الغرب وضرورة التمييز بين الالتزام الديني والأصولية

تاريخ الإضافة الأربعاء 19 أيار 2010 - 7:55 ص    عدد الزيارات 846    التعليقات 0

        

يبدو الإسلام في رؤية الغرب للشرق الأوسط كشبح مخيف أحياناً، فهو يشعر بالقلق لرؤية الديموقراطيين العلمانيين في المنطقة يفقدون مواقعهم أمام الأصوليين الإسلاميين.
ومن المؤكد أن هذا الشعور الغربي بالقلق تفاقم الى حد كبير بسبب الهجمات التي استهدفت أمريكا عام 2001، وما تبعها من حرب على الإرهاب وما أسفر عن ذلك من عواقب دفعت الكثيرين لاعتبار أي تعبير علني إسلامي ممارسة تنطوي على تهديد كامن من نوع ما.
لكن ثمة كتابان جديدان يتحديان الآن مثل هذه المخاوف، الأول وضعه الأكاديمي الأمريكي – الإيراني المولد والي نصر تحت اسم: «مسيرة الطبقة الإسلامية الوسطى الجديدة».
والثاني كتبته إيزوبيل كولمان عضوة مجلس العلاقات الخارجية وصدر عن دار راندم تحت عنوان «الجنة تحت قدميها: كيف تغير المرأة وجه الشرق الأوسط».
ورغم عدم استخفاف كلا المؤلفين بالخطر الذي يثيره المتطرفون إلا أنهما يؤكدان على ضرورة التمييز بين «التقوى» و«الأصولية» ويقدمان رؤية دقيقة لدور الإسلام في الحياة العامة بشكل يبعث على الأمل.
يقول نصر: يمكن كسب المعركة ضد التطرق الديني من خلال بروز طبقة إسلامية وسطى، كما يمكن أن يأتي التغيير من خلال التجارة الحرة والتكامل مع الاقتصاد العالمي وليس بفرض العقوبات أو القيام بعمل عسكري.
ويضيف: ومن المؤكد أن المنطقة لن تدير ظهرها للإسلام، لكنها ستبقى «محافظة» مع شعور بالكراهية للغرب على الأرجح، وذلك لسبب بسيط هو قيام الأنظمة الاستبدادية الكثيرة في المنطقة بتلطيخ صورة العلمانية.
بل ولدى الشرق أوسطيين الكثير من الأسباب التي تدعوهم للامتعاض من الغرب ومحاولاته فرض أسلوبه في الإصلاح السياسي عليهم.
غير أن هذا لا يعني استبعاد الإصلاح الذي يأتي بأشكال عديدة، فقد بينت دبي رأيه أن بالإمكان الاستمتاع بالغنى الروحي والفني الدنيوي معاً.
كما يبيّن الوضع القائم في تركيا أن الأحزاب الإسلامية المعتدلة تستطيع العمل كمتراس ضد المتطرف بل وليس ثمة دليل يُذكر على أن تزايد النزعة المحافظة في المجتمعات الإسلامية يشكل عائقاً أمام النضال من أجل الحرية والرخاء.
إلا أن وضع المرأة في الكثير من بلدان العالم الإسلامي يدفع الكثيرين للاختلاف مع النزعة المحافظة، لكن من المعروف أن قمع المرأة وحرمانها من حقوقها كان على الدوام وسيلة سهلة بيد الحكومات، سواء كانت علمانية أم لا لاسترضاء حلفائها الأكثر تطرفاً أو تهدئة أعدائها.
لكن على الرغم من هذا، يساور الكثيرين من سكان الشرق الأوسط، نساء ورجالاً، شعور بالغضب من محاولات تطبيق المساواة بين المرأة والرجل على الطريقة الغربية.
تقول ناشطة أفغانية في معرض انتقادها ما يوصف بـ«المساعي الطيبة» التي يقوم بها الغربيون هناك: عندما يأتون الى بلادنا ويبدؤون بتعليم النساء حقوقهن، تعود تلك النساء الى بيوتهن وينتقدن أزواجهن وتصبح حياتهن أكثر سوءاً.
غير أن لكولمان رؤيتها فيما يتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل في اطار الإسلام فهي تقول: الحقيقة أن الإسلام يمنح النساء حقوقاً كثيرة لكن المشكلة تكمن في تطبيق هذه الحقوق.
وتقول ريغات حسن، وهي أمريكية من أصول باكستانية: إن القرآن يعامل النساء باحترام لكن المجتمعات الذكورية حولتهن خلال القرون الى مجرد متاع. لذا، تؤمن ريغات وغيرها من الناشطات الإسلاميات بالنضال من أجل حقوق المرأة من داخل الإسلام، أي من خلال استخدام النصوص الدينية الإسلامية ذاتها، هو أفضل وسيلة لدفع عجلة الإصلاح وحصول المرأة على حقوقها دون اتهامها بأنها تلقت في هذا الشأن تعاليم الغرب.
والحقيقة أن هذا الغرب الذي تأثر من عواقب غزوه لأفغانستان والعراق، ومن تركيزه على تهديد التطرف الديني، لا يرى غالباً أشكال الإسلام المتعددة الأخرى في الشرق الأوسط. لذا، بدلاً من محاولته فرض أفكاره – كما يقول نصر وكولمان – عليه الإصغاء بحرص أكثر الى الأصوات الأخرى تلك المنبعثة من المنطقة.

تعريب نبيل زلف

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,353,173

عدد الزوار: 7,025,026

المتواجدون الآن: 89