حزب الله محاصر

تاريخ الإضافة الخميس 5 آب 2010 - 6:53 ص    عدد الزيارات 762    التعليقات 0

        

من الصحافة الاجنبية

 


 

*حزب الله محاصر

 

 بول سالم بروجيكت سنديكيت

في حين حاول <حزب الله> إقناع اللبنانيين بأن وجوده يساعد في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، فإن التطورات الإقليمية والدولية تشير إلى أنه يواجه تحديات متصاعدة· ورغم أن المستقبل لا يبدو مشرقاً بالنسبة لحزب الله، فمن غير المرجح أن يتخلى عن سلطته من دون قتال·

إن مستقبل <حزب الله>، المنظمة السياسية شبه العسكرية الشيعية القوية في لبنان، لم يكن في أي وقت مضى أكثر غموضاً مما أصبح عليه الآن، ونظراً للتوتر المتصاعد مع إسرائيل واحتمالات توجيه اتهامات إلى بعض الناشطين من أعضاء المنظمة من قِبَل المحكمة الدولية التي تتولى التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، فإن الأمر يبدو الآن وكأن <حزب الله> أصبح مطوقاً من كل جانب·

والسؤال الأكثر إلحاحاً هنا يتعلق باحتمالات نشوب حرب أخرى بين إسرائيل و<حزب الله>، فقد تصاعدت المخاوف في هذا السياق طوال القسم الأعظم من هذا العام، وتغذت هذه المخاوف على تقارير عن نقل صواريخ جديدة إلى <حزب الله> والتهديدات المتقطعة من جانب إسرائيل· ويزعم هؤلاء الذين يتوقعون نشوب الحرب أن إسرائيل غير مستعدة للتسامح مع وكيلة إيران المدججة بالسلاح على حدودها في حين لا تزال التوترات المرتبطة بالقضية النووية مع إيران بلا حل·

ورغم أن الحرب من غير المرجح أن تندلع في الأشهر المقبلة، فقد تشعر إسرائيل بالحاجة إلى التحرك إذا لم تسفر العقوبات المفروضة على إيران عن نتائج ملموسة في وقت مبكر من عام 2011، وإذا وجهت إسرائيل ضربات عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، فمن المرجح أن ينضم <حزب الله> إلى المعمعة، وهذا يعني اضطرار إسرائيل إلى الاشتباك مع <حزب الله> في الوقت عينه· وقد تلجأ إسرائيل بدلاً من هذا إلى شن حرب وقائية ضد <حزب الله> من أجل حرمان إيران من القدرة على توجيه ضربة انتقامية في مكان قريب·

والواقع أن <حزب الله> يستعد بشكل مكثف لمثل هذه السيناريوهات، ببناء الدفاعات، وحفر الخنادق، وتجميع ترسانة صاروخية قوية· ولكن رغم أن استعدادات <حزب الله> من المرجح أن تساعدها في ضمان بقائها، فإن الحزب سوف يجد صعوبة شديدة في تبرير هذه الاستراتيجية التي أدت إلى حربين مدمرتين في غضون خمسة أعوام للرأي العام في لبنان·

وفي لعبة النهاية في حرب كهذه فقد تطالب البلدان العربية والمجتمع الدولي سوريا بتحمل قدر أعظم من المسؤولية في لبنان، من أجل احتواء <حزب الله> وقدراته العسكرية·

فضلاً عن ذلك فإن نجاح السلام في منع الانزلاق إلى الحرب من شأنه أن يضع <حزب الله> أمام مشكلة أخرى، ورغم أن إحراز تقدم حقيقي في عملية السلام العربية الإسرائيلية يبدو من غير المرجح في الوقت الحالي، فإن مبعوث الولايات المتحدة جورج ميتشل مازال يتحدث عن السلام العربي الإسرائيلي باعتباره احتمالاً واضحاً في عام 2011· وتشير بعض المصادر من داخل الإدارة الأميركية إلى أن الرئيس باراك أوباما قد يعلن الخطوط العريضة لتسوية عربية إسرائيلية في وقت لاحق من هذا العام·

