الشـيطـــان السكـــانـــي حــيّ -

تاريخ الإضافة الخميس 7 تشرين الأول 2010 - 7:55 ص    عدد الزيارات 791    التعليقات 0

        

الشـيطـــان السكـــانـــي حــيّ - 
بقلم أرنون سوفير
استجبت لاقتراح موشيه أرينز أن اقرأ معطيات المكتب المركزي للاحصاء التي وجد انها مشجعة جدا ("بعد موت الشيطان السكاني"، بقلم موشيه أرينز، صحيفة "هآرتس" 28/9). فماذا وجدت؟ أولا أن المكتب المركزي للاحصاء لا يتناول سوى معطيات داخل الخط الاخضر – أي اسرائيل ومعطيات عن يهودا والسامرة. أما في شأن عرب المناطق فسنضطر الى البحث في مصادر اخرى.
ما الذي يُبهج كثيرا في معطيات سنة 2010؟ وجدت أن نسبة اليهود داخل اسرائيل هي 75.5 في المئة من السكان كلهم، لكن كانت نسبتهم في 1998، 79.2 في المئة، وفي 1988، 81.7 في المئة. أي ان نسبة اليهود من سكان اسرائيل تهبط على الدوام، برغم انه جاء الى هنا في العقدين الأخيرين نحو مليون مهاجر.
بحسب التنبؤات، ستنخفض نسبة اليهود في سنة 2015 الى 73.5 في المئة، وستنخفض أكثر في 2025 لتبلغ 70.6 في المئة. في سنة 2030 فقط، ولاول مرة، سيكون ارتفاع ضئيل لنسبة اليهود وسنبلغ 72 في المئة. فما الذي يُفرح أرينز ها هنا؟
اذا أضفنا الى هذه المعطيات الصعبة العمال الاجانب، ومهاجري افريقيا، والسياح الذين لم يعودوا الى اوطانهم والفلسطينيين الذين يدخلون البلاد ولا يعودون الى بيوتهم، فان نسبة اليهود تنخفض لتبلغ 70 في المئة من سكان اسرائيل. فما المبهج هنا؟ هذه صورة صعبة.
لكن أرينز يدعو في الاشهر الاخيرة الى ضم يهودا والسامرة [الضفة الغربية] الى اسرائيل (فهذه هي الطريق لمنع دولتين في هذه المنطقة الضيقة بحسب رأيه). واضح انه سيصبح عنده في هذه الحال مشكلة سكانية صعبة. فماذا يفعل أرينز؟.
لكنني لا أعتمد على فرقاء اميركيين وأتوجه الى رئيس الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي ويبلغني هذا انه يسكن يهودا والسامرة اليوم نحو 2.6 مليون فلسطيني، ويُقدرون عددهم في غزة بـ 1.5 مليون. ومن لا يتكل على الجيش الاسرائيلي يستطيع التوجه الى معطيات المكتب المركزي الفلسطيني للاحصاء الذي أُجري احصاؤه العام الاخير في 2007، برعاية مندوبي حكومة نروج، ومعطياتهم قريبة من معطيات الجيش الاسرائيلي (مع حسم سكان القدس الذين أحصاهم المكتب المركزي الاسرائيلي للاحصاء). يتبين في الحالتين انه بغير غزة وبغير الاجانب، فان اليهود في ارض اسرائيل هم 59 في المئة من جملة السكان ومع غزة ومع الاجانب يتساوى اليهود وعرب فلسطين، بل هم أقل.
لكن لا مناص وينبغي شغل النفس بالتنبؤات بعد عقد أو عقدين، آنذاك يتبين أن نسبة اليهود ستنخفض الى 42 في المئة. ومعنى ذلك نهاية الكيان اليهودي في الشرق الاوسط. ولهذا فان الشيطان السكاني حي يهدد، ولم نتحدث عن الدولة المكتظة في الغرب ولم نتناول قضايا الأمن الداخلي المتوقعة من فئات معادية من السكان يبلغون ملايين البشر.
لا مناص سوى أن نقول لأرينز أن العقيدة البيتارية التي رُبي عليها وترعرع أفلست منذ زمن ولن يساعده أن يمحو على نحو وهمي، 1.5 مليون عربي من المناطق. فهم هنا. والاستنتاج بسيط على نحو مخيف: إن من يفضي الى انشاء دولة واحدة في ارض اسرائيل سيقضي بالخراب على يهود اسرائيل. نحن، الأكثرية السليمة العقل التي ما زالت تعيش هنا، لن ندعه يفعل هذا.
 

"هآرتس"
ترجمة المصدر - رام الله
 


 


(استاذ كرسي في جامعة حيفا)

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,058,526

عدد الزوار: 6,750,521

المتواجدون الآن: 112