محاولة إستقطاب سوريا

تاريخ الإضافة الخميس 23 أيلول 2010 - 6:31 ص    عدد الزيارات 763    التعليقات 0

        

محاولة إستقطاب سوريا


فيليب ستيفنز فايننشال تايمز

 

ويبدو الموقف الأميركي قوياً تماماً، ومتماسكاً هذه المرة، فالمحاولة الأميركية الجديدة لإفراغ التحالف الإيراني من محتواه وإضعافه عبر سحب سوريا بعيداً عن مركزه تحوز على عوامل تساعدها على تحقيق هذه المهمة، لاسيما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعطى وزير دفاعه إيهود باراك الضوء الأخضر للتحرك في هذا المسعى الرامي إلى خدمة مصالح الدولة العبرية وضرب عصفورين بحجر واحد، فإما أن تنسحب سوريا للنداءات الإسرائيلية نحو طاولة المفاوضات وإما أن تبقى دمشق على حالة التهدئة ريثما تستوضح إمكانية الحصول على الثمن المطلوب، ألا وهو مرتفعات الجولان من إسرائيل وإطلاق اليد في المحيط الإقليمي إلى حدود معينة من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي يفترض بها أن تغض النظر عن نفوذ سوريا المتنامي في لبنان وتحركات سوريا المكشوفة باتجاه منطقة نفوذ إقليمي أكبر من العراق ومشاطرة كل من تركيا وإيران نفوذهما ووجودهما المعروف على الساحة العراقية من خلال محاولة رأب الصدع بين الكتل السياسية المتناحرة على السلطة في العراق عبر وساطة سوريا تركز على تيار إياد علاوي وتسهل مهمة تشكيل الحكومة العراقية القادمة بنتيجة الأمر، وهذا في الواقع مسعى ومطلب أميركي ملح قد يدفع واشنطن إلى مكافأة دمشق إذا ما نجحت بتحقيقه على الرغم من أن إيران بدورها لن تسمح بذلك طالما أنه يقوض نفوذها في العراق·

وبالنسبة لإسرائيل، فإن الاحتمالين معاً يخدمان مصالح الدولة العبرية، فجلوس سوريا على طاولة المفاوضات من جديد لن يكلف الحكومة الإسرائيلية سوى جولات أخرى من المفاوضات طالما أن إمكانية الإفلات من أي التزام تظل قائمة بالنسبة لزعيم حزب العمل إيهود باراك الذي كان قريباً جداً من الاتفاق مع سوريا عام 2000 في عهد الإدارة الديمقراطية السابقة التي ترأسها بيل كلينتون آنذاك، وإبقاء سوريا على التهدئة يخدم مصالح الائتلاف الحكومي القائم في الدولة العبرية ويعطيه مساحة الوقت الكافي للتحرك على المسار الفلسطيني وترتيب أوراقه على الصعيد الإقليمي في المرحلة القادمة·

ويساعد الولايات المتحدة الأميركية على التحرك في مسعاها المتجدد نحو استقطاب سوريا جملة من العوامل أبرزها العامل الاقتصادي، فسوريا التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة تبدو واضحة تماماً بالنسبة للمتابعين على الساحة الدولية بحاجة إلى رفع القيود الأميركية عنها مما سيمهد لدمشق للدخول بقوة إلى الساحة الأوروبية والمساعدة على تحقيق قدر أكبر من الانفتاح الاقتصادي بعد حالة الجفاف التي تعرضت لها المناطق الشمالية في البلاد وأثرت على الاقتصاد بصورة سلبية تزداد سوءاً مع غياب عوامل التنمية عن هذا الاقتصاد نتيجة للعجز الحكومي عن الإيفاء بمتطلبات النهوض بالاقتصاد السوري، كما يضاف التقارب السوري ? التركي والسوري ? السعودي أو السوري ? العربي عموماً إلى تلك الجملة من العوامل التي تساعد واشنطن على إنجاز مهمة استقطاب سوريا·

ولن تؤثر استعادة سوريا لجزء من نفوذها في لبنان أو حتى في العراق بصورة سلبية على المصالح الأميركية في هذه المرحلة، بل إنه سيساعد على إعطاء الحكومة اللبنانية مقداراً أكبر من الاستقرار في وجه حزب الله وسيعطي الحياة السياسية في العراق عنصر التوازن المفقود فيها مع سيطرة التيارات الشيعية بوضوح على مقاليد السلطة هناك إلى درجة تهمشت معها أدوار بقية الطيف السياسي وتنذر بعودة شبح العنف والطائفية مما يعقد مهمة القوات الأميركية المتبقية في العراق·

وعلى الجانب المقابل تتحرك إيران في مساع حثيثة للإبقاء على الدور السوري في موقعه المحوري من التحالف مع طهران وتعزيز هذا التحالف مهما كلف الأمر وبأي ثمن ممكن، فإيران لا تستطيع الاستغناء عن سوريا في هذه المرحلة تحديداً حيث يزداد الدور السوري أهمية بالنسبة للقيادة الإيرانية التي تجد نفسها مستعدة لإعطاء سوريا نوعاً من الضوء الأخضر للعب دور الوساطة على الساحة العراقية وللقيام بدور أكبر في لبنان ولو على حساب الذراع الإيرانية المتمثلة في حزب الله·

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,741,999

عدد الزوار: 6,912,052

المتواجدون الآن: 108