإدارات السابقة. هناك تاريخ طويل لاستخدام الرؤساء الأميركيين لمنبر التنمّر كعنصر حاسم في القيادة الأميركية في العالم. فقد أصبحت "أجندة الحرية" للرئيس جورج دبليو بوش سمة أساسية لإرث سياسته الخارجية، ومنحت أفعاله صدقية لأولئك الذين يسعون إلى الحرية، في حين أُرغم القادة المستبدون على الإصغاء. ومن نجاحاته العديدة مثل الثورات الملوّنة على طول الحدود الروسية، إلى أوجه قصوره في في الشرق الأوسط، عزّزت أميركا قيمها بغطرسة. قارب ترامب منبر التنمّر كوسيلة لتصفية حسابات شخصية، فيما بدا دعمه للمتظاهرين الإيرانيين ناشزاً. كما تجنّب خطابه الأولّي المبهم أي مظاهر من خطاب بوش الافتتاحي الثاني الواضح، وكشف النقاب عن أميركا أكثر تركيزاً على مصالحها من التأثير على العالم بقيمها. وبالنظر إلى ميل تغريدات الرئيس إلى الارتجال، فمن غير المؤكد أنّ استخدامه لمنبر التنمّر سيؤدي إلى استجابة أولئك الساعين إلى مستقبل أفضل في إيران. وسيأتي التأثير الحقيقي من القرارات المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران في الأسابيع المقبلة، بعيداً المنبر التنمّري على تويتر. وثمّة احتمال أن يكتفي ترامب باحتواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مخيّباً بذلك آمال المطالبين بالتغيير في الشارع، وممكّناً رجال الدين الإيرانيين من وضع تغريدات الرئيس الأميركي على رفوف النسيان.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,060,188

عدد الزوار: 6,750,658

المتواجدون الآن: 109