ويشكل الاتفاق بين سوريا وإسرائيل عنصراً رئيساً في كل السيناريوهات المقترحة للسلام بين العرب وإسرائيل· ففي مقابل إعادة مرتفعات الجولان المحتلة سوف تصر إسرائيل والولايات المتحدة على نزع سلاح <حزب الله>· ولقد تعهدت الدول العربية في إطار خطة السلام العربية التي أعلنت في بيروت في عام 2002 بضمان أمن <كل بلدان المنطقة>، وهي عبارة رمزية تشير إلى التعامل مع التهديد من جانب <حزب الله> و>حماس>، على اعتبار إسرائيل جزءاً من المنطقة·

ومع استمرار <حزب الله> وإيران في الزعم بأن إسرائيل لن تعيد مرتفعات الجولان ولن تسمح بظهور دولة فلسطينية، ورغم أن هذا الزعم قد يكون مبرراً، فلا يجوز لنا أن نستبعد إمكانية السلام· وإذا كانت الغلبة للسلام فإن سوريا سوف تدفع لبنان إلى عقد معاهدة سلام مع إسرائيل وتضغط على <حزب الله> لحمله على التكيف مع الحقائق الجديدة·

ونظراً للشعبية التي يتمتع بها <حزب الله> بين الشيعة في لبنان، فمن الممكن أن يستمر كحزب سياسي مؤثر، ولكن سوف يكون لزاماً عليه أن يتخلى عن دوره كقوة وكيلة رئيسية للحرس الثوري الإيراني· ومع ذلك فإن <حزب الله> يواجه أيضاً متاعب سياسية شديدة· فعلى الرغم من غياب أي إعلان رسمي، هناك تقارير تشير إلى أن دانييل بيلمار، المدعي العام للمحكمة المختصة بلبنان، قد يختتم تحقيقاته ويصدر الاتهامات في خريف هذا العام·

في خطاب ألقاه في السادس عشر من تموز الماضي اعترف زعيم <حزب الله> الشيخ حسن نصر الله بوجود شائعات تشير إلى أن المحكمة قد توجه الاتهامات إلى بعض أعضاء <حزب الله>، ولكنه أكد أن المحكمة تشكل جزءاً من مخطط إسرائيلي لتقويض المقاومة الإسلامية في لبنان، وعلى هذا فهي مجردة من المصداقية· كما زعم أن الاتهامات ربما تستند إلى سجلات مكالمات أجريت على هواتف محمولة، وأن عملاء إسرائيليين نجحوا في اختراق شبكة الهاتف المحمول اللبنانية· والواقع أن السلطات اللبنانية اعتقلت أخيراً أحد كبار المسؤولين في واحدة من شركتي الهاتف المحمول في البلاد، زاعمة أنه عميل لإسرائيل·

وبوصف المحكمة بأنها جزء من مخطط إسرائيلي، يكون نصر الله قد وجه تحذيراً إلى الحكومة والأحزاب الأخرى في لبنان من التعاون معها أو قبول أحكامها· ولقد ذَكَّر مستمعيه باقتتال الشوارع الذي دار في بيروت في شهر أيار من عام 2008، وأوضح أن <حزب الله> لن يتورع عن خوض قتال آخر إذا لزم الأمر·

وفي حين حاول <حزب الله> إقناع اللبنانيين بأن وجوده يساعد في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، فإن التطورات الإقليمية والدولية تشير إلى أنه يواجه تحديات متصاعدة· ورغم أن المستقبل لا يبدو مشرقاً بالنسبة لحزب الله، فمن غير المرجح أن يتخلى عن سلطته من دون قتال·

 

*صيف حار في الشرق الأدنى آلان غريش لوموند ديبلوماتيك عشية البدء بالعطلة الرسمية الصيفية في فرنسا بودي أن أتحدث عن الملفات الساخنة للشرق الأدنى، وأعني بها تلك الملفات التي لا حل لها خلال الأشهر القريبة القادمة، والتي ستبقى ترزح بثقلها على كل المنطقة· من هنا كرست جهدي للملف الأفغاني، والعراقي، والإيراني· وسوف أعود لأتحدث عن ملف آخر هو الملف اللبناني والفلسطيني على أن أقفل أدراجي خلال شهر آب بأكمله·

