العلاقات الصينية - الأوروبية في إطارها الدولي

تاريخ الإضافة الخميس 23 أيلول 2010 - 7:18 ص    عدد الزيارات 751    التعليقات 0

        

العلاقات الصينية - الأوروبية في إطارها الدولي
الاربعاء, 22 سبتمبر 2010
فرانسوا غودمون *

ولا ريب في مكانة أوروبا «الصينية». فهي سوق الصين الأول. وكان لتوسع نفوذ الصين في افريقيا وقع أكيد على أوروبا وخلّف شراء الصين، في تموز (يوليو) 2010، حصصاً من القروض الإسبانية أثراً معنوياً واضحاً. ولكن هذا لا يقود الى علاقة التبعية المتبادلة البدهية والظاهرة بين الصين والولايات المتحدة. فلا سبيل الى قيام مجموعة (الدول) الثلاث: الولايات المتحدة - الصين - أوروبا، ولا الى مجموعة الدولتين الصين - أوروبا مكررة.

ومشاغل أوروبا أكثر تواضعاً فهي تسعى في تنسيق السياستين الصينية والأوروبية في بعض الأولويات الاستراتيجية، قبل مناقشة الأولويات المؤدية الى التنسيق هذا. وعلى أوروبا تجنب العزلة الدولية في خضم تحالفات مصلحية جديدة تتوسط الصين معظمها. والحق ان الصين لا تسعى سعياً جاداً في إصلاح النظام الدولي. ويغلب الطابع الدفاعي على صلتها بهذا النظام. فهي لا تتردد في الانضمام الى «تكتلات المتحفظين» في المجالات المتفرقة: في حقوق الإنسان والتغير المناخي ومنع الانتشار النووي وسعر صرف العملة العائم. وإلى هذا، لا ترغب الصين في ترك فئة البلدان النامية، على رغم سيرها حثيثاً الى تبوؤ صدارة الاقتصاد العالمي، وعلى خلاف ترتيب القوى الصناعية الأخرى.

وتصدر هذه السياسة عن تعمد الصين رد النقد عنها. فهي أعلنت، في حزيران (يونيو) 2010، وقبلها في آذار (مارس)، تعويم سعر صرف عملتها. واتفق هذا مع ظهور عجز في تجارتها الخارجية في اثناء شهرين متتابعين، كانت الصين والولايات المتحدة تجريان مفاوضات في غضونهما. وفي نهاية المطاف، لم يشهد سعر صرف اليوان زيادة تذكر قياساً على سعر صرف العملة الأميركية، ولم تلبث الفوائض التجارية الصينية ان استعادت أرقامها القياسية. وأرجئ تعويم اليوان وتحويله الفعليين الى أجل غير معلوم.

ومن طريق هذه السياسة، تتخفف الصين من الاضطلاع بشطر متعاظم من المسؤوليات المالية والاقتصادية العالمية، على خلاف ما تدعوها إليه أوروبا، ولكنها تثبت ركائز مكاسب استثنائية تنهض على عملة صارت أداة محاسبة تجارية، وأنشأت سوقاً إلزامية نصف منفتحة، من غير قيد التحويل. والأرجح ألا يحمل الصين على تعهد التزامات دولية مقيدة إلا وشك خطر كبير يتهدد نموها واقتصادها. وأما في شأن انبعاثات غازات الدفيئة ومعالجة التغير المناخي، فتغلّب سياسة الصين مصالحها، ولا شيء آخر غير مصالحها. فهي انحازت في مؤتمر كوبنهاغن الى الاقتصادات الناشئة. ولكنها، عملياً، ملكة الألواح الشمسية، وفي صدارة استغلال طاقة الرياح، وتتقدم الاستثمار في إنتاج السيارة الهجينة والكهربائية، وتكاد تحتكر الموارد المنجمية في العالم. وعلى نحو ما احتلت المرتبة الأولى في إنتاج الهاتف النقال من غير إنماء الهاتف الثابت، ترى الصين أن في وسعها تصدر صناعة السيارة من غير محرك يعمل على المحروقات.

والتنازع الأوروبي في مثل هذه المسألة لا يطاق. فسياسة المساعدات ونقل التكنولوجيا وشراء براءات الكربون، الأوروبية، قوّت الصناعة الصينية من غير أن تلزم هذه التنسيق مع نظيرها الأوروبي، ومن غير احترام الملكية الفكرية. وبعض المعايير الصينية تتغير في مجال مثل احترام حقوق الإنسان (الأحكام بالإعدام)، من غير تثبت من تأثير غربي في المسألة.

* رئيس مركز دراسات آسيا في معهد العلوم السياسية بباريس ومستشار وزارة العلاقات الخارجية الفرنسية، عن «لوموند» الفرنسية، 7/9/2010، إعداد وضاح شرارة.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,053,662

عدد الزوار: 6,750,180

المتواجدون الآن: 103