الشرق الأوسط تحوّل الى برميل بارود

تاريخ الإضافة الإثنين 26 نيسان 2010 - 6:50 ص    عدد الزيارات 763    التعليقات 0

        

أري شافيت

هل تندلع حرب في الصيف؟ في اسرائيل يريدون الاعتقاد حتى الآن بأن القوى التي تسهم في استقرار النظام في الشرق الاوسط أقوى من القوى التي تضعضعه. يعتقدون بالردع الذي تحقق ظاهريا في الشمال وفي الجنوب في حرب لبنان الثانية وفي حملة "رصاص مصهور". ولكن الملك عبدالله ليس الوحيد الذي يحذر من حرب في الصيف. ذلك أن ثمة محافل دولية أخرى، تعرف المنطقة جيدا، تخشى من تصعيد عسكري مفاجئ. وهم يحذرون من أنه لا يمكن معرفة متى تندلع الحرب القادمة. كما انه لا يمكن معرفة اين ستندلع، ولكن الشرق الاوسط تحول إلى برميل بارود. ومن شأن هذا البارود أن يشتعل بين صيف 2010 وصيف 2011 .
سيناريو الحرب الاساس هو سيناريو المواجهة مع ايران. اذا ما عملت الولايات المتحدة او اسرائيل في السنة القادمة بشكل عنفي ضد إيران، فإن إيران سترد بتوجيه ضربة أيضا. الضربة الايرانية ستكون ايضا مباشرة وغير مباشرة. الضربة غير المباشرة الأساسية ستكون ضربة حزب الله. وعندما توجه اسرائيل ضربة مضادة الى حزب الله من شأن سوريا الا تقف جانبا. حرب بين اسرائيل وايران، سوريا وحزب الله لن تشبه اي حرب شهدناها في الماضي. مئات الصواريخ ستسقط في تل ابيب. آلاف المواطنين سيقتلون. مئات الصواريخ ستضرب قواعد سلاح الجو وقيادات الجيش الاسرائيلي. مئات الجنود سيقتلون. الرد الاسرائيلي الساحق سيدمر بيروت ودمشق. اسرائيل ستنتصر. ولكن النصر سيكون مؤلما وباهظ الثمن.
سيناريو الحرب الثاني هو سيناريو مصالحة ايران. اذا ما تصرف اوباما في السنة القادمة تجاه ايران مثلما تصرف بوش تجاه كوريا الشمالية، فان ايران ستتحول إلى قوة نووية. واذا منع اوباما اسرائيل من العمل ضد ايران وامتنع بنفسه عن العمل ضد ايران، فستتحول ايران إلى قوة عظمى رائدة في الشرق الاوسط. والنتيجة ستكون خسارة الاحترام الذي يكنه العالم السني للولايات المتحدة وخسارة هدوء العالم الشيعي والراديكالي بالنسبة لاسرائيل. وكنتيجة لذلك قد تندلع مواجهات شديدة بين اسرائيل وحماس، وحزب الله، وربما ايضا سوريا. وفي السياق قد يحصل ايضا تدهور عنيف بين اسرائيل وجيران اخرين.
فقدان الهيمنة الاستراتيجية الاميركية سيؤدي الى أن يهز خصوم الغرب الشرق الاوسط. فقدان الاحتكار الاستراتيجي لاسرائيل سيؤدي الى تعرضها للهجمات من أعداء قدامى وجدد. عصر الهدوء النسبي الذي ميز علاقات اسرائيل العرب في الـ 35 سنة الاخيرة سيولي إلى غير رجعة.
الخلاصة واضحة: المهمة الحيوية اليوم في الشرق الاوسط هي منع الحرب. وهي لا تشبه ملاحقة السلام. احيانا تكون محاولة تحقيق السلام غير قابلة للتحقق هي بالذات التي تشعل الحرب. في الفترة الحساسة السائدة اليوم لا مجال للأوهام او للاخطاء. محظور أن نسمح للاعتبارات السياسية الداخلية بأن تحدث كارثة تاريخية. وعندما تُرفع نظارات الاعتبارات السياسية الداخلية عن العيون تُرى الصورة بوضوح. فمن أجل منع الحرب في الشرق الاوسط يتعين على الولايات المتحدة واسرائيل ان تظهر قوة وسخاء. ردعا واعتدالا. عليهما ان يحثا على نحو مشترك عملية سياسية حذرة وتدريجية تضعف متطرفي المنطقة وتعزز معتدلي المنطقة وتصد ايران. عليهما ان يعقدا حلف الديمقراطيات والذي سبق أن رسخ الاستقرار في غربي آسيا على مدى جيلين.
المسؤولية الاساس ملقاة اليوم على عاتق الولايات المتحدة. حكومة نتنياهو ارتكبت اخطاء عديدة في السنة الاخيرة ولكن هكذا ايضا ادارة اوباما. 15 شهرا غاليا أضاعتها الادارة على حوار من دون عقوبات مع ايران. على وهم سلام اسرائيلي فلسطيني فوري. الضغط المكشوف والأحادي الجانب الذي مارسته واشنطن على القدس أبعد السلام وقرب الحرب. وعليه، اذا لم تكن ادارة اوباما تريد أن تسجل الحرب القادمة على اسمها، فان عليها ان تغير سياستها على عجل. عليها ان تطلب من اسرائيل الممكن وليس الخيالي، وان تطلب من ايران الحيوي. عليها ان تظهر زعامة مصممة وحكيمة، تمنع الحرب الآن وتؤدي الى السلام غدا.
البركان الذي انفجر الاسبوع الماضي في ايسلندا لا يُعتبر شيئا مقارنة بالبركان الذي من شأنه ان ينفجر في المستقبل القريب في الشرق الاوسط. ولكن البركان المحلي هو بركان بشري. الناس يغذون لهيبه وهم من يمكنهم ان يبردوه. حياة مئات الملايين متعلقة الان بحكمة ورجاحة عقل شخص واحد: براك اوباما.

("هآرتس" 23/4/2010)
ترجمة: عباس اسماعيل

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,661,310

عدد الزوار: 6,907,321

المتواجدون الآن: 94