لو تناولنا الملف الأفغاني أولاً لوجدنا أن الحرب الأميركية والغربية التي تجري هناك لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها من الحروب الاستعمارية القديمة، والتي لم يتجرأ أحد على نعتها بهذه الصفة· وحسبي أن أطلب من القراء أن يعودوا بالذاكرة إلى عدد صحيفة <لوموند ديبلوماتيك> التي نشرت ملفاً كاملاً بعنوان:>أفغانستان البلد الذي يصعب السيطرة عليه> ليتأكد من أن هذه الحرب مليئة بالمطامع الاستعمارية التي شهدتها القرون الماضية·

وبالنسبة للملف العراقي أحب أن أؤكد بأنه بدءاً من الآن وحتى نهاية شهر آب فسوف لن يبقى في هذا البلد أكثر من 50 ألف جندي أميركي، متمركزين في قواعدهم ولا يمارسون أي مهام قتالية مباشرة، من بين 170 ألف جندي أميركي الذين زجتهم واشنطن في وقتنا الحاضر في العراق· وهؤلاء جمعياً سيتم انسحابهم بدءاً من الآن وحتى نهاية عام 2011· ومع ذلك فإن مثل هذه الأنباء السعيدة يجب ألا تخدع أحداً· فمهما كان عدد القوات الأميركية التي ستبقى في العراق يبقى هذا البلد مدمراً بشكل تام وليس هذا التدمير ناجماً عن مقتل مئات الآلاف من العراقيين بل عن التدمير الذي لحق ببناه التحتية، وعن استمرارية الأزمة السياسية التي تتمثل الآن من خلال عدم قدرة الأحزاب السياسية العراقية على تشكيل حكومة وحدة وطنية منذ الانتخابات التشريعية العامة التي حصلت في يوم 7 آذار الفائت· إن البرلمان العراقي الذي كان مقرراً له أن يجتمع في يوم الثلاثاء الواقع في 27 تموز الماضي أجلّ اجتماعه إلى أجل غير مسمى، مما يعني أن حل هذه الأزمة ليس قريباً جداً·

وبالنسبة للملف الإيراني، فقد تبنى الاتحاد الأوربي مؤخراً سلسلة من العقوبات الأحادية الجانب ضد إيران· وهذه العقوبات واسعة النطاق بشكل لم يسبق له مثيل· وستضاف إلى تلك التي اعتمدتها واشنطن منذ زمن ليس بالبعيد، على الرغم من احتجاجات روسيا التي اعتبرت هذه الإجراءات وكأنها غير مقبولة لكونها تتعدى بكثير تلك التي كان مجلس الأمن الدولي قد صوتّ عليه· وما يثير القلق الشديد هو أن شركة <توتال> الفرنسية قررت هي أيضاً وقف بيع مادة البنزين إلى إيران، علماً أن مثل هذا الإجراء غير وارد ضمن العقوبات التي تبنتها دول الاتحاد الأوربي· ويبدو أن شركة <توتال> قد أعارت أذنها إلى دولة أخرى تريد معاقبة إيران· هو ظهور أصوات لدى المحافظين الجدد بدأت تطالب بشن عملية عسكرية ضد إيران، وهذا ما دفع بهذه الأخيرة إلى أن تتصل مع كاثرين آشنون وزيرة خارجية دول الاتحاد الأوربي لتعلمها موافقتها على إجراء مفاوضات مباشرة مع دول الاتحاد الأوربي، وعلى إرسال الإجابة عن الأسئلة التي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وجهتها إلى إيران عبر مجموعة <فيينا> المؤلفة من: الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، فرنسا، من أجل مقترحها بتبادل الوقود النووي الذي تم الاتفاق عليه بفضل تركيا والبرازيل والجمهورية الإيرانية الإسلامية· والجدير بالذكر أن تركيا والبرازيل عملتا كوسيطين في حل الأزمة الإيرانية خلال الشهر الفائت·

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا سيجري في شهر أيلول القادم؟ هل سيشهد البدء بمفاوضات جادة؟ أو هل سنشهد ضربة ضد إيران نتيجة الانزلاق الغربي في المستنقع الأفغاني؟ هذا ما ستكشف سرّه الأشهر القادمة·

 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,542,284

عدد الزوار: 6,900,015

المتواجدون الآن: 77