بعد موت "المارد الديموغرافي

تاريخ الإضافة الجمعة 1 تشرين الأول 2010 - 7:45 ص    عدد الزيارات 752    التعليقات 0

        

بعد موت "المارد الديموغرافي"

 


 

موشيه أرنس

من شأن الاسرائيليين الذين يؤيدون "حل الدولتين" ويلوحون بالخطر الديمغرافي الذي يتربص اسرائيل، أن يعانوا الآن من الأرق في أعقاب الاطلاه على التقرير الديمغارفي الأخير الذي نشره المكتب المركزي للأحصاء عشية رأس السنة ( العبرية). فقد تبين، كما يدعي الباحث يورام اتنغر في السنين الاخيرة، أن المارد الديمغرافي ليس فظيعا جدا كما يزعمون. هذا الأمر أصبح رسميا الآن.
على ما يبدو فإن العامل الديموغرافي يسير لمصلحة السكان اليهود. لا يتعين على المرء أن يكون خبيراً ديمغرافيا أو احصائياً كي يدرك أنه عندما يصبح مستوى العيش أعلى، ويكون للنساء تعليم أفضل وتدخل نساء أُخريات سوق العمل يصبح الاتجاه الديمغرافي مختلفا عما كان في الماضي.
لكن الرأي السائد في شأن نسبة الولادة العالية عند العرب، والذي يستعين بدعاية ناجعة، ينجح في اخافة كثيرين من المواطنين اليهود في اسرائيل. فهم مقتنعون أن السكان اليهود قد يتحولون إلى أقلية بين الجماعة السكانية التي تعيش غربي نهر الأردن وأن سبيل النجاة الوحيد يتمثل في حل الدولتين.
صحيح أن "المارد الديمغرافي" ليس الادعاء الوحيد بل وهو ليس الأكثر اقناعا في تأييد اقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن. فتقسيم المنطقة غربي نهر الأردن بين اليهود والعرب، في محاولة لتسوية الصراع بينهم لمرة واحدة والى الابد، يبدو في النظرة الأولى الحل العادل والصحيح. وليس مهما إذاكان هذا الحل لا يلائم فعلا الشعار الشعبوي "دولتين للشعبين". بحسب وضع الأمور الحالي، ستنشأ ثلاث دول بل أربع للشعبين: فاللفلسطينيين دولة في الأردن، ودولة في يهودا والسامرة ( الضفة الغربية) ودولة في قطاع غزة، ولليهود دولة في اسرائيل مع أقلية فلسطينية كبيرة.
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يُدخل من يؤيدون حل الدولتين في الصورة أيضا "المارد الديمغرافي"، بحجة أن الحل حيوي لاستمرار وجود اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية؟ أو بعبارة أخرى، فإن استمرار سيطرة اسرائيل على يهودا والسامرة سيجعل اسرائيل تكف عن كونها دولة يهودية أو تكف عن كونها ديمقراطية؟
الجواب واضح: من أجل اخافة الاسرائيليين الذين يترددون في الانفصال عن قلب أرض اسرائيل كي يوافقوا على هذه المصالحة "المؤلمة". من خلال هذا الادعاء، الذي يعبر ظاهريا عن قلق على الطابع الديمقراطي لدولة اسرائيل، ثمة تجاهل لمشاعر المواطنين العرب. إن من يؤيدون حل الدولتين يقولون في الواقع انه كلما كان عدد أقل من العرب في اسرائيل سيكون الأمر أفضل. قد تثير هذه الدعوى صدى عند عناصر هامشية في المجتمع لكنها ليست ديمقراطية ولن يكون وقعها جيدا على مسامع مواطني اسرائيل العرب.
الآن بعد أن دُفن "المارد الديمغرافي" نهائيا، ما هو مكان الديموغرافية في الادعاءات إزاء مستقبل اسرائيل؟ غالبية الاسرائيليين مصممون على ضمان الطابع واللغة والثقافة اليهودية للدولة، وفي مقابل ذلك على احترام ثقافة ولغة المواطنين العرب. ينبغي الاستمرار في المهمة التي وضعتها الدولة اليهودية لنفسها: منح ملاذ لليهود في كل العالم، اذا طلبوا ذلك. ممنوع أن يحدث مرة أخرى ما حدث زمن المحرقة.
من أجل ذلك ثمة حاجة إلى أكثرية يهودية كبيرة. إلى أي مستوى؟ هذا سؤال ينبغي أن يُدرس جيداً. هل تكفي أكثرية 80 في المائة من اليهود كما يوجد اليوم؟ هل تراجعها الى أكثرية بنسبة 70 في المائة ستكون كارثة؟ وهل المسألة تتعلق فقط بالاعداد أم تتعلق بمدى اندماج الأقليات في المجتمع الاسرائيلي أيضا؟
على الرغم من أن هذه الاسئلة صعبة وغير مريحة اذا أردنا الحديث بطريقة حكيمة عن المستقبل، فانه ينبغي أن نتطرق إليها مع أخذ مشاعر المواطنين العرب بالحسبان بشكل تام. الآن بعد حددنا المشكلة، على نحو جزئي على الأقل، تعالوا نبحث ذلك.

("هآرتس" -28/9/2010)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,198,284

عدد الزوار: 6,940,108

المتواجدون الآن: 123