أربع سنوات على حرب لبنان الثانية.. الجيش الإسرائيلي يستعد للجولة المقبلة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 6 تموز 2010 - 11:14 ص    عدد الزيارات 791    التعليقات 0

        

عاموس هرئيل

ساعات طويلة أمضاها مقاتلو "سييرت" لواء غولاني في غابة قريبة من منطقة الكرمل الجنوبي، حيث أقام الجيش الإسرائيلي في المحميات الطبيعية التي تحيط بقاعدة التدريب "ألياكيم" "محمية طبيعية" من نوع آخر، تحاكي قدر الإمكان التحصينات والمراكز المتشعبة التي بناها حزب الله في جنوب لبنان، والتي فشل الجيش الإسرائيلي في معالجتها خلال حرب لبنان الثانية. فبعد أربع سنوات تقريبا على الحرب، يتدرب الجيش الإسرائيلي بكثافة على طريقة الحرب اللبنانية لتحقيق نتائج أفضل بكثير في الجولة التالية من القتال، إذا ما وقعت.
لقد كانوا في الجيش الإسرائيلي على علم بالمحمية الطبيعية، وهي مركز منظومة إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله في العام 2006، حتى ما قبل الحرب الأخيرة. لكن جزءا كبيرا من المعلومات ذات الصلة لم تسلم إلى الوحدات المقاتلة، على الرغم من أن البعض منها تدرب في قاعدة "ألياكيم" قبل اندلاع الحرب. عندما وجد جنود الوحدة الخاصة "مغلان" أنفسهم في صباح التاسع عشر من شهر تموز وسط أول محمية طبيعية اصطدم فيها الجيش في الحرب، وهي تلة "شكد" المشرفة على مستوطنة افيفيم، فان المعلومات المفصلة عن المحمية كانت في صناديق مغلقة، ولم توزعها شعبة الاستخبارات العسكرية في الوقت المناسب على الوحدات بحجة أن المعلومات سرية جدا. بعد مرور ثلاثة أيام، مع الانتهاء من احتلال القرية المجاورة مارون الراس، قال قائد لواء المظليين حينها، العقيد حاغي مردخاي، انه الآن فقط تبين له الشكل الحقيقي للمحميات. وقال "اعتقدنا أن الأمر يتعلق بعدة خيم متنقلة مع حقائب قديمة وصناديق للحفظ"، بعد عدد من التعقيدات رافقها وقوع مصابين في مواقع مشابهة، تراجع الجيش الإسرائيلي عن تمشيط المحميات حتى نهاية الحرب.
المحمية الطبيعية في ألياكيم مزروعة بتشريكات العبوات الوهمية ومناطق سرية، التي يفترض على جنود كتيبة الدورية التابعة للواء غولاني أن تحدد فيها نقاط إطلاق الصواريخ. وقال قائد الكتيبة، المقدم أورن كوهن، وهو يشاهد الغابة تحته، "نحن نعرف اليوم أكثر بكثير عن المحميات مما عرفناه قبل خمس سنوات. لو أرسلت الكتيبة إلى مناطق كهذه في العام 2006، لكنا دفعا ثمنا باهظا. صحيح أن خلية محلية لحزب الله تمكث سنوات وتعد نفسها للتموضع أمام دخول الجيش إلى مكان معين، لكن في نهاية الأمر أنهم أفراد يخضعون للتأهيل لمدة شهرين ونصف فقط. جنودنا مدربون أكثر. مواجهة كهذه ستكلفننا إصابات، لكن المهمة ستنفذ. اشعر بالطمأنينة مع الجنود المتواجدين هنا في الأسفل"...
في الليلة التي سبقت الدخول إلى المحمية اجتاز الجنود 15 كيلومترا من الأرض الوعرة أمام الحركة، حيث كان يحمل كل واحد منهم تجهيزات وسلاح تزن حمولتها نحو 30 كيلوغراما. ويقول كوهن "هذا لن يكون سهلاً بشكل عام". كما كل التدريبات بعد الحرب، جزء كبير من الأسبوع يبدأ في ظروف من عدم اليقين. قيادة اللواء تملي على قائد الكتيبة الأهداف التالية خلال التحرك.
معالجة الكاتيوشا قصيرة المدى التي شلت المستوطنات في الجليل اعتبرت من مهمة أحد آخر، ربما سلاح الجو (وسلاح الجو بعد ذلك، كان مقتنع انه شأن قيادة المنطقة الشمالية). ويعترف ضابط تولى منصباً كبيراً في قيادة المنطقة الشمالية "لم يكن هناك ربط بين مهمة معينة للوحدات وبين الهدف العام للحرب". إدخال قوات برية إلى الميدان كان موضع خلاف كبير ورافقته مخاوف كبيرة من وقوع إصابات، سواء من الحكومة أو في قيادة الجيش الإسرائيلي.
في نهاية الحرب شارك قائد لواء الناحال في تلك الفترة، العقيد ميكي أدلشتاين، في لقاء مع ضباط من الولايات المتحدة. استنتاجات الأمريكيين من لبنان كانت بسيطة في محتواها.وقد قال احد المضيفين لـ أدلشتاين، للقضاء على الكاتيوشا، "عليك أن ترتدي جزمتك (أي، إرسال القوات البرية إلى الداخل)". يدركون في الجيش الإسرائيلي هذا اليوم، لكن يعرفون أيضا انه من غير الممكن استنزاف الوحدات حتى ملاحقة الصاروخ الأخير. يوجد لحزب الله، وبتقدير حذر، ما لا يقل عن 40 ألف صاروخ في لبنان. النجاح في الجولة التالية ستضطر إلى الاستناد على الدمج بين احتلال الأراضي، وتمشيط جزئي لها طالما أن الوقت يسمح بذلك وضرب المواقع الحيوية لحزب الله والحكومة اللبنانية.
كجزء من عبر 2006، نقل حزب الله مركز الثقل التابع له من المحميات الطبيعية في المناطق المفتوحة إلى مناطق وسط القرى والبلدات. افترضوا في المنظمة أن القتال وراء السكان سيقيد إسرائيل، التي ستشعر أنها تتورط في قتل عدد كبير من المدنيين. إسرائيل، التي يبدو أنها تتمتع اليوم باستخبارات ذات نوعية عالية حول ما يجري في لبنان، جمعت معلومات أيضا عن "المحميات السكنية". لكن في نفس الوقت طورت أيضا عقيدة الضاحية، تهديد الجيش بالرد بالدمار الهائل على إطلاق الصواريخ من داخل القرى الشيعية، كما حصل لمربع الضاحية الشيعي في جنوب بيروت خلال الحرب الأخيرة.
التهديدات الإسرائيلية واشتعال الحرب، اللذين يشعر بهما حزب الله أكثر بكثير مما يصرح بذلك بشكل علني، تنجح حتى الآن بالحفاظ على الوضع القائم في الشمال، الذي يمنع إلى الآن وقوع حرب إضافية.
يقدر الجيش الإسرائيلي انه لا يوجد لحزب الله وسوريا الآن مصلحة في حرب بالصيف الحالي. لكن المخاوف من التصعيد قائمة، بشكل خاص إذا نجح حزب الله في تنفيذ مخططه بشن هجوم ضخم في الخارج، انتقاما على تصفية عماد مغنية قبل نحو سنتين.

(هآرتس الملحق الأسبوعي 2/7/2010)
ترجمة: عباس اسماعيل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,084,957

عدد الزوار: 6,752,067

المتواجدون الآن: 106